23-نورسين

919 17 5
                                    

سأحارب رغم ضعفي.
سأقاوم رغم عجزي.
سأدافع رغم وهني.
ربما تغلبني الحياة مئة مرة ولكني قد أغلبها مثلهم.
قد أستسلم، ولكني سأعود لأقاوم.
قد أبكي ولكني سأبتسم.
قد أنهار ولكني سأقف شامخة من جديد.
                                🌟🌟🌟

موعدنا اليوم مع الجميلة آلاء الرئيسية، ورواية من رواياتها الرائعة المليئة بالغموض والتشويق.

تعتبر آلاء من ضمن أكثر الكاتبات التي قرأت لهم غموضا في رواياتها، إذ أنك عنما تقرأ لها تشعر وكأنك تفك ألغاز،
كما أنها صاحبة أفكار مبتكرة، وهو ما يميزها عن غيرها من الكاتبات.
تندرج رواية نورسين تحت فئة الروايات الخيالية فضلا عن أنها أيضا تحتوي جانب كبير من الغموض، لذا هي رواية خيالية غامضة.
وقد كانت الفكرة المبتكرة للرواية هي الإسقاط النجمي، فقليل جدًا من الروايات التي قد تتحدث عن هذا الأمر، ومن لا يعرف ما هو الإسقاط النجمي فهو حالة خيالية لخروج الشخص من جسده الأثيري والتنقل لأي مكان.
كانت الفكرة فريدة ساقتها الكاتبة بطريقة مميزة من خلال جو خيالي غامض، وطرحت من خلالها الكاتبة العديد من المغازي الرائعة كالمسامحة والعفو عند المقدرة، وأثر الحقد والكره ومشاعر الانتقام على قلوبنا، كما أن الأستسلام وعدم المقاومة ليس سبيل للحصول على الراحة، فمقاومتنا هي اساس الحياة.

أما عن العناصر الروائية فقد كان الوصف مميزًا، فالوصف الخارجي كان مكتملًا سواء وصف الشخصيات أو وصف الأماكن، ولكن في بعض الأحيان كان فيه مط مثل وصف الملبس في كل مرة فلم يكن له داعٍ إلا عند الضرورة، ولكن بشكل عام كان جيد تمكنّا من خلاله من تجسيد الشخصيات بشكلها وتخيل جميع الأماكن. أما الوصف الداخلي فكان مقبول تمكنت الكاتبة من وصف المشاعر الداخلية والانفعالات بشكل جيد، ولكني أعتقد أن الوصف الداخلي كان سيكون أفضل إن تغير الراوي.

وقد كان السرد على لسان الراوي العليم، استخدمته الكاتبه بطريقة جيدة ونقلت عن طريقة مشاعر البطلة بطريقة جيدة، إلا إنني أرى أنه كان من الأفضل استخدام الراوي الأنا لأن الصراع خاص بالبطلة فقط ولم يكن هناك سوى مشاعرها وحياتها، لذا فوصف صراعاتها الداخلية على لسانها (أي الراوي الأنا) كان لينقل لنا مشاعرها وانفعالاتها بطريقة ساحرة، أما الراوي العليم كان سيفيد إن كان هناك عدة صراعات وشخصيات كثيرة تمر بمشاكل فكان سينقل لنا الأحداث بشكل مميز.
كما كان هناك بعض الخلل أثناء السرد فكتبت الكاتبة بعض الكلمات القليلة على لسان البطلة، وهذا خلل بين الرواة (الأنا والعليم).

وقد استخدمت الكاتبة حبكة انكسارية كانت اختيار موفق منها لإزالة الغموض الذي غلف الرواية، حيث استخدمت الكاتبة الاسترجاعات الزمنية بطريقة متقنة، فكشفت الغموض تدريجيًا عن الماضي، وكان التسلسل بالأحداث موفق، كما أجادت الكاتبة استخدام عنصر التشويق والغموض بطريقة رائعة عملت على جذب القارئ منذ البداية.
ولكن كان هناك بعض الثغرات بالحبكة، فمثلًا عندما أحاطت بيلا جاك بدرع حماية من قوتها ثم أصيب، ألم يكن يجب عليها الشعور بذلك؟! خاصة أنه جرح كبير.
كان هناك أيضًا بعض الأشياء التي ذكرت ولم توضحها الكاتبة مثل الزجاجة التي تركتها سالي لها في الغابة، ما هو الهدف من هذا المشهد ولم يتم توضيحه بعد ذلك! 
أيضًا لم توضح الكاتبة كيف عرفت ليليان الملك، فهو أمر مجهول تمامًا فهم كانوا أسرة فقيرة كيف تعارفوا، فالواضح أن هناك علاقة قوية كانت تربط الملك بالأسرة كلها.
أما عن الواقعية فقد كانت الأحداث أغلبها مبررة وتماشت مع الجو الخيالي للرواية إلا في نقطة واحدة فقط ألا وهي الأسطوانة السوداء الذي أصدرت صوت المرأة وهو ما يسمى (الفونوغراف)؛ فهو جهاز يعمل بالكهرباء وبما أن زمن الرواية يقع في عصر قديم حيث يستخدمون الشموع والمشاعل فلم يكن وجوده هنا مناسب للزمن أو واقعي.

يعتبر الزمكان من أكثر الثغرات التي وجدت بالرواية وبشكل خاص الزمن، إذ أنه كان في فوضى تامة، وهو من أكثر العناصر التي تعمل على إرباك القارئ وتشتيته، فوجب على أي كاتب أن ينتبه لهذا الأمر وأن يربط بين جميع الازمنة الخاصة بالشخصيات، وهو للأسف مفقود هنا، إذ أن كل شخصية تتمتع بأزمان خاصة بها لا تترابط مع الأخرى، ولنعطي أمثلة على ذلك:
ذكرت جين أن عمرها ٤٠ سنة والفرق بينها وبين ليليان والدة بيلا ست سنوات أي عمرها تقريبًا ٣٤ سنة، كما ذكرت بيلا من قبل أن والدتها افترفت عنها لأكثر من ٢٣ سنة، فهل أنجبت ليليان ابنتها بيلا وهي بعمر ١١ سنة!؟
أيضًا الفرق بين جاك وبيلا كما ذكر ٣ سنوات، وبيلا عمرها ٢٣ سنة، أي أن جاك من المفترض عمره ٢٦ سنة، ولكنه بنهاية الرواية ذكر أن عمره ٢٤ سنة.
وعندما حاولت بيلا الانتحار ذكرت انها غابت ٤ أيام، ثم ذكر جاك أنها غابت ل ١٠ أيام.
ثم نأتي لعلاقة زين وبيلا؛ ذكرت البطلة أنها تعرفت عليه في عمر الخامسة عشر واستمرت ل ٧ سنوات أي انتهت وهي في عمر ٢٢ عام، وقد كانت حامل في أنيلا وقتها ربما ثلاثة أشهر أي يتبقى ستة أشهر من الحمل، وعمر أنيلا بالرواية سنة وتسعة أشهر، أي مر على انفصالها من زين تقريبا سنتين وثلاثة أشهر أو ربما أقل بقليل، أي من المفترض أن يكون عمر بيلا فوق ٢٤ سنة.
وغيرها من ثغرات الزمن والتي للأسف أضعفت الحبكة.

أما عن اللغة فكتبت الرواية بلغة عربية احتوت على بعض المفردات الجميلة وقامت الكاتبة بوضع الحركات على بعض الكلمات لتسهيل القراءة على القارئ، إلا أنه رغم ذلك احتوت على الكثير من الأخطاء الإملائية والكتابية، فضلًا عن الخلط بين مفهوم بعض الكلمات واستخدامها بطريقة لا تناسب النص.
كما أن الخلط بين السرد والحوار -وربما أكثر من حوار- بنفس الفقرة يسبب تشتت للقارئ، فلابد أن يكون كل حوار منفصل عن الآخر وفي سطر خاص به مختلف عن السرد.

أما عن بداية الرواية، فقد كانت جيدة احتوت على بعض الغموض، ولكن الفصول الأولى كانت قصير للغاية، مما قد يجعل القارئ يمل من الرواية لقصره، فعامل الجذب لم يكبر بعد.
وكانت النهاية جيدة انتهت بصراع بيلا وإزالة الغموض، كانت نهاية مغلقة وجيدة أسعدت القُراء المتشوقين لها.

                        🦋⚘️🦋⚘️🦋⚘️🦋

هناك حكمة تقول: إذا عُرف السبب بَطُل العجب.
ولكن إذا لم نعرف السبب فكيف نعيش في الظلام والجهل؟ نتعذب من دون أن نعرف لماذا.
تعيش بيلا في قهر وظلم طوال حياتها دون أن تعرف سبب لذلك، ولكن هل الاستسلام طريقة لزوال الألم؟
بعدما تستسلم بيلا وتفقد الأمل تعود مرة أخرى لتكتشف الحقائق الصادمة، فهيا بنا لنخوض مع بيلا مغامرة شيقة لنتعرف على المجهول ونخوض معها خلال ماضيها المبهم.

استمتعوا 💕💕

شاركوني آرائكم❤❤

al_writer9

al_writer9

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
بحر الخيال (أفضل ما قرأت في الخيال)Where stories live. Discover now