صدمة العمر

359 15 11
                                    


يا قبلة لحياتى اين المقام ؟
فاض الغرام بى ونافس دمع عيني الغيوم
اهدنى لقلبها ودلنى عليها يا حى يا قيوم
حل الخراب والدمار والشقاء قلبي فمتى ينزل بى السلام ؟
محبوبتى اين انتى ؟  ترى ما البقعة التى طاف بها الجمال ؟
اشتقت لحديثك ، للضحكة ولعظيم الدلال .
( بقلمى)

ماكان هذا سوى سالم يتغنى كعادته وينادي على من افنت قلبه قبل عمره ، لم يكل ولم يمل طوال تلك الخمس سنوات الماضية حيث أنه هام فى الارض كالشريد يبحث عنها فى كل مكان .
ترك تجارته ومعاركه وألقى سيفه ذلك اللعين الذى لم يستطع أن ينقذها ذاك اليوم.
فلم يعد سالم الذى كان عليه أثناء وجودها حوله .

مرت الخمس سنوات على الجميع وكل منهم يتظاهر أنه بخير وان الأمور تجرى كعادتها ، ولكن الحقيقة غير ذلك .
فها هو الجد رسلان يشعر بذنب خفى لانه لم يستطع ذلك اليوم أن يقضى على قيس ، ويتألم لفراق حفيدته الغالية .
وهذا الاب المكلوم الذى لم يفرح قلبه بابنته .
وتلك الرفيقاتان لم تكتمل لهن فرحة بعد ذهاب الضلع الثالث والاخير لهم.
وهذا شيبون لم يجد رفيقا يؤنسه بعدها ، بالرغم من وجود الجميع وحتى اخوه بجانبه لكنه لا يكاد يشعر بوحدة عارمة حينما يتصرف بطريقة معينة يختلف عليها الجميع وينهرنه أو يحاولن أن يتركها ، فأين تلك التى كانت له منهم درعا للامان ؟ اين انت يا سهيلة ؟

ولن أتطرق إلى عاشقنا الذى أصبح كالجثة روح بلا حياة .

كانت الايام تمر كعادتها على الجميع إلا أن جاء ذلك اليوم الذى كان سببا في تغيير لون الحياة للجميع ، حدثت مشكلة كبيرة فى التجارة الخاصة بالقبيلة ، هذه المشكلة حدثت مع قبيلة آل مكتوم ، تلك القبيلة شرسة الطباع التى لا تحترم اى اتفاق ولا ترد اى اعتبار ، تلك القبيلة تقع في الجنوب الشرقى للجزيرة ، لا يعيش فيها سوى أبناء قبيلة آل مكتوم وعبيدهم والخدم الخاص بهم ، فهم لا يتقبلون الآخر ولا يستطيع الآخرين أن يعيشوا بينهم .

ومن لتلك المعضلة سوى سالم ، اقنعه الجد بصعوبة بالغة أنه لابد عليه أن يذهب إلى هناك ويتفاوض مع شيخ القبيلة ويحل المسألة بالطريقة الودية .

وافق سالم على مضض أن يذهب إلى هناك ولكن قلبه هو من دفعه للموافقة لا سواه ، لا يعلم لماذا حينما ذكر جده اسم قبيلة آل مكتوم تدفق الدم في قلبه وتحرك بسرعة شديدة .

وبالفعل تجهز سالم للرحيل وبقى على ذهابه تلك الليلة التى لم تفارق سهيلة خياله ، ظل يحادثها ويقص عليها أخباره واخبار الجميع حتى غفى .

وفى نومه رأى سهيلة وتلك لم تكن المرة الأولى فهو يوميا يراها فى نومه ولكن الحلم تلك الليلة كان مختلفا غاية الاختلاف ، فكانت سهيلة تنظر له وتبكى وبجوارها طفل صغير مقيد بالاغلال ، وكلما يقترب منهم ويحاول أن يفك قيد الصغير يتم تقييده مرة أخرى وهكذا طوال الليلة .

وقعت فى قبضة قلب الزير ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن