الحرب وما فيها

337 14 3
                                    


فى قبيلة جهينة
وبينما الحرب مشتعلة وتسير بضراوة ، لمح الجد رسلان قيس وهو يتسلل ويحاول أن يهرب ويذهب إلى بيته حيث تختبئ الفتيات ، فتوجه بسرعته المعهودة والتى لم يترك الزمن اى من آثاره المهلكة وتبارز معه حد القتال وكان النصر من حليفه لولا ضربة باغتته هنيهة واطاحت به أرضا وارضته جريحا كثير الدماء حوله ، خطيرة الجروح فيه ، وكان الموت هو زائره لولا تلك الملاك الحارس التى وبسرعة البرق انتشلته بمساعدة فرس الجد وابتعدت به عن أرض المعركة وتوجهت به شرقا نحو منزلها الصغير .





بعد انتهاء المعركة بفوز قبيلة جهينة وموت التبع اليمنى وهروب جنوده تاركين خلفهم خيولهم وأموالهم وكل ما جلبوا معهم من اليمن معتقدين أنهم سينتصروا ويأخذوا من تلك القبيلة مأوى لهم، فأسرع عمار بن دينار إلى البيت حتى يخبر الفتيات ويبحث عن الجد ، معتقدا أنه لربما ذهب الجد ليكون بالقرب من الفتيات ويكون درع امان لهم ، وما أن حطت قدماه أرض البيت حتى وجد سلمى ومى وسمر والجليلة فى حالة صعبة جدا حيث تبكى جميع الفتيات ، فأسرع إلى مى معتقدا أنهن يبكين خوفا من آثار المعركة ولم ينتبه إلى غياب سهيلة الغير معهود فى تلك الظروف ، وما أن لمسها حتى صرخت فيه صرخة قوية وبدأت بالهذيان وكأنها ترى قيس أمامها وليس حبيبها : ارجوك ، أبتعد عنى كفاك ضربا لى، لم أعد اتحمل .

وما أن سمع عمار تلك الكلمات حتى فار دمه فى عروقه وأصبح كالممسوس : من هذا الذى فعل بك كل ذلك ؟

مى وقد ميزت صوته ورفعت رأسها ونظرت إليه وبعدما تأكدت من هويته وأنه ليس بوهم تتوهمه ، حيث أنها أثناء ما كان ذاك القيس يضربها ويضرب رفيقاتها كانت تتخيل وجود عمار وأنه يدافع عنهم ولكنها ما لبثت أن عادت إلى واقعها الأليم حينما يهبط قيس بأى شئ ويضربها به ، فرمت نفسها بين أحضانه علها تجد الأمان الذى فقدته ، وتعيد ثقتها المزيفة بنفسها ، فهى لم تكن يوما ما قوية كما تدعى بل هو شعورها المتكرر بوحدتها ما جعلها تدعى ذاك الادعاء شديد البعد عن ما تكون: عمار، متى عدت ؟ لقد انتظرتك طويلا ، واطلت النظر إلى الباب ولكنك لم تأت ، قالتها بدموع غزيرة ملئت وجهها .

فشدد عمار عليها وسألها من فعل بك ذلك ؟
فأجابته من وسط دموعها قائلة: قيس.

وما أن نطقت باسمه حتى شعر بخطر شديد وهنا احس بغياب سهيلة فأسرع بالسؤال عنها : مى اين سهيلة؟

وحينما سمعت الفتيات اسم سهيلة اشتد بكائهم وزاد عويلهم وصراخهم بإسمها .

الى هنا وعلم عمار بأن المحظور قد وقع وبأن سهيلة أصبحت فريسة لذلك الحقير شبيه الرجال .





فى مكان مجهول الهوية
يأن سالم من وجعه وجرح رأسه وجسده الذى قد نال حظه من ضربات السيوف ، فحاول التغلب على ألمه وقام من مكانه يحاول التعرف على تلك الوجهة الغريبة التى أقحم نفسه فيها من أجل محبوبته ، وهنا قد تذكر ما حدث ، وتذكر أن سالم قد اختطف صغيرته ، وتذكر أيضا الاتفاق الذى سمعه والذى دار بين ذاك الخائن وبين حبيبته ،
فظل يصرخ في أرجاء المكان يخرج غضبه وحزنه ويشمئز من ضعفه وقلة صبره على أن يجلب أحدا معه فلولا أنه قد تسرع وأتى بمفرده ، لكانت محبوبته الآن فى جواره ، ولم تكن لتتعرض وتعانى ما عانته .







وقعت فى قبضة قلب الزير ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن