:39:

109 17 30
                                    


على سريرها، تتربع اللؤلؤة بين يديها الرقيقتين، تلمع مع كل طرفة عين، تحدق بعيونها البلهاء الكبيرة نحوها، إلا أنها شردت بلونها الأزرق الفاتر الذي يذيب قلبها من الدفئ، تذكرها بلون البركة التي كانت تجلس أمامها أعلى التلة، تتابع الأطفال يتراشقن المياه بمرح، أسفل تلك الشجرة حين التقت به.

تنهدت، ثم نظرت نحو النافذة، الستائر تضفي جواً من الخشوع بين خلفية السماء الصافية، الجو ملائم لتنزه، لكنها خسرت الكثير من الوقت وعليها أن تعود إلى عملها. طرق الباب ودلفت كريستينا حين كانت نورس تنظر نحو نفسها النظرة الأخيرة في المرآة، اتجهت نظراتها نحو كريستينا التي بدت مرهقة، تحمل رداءها الأبيض الملطخ ببقع الدماء، وجهها شاحب وهالات التعب جليةُ آسفل عينيها.

- رباه!

أخذت تتذمر بعد أن ارتمت على سريرها:

- من يريد الدراسة في وقت كهذا.

ثم نظرت نحو نورس التي كانت على وشك المغادرة، فرفعت أنملتها مشيرة نحوها، ذراعها ترتجف من التعب وقالت باستنكار:

- وأنت!

ثم ارتمت على السرير مجدداً وهي تتنهد:

- رباه!

خرجت نورس على الفور، وأغلقت الباب بحذر، هي تعلم تماماً حالة كريستينا حين تعود من درس الجراحة، تتصرف كالسكيرة ولا يمكن إيقافها، لذا قررت أن تنفد بريشها قبل أن تلتهمها. عبرت الممر بهدوء، ونزلت السلالم الوحيدة المؤدية إلى ساحة الاستقبال الكبيرة، بعض العاملات يرتبن طاولات خشبية، وبعضهن يهرعن المكان جيئاً وذهاباً، شعرت نورس بالغرابة فهي لا تتذكر أن لديهم حدث مميز اليوم، لذا تجاهلت الأمرت وتابعت مسيرها نحو المختبر.

في المختبر، قاعة فسيحة من طابقين، طابق يحيط المساحة الأرضية بأطرافها ما يسمح برؤية الطرفين، في الأعلى يجتمعن الفتيات حول طاولات عليها العدد والأدوات، والساحة الأرضية يجلسن الفتيات كما المكتبة، التهمت العيون نورس لدى دخولها القاعة، وشعرت بها تنهشها بفضول، ثم أخذت الهمسات تتوالى إلى مسامعها:

- من تكون تلك الفتاة؟

- لا أعلم، ولكن أن يأتي القائد الأعلى لإنقاذها ...

- هل ربما أتت من القصر؟

- أوه، رباه! هل هذا يعني أنها هنا لمراقبتنا؟

- لابد أن لها أهمية كبيرة بعودتها سليمة!

أخفضت نورس رأسها وزمت شفتيها بحرج، حاولت أن تتنفس بعمق لتهدأ من رعبها، حتى خرج صوت نتالي حازماً:

- يا للهراء!

رفعت رأسها لتجد نتالي تقف أمامها تخاطب الفتيات بينما تقف كلاً من كاثرين وجولييت، حين أردفت نتالي:

الاكسير السحري - The Magical Elixirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن