المعركة

384 17 6
                                    

فى قبيلة جهينة

حينما علم الرجال بوقوع حرب ضارية ومن المؤكد أنها قد تكون سببا لوفاة العديد منهم أو بالأصح جميعهم لأنهم لم يتهيأوا ويستعدوا جيدا لها ، بعدما اوهمهم ذلك الخائن 'قيس' بأنه قد أنهى أمر التبع اليمنى وأنه لن يكون هناك أي دمار أو أذى لاى شخص كان، ولكن للاسف حدث مالم يكن فى الحسبان ، ها هو جيش جرار قادم لا تستطيع العين رؤية أوله من آخره ، مجهزون بكل ماقد يساعدهم على إزالة القبيلة من بكرة أبيها وأنهم قادرون على أن يجعلوا القبيلة فى خبر كان أو بالأصح بعدما سيحدث معهم سيصبحوا مثالا يضرب فى كل بقاع العرب .

الجد رسلان بصوت جهورى مجلجل صرخ فى أبنائه ليستيقظوا من من غفلتهم وأنهم حقا على أعتاب الموت وان لم يفعلوا ما بوسعهم سيقتلون فصرخ فى شيبان : اسرع بالذهاب لجميع القبيلة والقبائل المجاورة اطلب منهم المدد والغوث ، واخبرهم ام الأمر يخص الشرف والعرض حتى يسرعوا ، هيا تحرك .

شيبان ما أن سمع وصية جده حتى أخذ فرسه وأطلق له العنان: هيا بنا زمرد ! شرف بيتك على المحك .
وما أن سمع الفرس حتى تسابق مع الريح وكأنه فهم ما نطق به سيده وهم يقطع الطرق التي تؤدى إلى جميع شيوخ القبائل والعشائر المجاورة والمقيمة فى الصحراء كلها.

وخرج الرجال جميعا على صوت الجلبة والصياح وجلبوا سيوفهم ورماحهم حتى الاطفال الصغار هموا بالمشاركة في تلك المعركة إلا أن الليث قام بمنعهم
الليث وهو من فرط غضبه لا يستطيع أن يتنفس: إلى اين تتجهون؟ نحن لا نريد أن نكون مشتتين بسببكم هيا اذهبوا إلى أعلى مكان في القبيلة وجمعوا اولاد كثيرين وكونوا فى واجهتهم والقوهم بكل ماتجدوه امامكم ، هيا الآن.

وبالفعل نفذ الاولاد كلام الليث وسارعوا فى جلب اطفال القبيلة والتوجه إلى قمة الجبل اللى يواجه التبع اليمنى وجنوده والقوا عليهم الحصى ومياه شديدة الغليان وجلبوا اشياء عدة ضربوهم بها

أما سالم فكان شديد الخوف على سهيلة فهو كان يشعر منذ البداية بأن هناك رابطا بين التبع وبين قيس ولذلك توجه بسرعة إلى داره واغلق الباب بشدة ، وكان يبحث عن سهيلة والفتيات ، فوجدهم كلهم مستعدين لخوض تلك المعركة معهم ، فها هى سهيلة ترتدى ملابس الحرب ومعها سيفها ، ومى وسمر والجليلة أيضا قد تجهزن وامسكوا بعدة الحرب وكانوا فى طريقهم لساحة المعركة، فصرخ سالم فيهم بشدة

سالم وقد ظهرت عروق يده ورقبته من كثرة الغضب والخوف عليهم: هل جننتم ؟ أنهم هنا من اجلكم انتم وانتم بكل غباء وسذاجة تخرجون لهم ، ماذا فى عقولكم؟
وتوجه إلى سهيلة ومسك يدها قائلا: ارجوكى ، لا تخرجين من الديار ، اياكى والباب ، إن كنتى تحبينى حقا فلمرة واحدة انصتى لحديثى ونفذيه ارجوكى حبيبتى اذهبي مع الفتيات إلى الداخل واغلقن الأبواب جيدا ، ولا تقلقى انا والرجال نقف سدا منيعا أمام الباب الكبير لمنع اى صعلوق من الاقتراب منكن .

وقعت فى قبضة قلب الزير ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن