:49:

138 15 9
                                    


قضت نورس الليلة محبوسة في القبة بعيداً عن محيطها الخارجي، لا تعلم أن حادث إختطافها كشف بسرعة البرق. ففي الجهة الأخرى حيث يجلس الملك جوهان على عرشه، يقرأ عليه الرسول كتاب الحاكم، كشف جوهان عن ابتسامة انتصار، وهمس:

- ها قد تحركوا أخيراً.

هذه اللحظة أجلت لسنوات، من كان يتخيل أن يخرج الحاكم ورقته الرابحة الاخيرة، لكن الفضل يعود لوزيره السابق الذي كشف مكان الفتاة التي تحمل معها سرهم، ما دامت في حوزته الآن فلن يتفانوا في أي أحد لاستعادتها، إن كشف الإكسير ذهب العالم في خبر كان.

...

في قاعة الاجتماعات، يجلس كلأ من اللوردات الثلاثة في أماكنهم، بينما يقف كل قائد كتيبة في صفه، مكان القائد ليون أصبح شاغراً، بينما يأخذه ضمنياً القائد روهان. دخل الحاكم أخيراً القاعة، بدى وجهه شاحباً والتجاعيد حول عينيه تفضح الإرهاق الذي ينهش جسده. ثم خرج صوته مؤنباً:

- يا له من إهمال!

أخفض الجميع رؤوسهم، فالحاكم محق، لم يكن سبب اختطافها للمرة الثانية سوا الاهمال، جرى صمت خانق لبعض دقائق، تتطاير في الأرجاء شحنات متوترة، بينما تتضارب أخرى بنظرات الحقد والغضب، كل يلقي اللوم على غيره.

- مولاي!

علق أخيراً اللورد لين، عيناه الماكرتين تشعان ببريق لم يستطع روهان أن يكف التفكير فيه:

- لمَ لا تترك القيادة هذه المرة للأمير الأول أنيس؟ كونها من معارفه فسيكون دافعه في إنقاذها أكبر خلال المعركة.

تحولت شحنات التوتر إلى قلق واضح، بدأ الحضور بالالتفات إلى بعضهم، نظرات الخوف تفضح ما يفكرون فيه، أن يجرأ اللورد لين على ذكر الأمير المنفي بهذا الشكل، وماذا؟ معارفه؟ نظر روهان نحو صديقه مارون بنظرات لها معنى واضح. نظرات اللورد لين نحو الحاكم، لم يستطع الحاكم إلا فهمها، هو يريد أن يستغل هذه الفوضى لإشعال حرب داخلية، فالجميع يعلم حقيقة أن ولي العهد بانتظار وقته لاستلام الحكم، وعليه جلس الحاكم على عرشه.

- حقيقة كونها من معارفه سيجعله عاطفياً، ولن يستطيع التركيز في المعركة، ستكون خسارة ساحقة.

علق اللورد جون، الذي نظر بدوره نحو اللورد لين يذكره بأن الهجوم المضاد آتِ، ابتسم اللورد لين ابتسامة خافتة كادت لا تلاحظ، حينها علق القائد سيمون بينما يعقد يديه متسائلاً:

- بالحديث عن الأمير المنفي، لم نسمع عنه في الآونة الأخيرة، كما أننا لا نعرف كم معرفته في ساحة المعركة، ربما يكون نسي تماماً مهاراته، أليست تعتبر مجازفة؟

السيد سيمون ليس بجانب أي طرف، هو رجل بسيط دخل التجنيد كحلم أي رجل يريد أن يحمي عائلته، لذلك أن يخرج منه هذا الاستنتاج هدأ من شحنات القلق بين المتواجدين، وأخذوا ينظرون على أن كلامه من المنطق السليم، لكن اللورد جون استغل هذه النقطة ليضيف:

الاكسير السحري - The Magical Elixirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن