سالم:سأتزوجها لا تعلم سهيلة كم من الوقت مر عليها بعد أن نطق سالم بهذه الكلمة، فسألت مرة أخرى على وعسي أن تكون توهمت فسالم لا يستطيع فعل ذلك بها فهو يحبها كثيرا ، هكذا حدثت نفسها وقالت: من سيتزوج من؟! هل ما سمعته صحيح؟ ام أنك تحاول اللعب بأعصابي عقابا لما قولته؟ ونظرت إلى الجميع وكانوا كلهم صامتين وينظرون لها بشفقة وهاهي سمر تقف بجوارها تبكى بصمت على صديقتها التى جرحت للتو من قبل أخيها
سالم:لا صغيرتى ما سمعته صحيح انا سأتزوج، هل تعلمين بمن سأتزوج والتقط كف الفتاة التى كانت بجواره وقدمها لسهيلة، اعرفك حبيبتى هذه ابنة عمى الصغيرة التى حدثتك عنها وهاهي سمر اختى وجذب أخته ليعرفها على عروسه ، أما عروسى فهى الأميرة الجليلة بنت الملك دهشان ملك الكوفة، وطلبتها من أبيها الملك وقد فرح كثيرا ، هل تعلمي يا سهيلة خفت كثيرا أن يرفضنى فأنا زير خمر وعربيد نساء ودماء أبي تجرى فى عروقى، ولكن بالرغم من ذلك فرح كثيرا وقال إنه لشرف له أن يناسبنى وان اكون صهره العزيز كل ذلك وهو ممسك بيد الجليلة وينظر بعمق لسهيلة ويعيد على مسامعها كل ما قالته عنه والمسكينة لم تستطع أن تمسك عينها وتكفها عن البكاء فكانت تبكى بصمت وتنظر تارة له وتارة أخرى لعروسه ،
قطعت سهيلة وصلة صمتها ووجهت حديثها لسالم قائلة بصوت كله بكاء وحزن فكان صوتها جدا منخفض واقرب إلى الهمس : لم اعتقد انك س. سالم:لا أستطيع سماع صوتك إما أن ترفعى نبرة صوتك أو سأهم بالدخول فأنا متعب جدا من الطريق،
فقامت بالاقتراب منه أكثر ووضعت يدها فوق قلبه مما أربكه كثيرا ولكنه أخفى مشاعره ببراعة:لم اعتقد يوما انك تستطيع أن تعاقبنى لانى كنت واثقة من أن هذا سيمنعك قالتها وهى تحرك يدها على قلبه، لذلك كنت اتدلل عليك كثيرا كنت اقول هو امى التى لم اراها فى حياتى، وابي اللى مات قبل أن اشبع من حنانه وحبه وتدليله ، هو اخى الذى كان يمطر على آذانى بالنصائح والتحذيرات لا تقتربي من هذا، لا تفعل هذا ، لا ترتدى هذا، كنت صديقى الذى ألجأ إليه فى أوقات ضيقى عندما يكون هناك أمر لا أستطيع حله، وكنت الحبيب الذى. ..... فنظرت إليه وجدت الدهشة ملأت كيانه وعيناه تكاد تخرج من مكانها وسمعت طبول قلبه تعلن العصيان عليه فأكملت وهى تنظر إلى عيناه نعم انت حبيبى الاول والاخير، رفيق احلامى ، سند القلب الذى كنت امنيه بك ، حينما احزن من أمر ما اذكر قلبي بأنك موجود بأنك العوض الجميل فى الدنيا، ولكنك ماذا فعلت وكأنك كنت تتربص بي لاخطأ حتى تجد عذرا وتهرب عنى ، ستتزوج غيرى سالم؟ سألته والدموع قد أخفت ملامح وجهها وقد بدأت تشعر بالوهن وبأنها لا تستطيع أن تقف على قدميها أكثر من ذلك، ونظرت له بانتظار إجابته، فظل يحدق بعيناها التى استحال لونهم احمر قاتم من كثرة البكاء وكل هذا الحوار والجميع واقف أمام عتبة البيت، فى البداية كانوا مرهقين ويحلمون فقط بالسرير ولكنهم الآن يريدون إلى اين ستنتهى هذه المهزلة ، سالم وبصوت مبحوح قد تأثر بكل حرف قالته ، فمع كل كلمة كانت تنطقها كان يهتز قلبه طربا وفرحا هاهى محبوبته الصغيرة تعترف أمام الجميع بحبها له ، ولوهلة كان سيضعف ويضرب اى شئ قد يعكر عليه فرحته عرض الحائط، ولكن كان لعقله رأى اخر ، فراح يذكره بما قد قالته وأنها اهانته أمام الجميع ولم تستح من ذكر عمها المتوفى بسوء بل واهانت رجولته أيضا ، والى هذا الحد لم يتحمل اى شئ ولم يهتم لا لها ولا لاعترافاتها ، وبصوت ملئ بالغضب: نعم سأتز. .... وقبل أن يكمل كلمته، قد أعلن عقل سهيلة العصيان عليها وقرر أنه لن يتحمل أكثر من ذلك فتركت نفسها تذهب فى ثبات عميق وفقدت الوعى ووقعت بين يدى سالم، وهنا صرخ الجميع وأولهم هذا الاحمق فقد شدد عليها بيديه وحاول إفاقتها ولكن لا حياة لمن تنادى، فهم بأن يحملها ولكن الجد رسلان رفض بشدة: ابتعد عنها ، تتسبب لها الجرح وتريد أن تداويه ، وحملها وذهب بها إلى غرفتها وطلب من الرجال الموجودين أن يأتوا بطبيب الحى .
حاول سالم أن يدخل لها الغرفة ولكن أخته سمر منعته، وقالت:لا اذهب أنت استرح من عناء الطريق وخذ معك عروسك فلا وجود لكم بجانبها، وكما قال جدى كيف تجرحها وتريد أن تشفيها ؟! ووجهت حديثها للجليلة: اقسم أنه لولا انى مشغولة على صديقتى كنت مسكتك وقطعت شعرك هذا وجعلت كل جزء فى جسدك يبكى ، ونظرت لأخيها مرة أخرى وذهبت إلى غرفة سهيلة.
بالداخل كان الجد والجدة وشيبان وشيبون وسمر فى انتظار أن ينتهى الطبيب من فحصه،
الطبيب: لا داعى للقلق ، لا يوجد الم عضوى بها وهى بخير ، من الممكن أن تكون بذلت جهدا كبيرا لم تستطع أن تتحمله ولذلك فقدت وعيها ، وهى الآن نائمة وبحلول الصباح ستكون بخير
الجد:شكرا جزيلا لك ايها الطبيب ، ارحت قلوبنا ، لا تعلم كم كنا خائفين عليها .
خرج الطبيب والجميع من الغرفة ولم يتبق سوى الجد ظل يمسح على وجهها :اعلم انك حزينة جدا من فعل هذا الغبي، ولكنى اعلم أيضا أنه يعشقك ولن يستطيع أن يتزوج سواك ولكنى اريد أن اعلم السر الذى يخفيه بقلبه ويمنعه عنك حبيبتى ،السر الذى سيدمره قبلك لا تخافى جدك هنا ولن يسمح لأى كان أن يصيبك بالاذى وتركها وخرج.
أنت تقرأ
وقعت فى قبضة قلب الزير ❤️
General Fictionهو ابن عمها وأمنها وامانها وسند لها فى الحياة ، حبيب لقلبها هى ابنة عمه وبنتا له قلبه وحدها تسكن فيه ، يعشقها ولكنه العناد هم قط وفأر تشاكسه وتغار عليه يحميها بقلبه ويخاف عليها من الدنيا ترى عنادهم إلى اين سيذهب بهم