:8:

395 32 16
                                    


وضع سيفه على منصتها، ثم نظر إلى لوكاس الجالس بشرود تام، عرف ذلك من تكراره لتنظيف تلك المنطقة من السيف التي سبق ونظفها من قبل، أشعة الشمس تدخل بلطف من نافذة المخزن المعتم، لتتدفق على لوكاس بستائر ضوئية يتخللها غبار المكان كحبيبات ثلج ناصعة. بدا روهان محتاراً، ففتح فاه ليتكلم عدة مرات ثم تراجع، حتى خرج صوت لوكاس أخيراً:

- أعرف أنها تريد حمايتي، أود حقاً أن أصبح حسب توقعاتها ... لكن الأمر صعب للغاية!

ابتسم روهان بحزن، ثم قال بهدوء غامض:

- ضعف جسدك ليس ذنبك، إنه مرض منتشر بين العائلة المالكة بسبب انغلاقها.

- حتى لو قلت ذلك، يبقى كوني ضعيفاً أمراً محتوماً.

نظر لوكاس نحو روهان بعنين متقدتين صارمتين، تنهد روهان، وعاد ينظر إلى سيفه المعلق على المنصة، ثم قال:

- ولو كنت تملك جسداً قوياً فما المقدر لك أن تفعله؟

اتسعت عيناه بدهشة، بدا على روهان الحزن، فشعر لوكاس بالخزي كونه لمس وتراً حساساً، ظهر عليه القلق، همس لوكاس متراجعاً:

- أعتذر!

- رباه!

قالها بشيء من المرح:

- ستجعلني أبدو كالأحمق الآن.

فابتسم لوكاس، ثم ضحكا بود.

...

في غرفة كبيرة مبهرجة بإضاءة ناصعة، تتربع الغرفة طاولة دائرية كبيرة مرسوم عليها خريطة المملكة، يجلس جميع الفرسان القادة يتخللهم توتر ملحوظ، حتى وقف أحدهم وأمسك زمام البدء بالحديث:

- وضع المملكة ليس مستقراً بعد الحرب الأخيرة، ولكننا على مشارف حرب جديدة.

تنهد روهان، حين قال آخر:

- لا عجب في ذلك، فقوة المملكة وصمودها في الحرب قبل خمس سنوات زاد مطامع الممالك المجاورة.

- سنواجه جيش رامون، هو ثاني أقوى جيش بين الممالك الخمسة.

- لكن!

علق أحدهم ساخراً:

- باستعمالنا الاكسير السحري، لا داعي للخوف أليس كذلك؟

بدت عيونهم متألأة بالثقة، حين قاطعهم روهان منبهاً:

- لكننا استخدمناه في الحرب الأخيرة!

تنهد الجميع باستياء، حين قال أحدهم:

- صحيح! لم يمضِ الوقت المقدر بعد لتناول الجرعة التالية.

- الحرب ستشن في أي وقت، علينا أن نكون مستعدين!

- لم لا نثق بجيشنا هذه المرة، فهو جيش مخضرم في مجال الحروب.

الاكسير السحري - The Magical Elixirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن