العقاب

375 15 14
                                    


بعد وفاة قيس وبعد أن قضت سهيلة فترة الحداد عليه كما هو معروف لدى الجميع هناك فى تلك القبيلة .

سالم وهو طوال تلك الفترة لم يتحدث مع سهيلة ولا طفلها ولو لمرة واحدة ، وهى لم تكن فى وعيها أو أن تمتلك القدرة على أن تتجادل وتناقشه فى ما حدث معها ، فبموت قيس كانت تظن أنها ستعود لحياتها القديمة ولكن للاسف الشديد بوفاة قيس بتلك الطريقة واعترافاته التى طرحتها أرضا شعرت بأن ثقل العالم بأكمله يقع فقط على كاهلها .

كانت فى دوامة كبيرة وفى عالم اخر تفكر ماذا ستفعل وهل ستعود إلى بيتها لجدها ورفيقاتها وشيبان وشيبون والى سالم ؟!
إلى ذكر سالم وشعرت بأن الأرض تدور من حولها ، هل سيصدقها سالم بسهولة ؟! كيف سيتعامل معها ؟! هل حقا تلك السنوات انسته إياها وانسته ذاك الحب الكبير الذى كان بينهما ؟!

هى اعلم الناس بسالم ، تعلم كبريائه وغروره وعزة نفسه الشديدة .
ليته يعلم بأنها ما فعلت كل ذلك إلا من أجل خاطره ، ليتك سالم تأتى إلى جوارى وتأخذنى بين أحضانك فحقا كل ما أريده هو أن أبكى بين يديك ، ولكن للاسف حرمت ذلك الحق منذ زمن بعيد.

فى ردهة بيت سهيلة استأذن سالم للدخول

سالم وبكل كبرياء قد يتواجد في العالم بأسره ولم يوجه ناظريه الي سهيلة بل كان يتحاشاه عن عمد شديد : سنرحل غدا الى بيتنا فى شبه الجزيرة ، جهزى أغراضك وتهيأى للسفر.

سهيلة وهى لم تزح عيناها من سالم : لماذا ؟!

سالم وقد ظل على حاله: اى لماذا ؟ استظلين هنا حتى بعد وفاة زوجك الغالى ؟ قالها بتهكم واضح وسخرية شديدة

سهيلة وقد لمحت نبرته الساخرة منها : أقصد ماذا سأفعل هناك بعد تلك السنوات ؟ لا اظن أن رجوعى سيكون جيدا لأحد، ارحل واتركنى ميتة فى نظر الجميع، هذا افضل لى ولكم .

إلى هنا وفاض الكيل بسالم فصرخ بها وبشدة فقال: هل جننت ؟ تريدين البقاء هنا وحدك ؟ اتعتقدين أننى سأسمح لك بالبقاء هنا لتفعلى ما تشائين ؟!

سهيلة وقد غضبت من حديثه فهى فهمت إلى ماذا يرمى سالم بالكلام : ماذا تقول يا سالم ؟ هل جننت ؟ انا كنت ومازلت سهيلة ذاتها وانت افضل من يعرفنى تتحدث عنى بمثل هذا القبح؟

سالم بسخرية واستهزاء : نعم اعرفك عز المعرفة ، توهمين رجلا بحبك الشديد له وتتصنعين الاخلاص والشرف وتهربين مع رجلا اخر وتتزوجين منه بل وأيضا تنجبين منه جبرا ، هه اى جبرا ذاك عزيزتى ؟

سهيلة وقد لمس كلام سالم قلبها واذاها بشدة فاحمر وجهها من الغضب والحزن وتوجهت لسالم وهمت برفع يدها لتضربه إلا أن سالم مسك يدها بقوة مانعا إياها وقال بنبرة مخيفة وهمس كفحيح الافاعى : اياك أن تتجرأين مرة أخرى لرفع يدك عليا ، انا سالم وإياك أن تظنى انى مازلت على سابق عهدى بك ، فمع خبر موتك نزلت دمعتين وبعدها نسيتك بهدوء واكملت حياتى ، ولذلك من يقف أمامك الان ليس ذلك العاشق الذى كان على استعداد أن يموت فقط من أجل إرضائك ، لقد تغيرت حد السماء ، هل فهمت !؟ والان ادخلى وجهزى الاغراض فسنرحل الليلة .

وقعت فى قبضة قلب الزير ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن