:18:

170 20 2
                                    


مضت عدة أسابيع على وجود نورس في الاكاديمية، بدأ الجميع يعتاد على صمتها، فبينما هي منهمكة بإحدى تجاربها، تأتي إحدى الفتيات نحوها، تنظر إليها في انتظار منها لملاخظتها، ما إن تبدأ نورس بسكب إحدى المحاليل، حتى تفاجأة بالفتاة تنظر نحوها، فتفقد يديها توازنهما، إلا أن الفتاة تهم فوراً لمساعدتها حتى لا ينسكب المحلول.

- آه! كان ذلك وشيكاً!

تنهدت، ثم نظرت نحوها، لتجدها تحدق فيها بنظرات حانقة، ترددت، وحكت رأسها بيدها، ثم قالت:

- أردت محادثتكِ ولكن لم ارد مقاطعة ما تفعلينه.

لانت ملامحها، ثم نظرت نحوها مستمعة، لتحثها على الحديث، ما لبثت الفتاة تتحدث باقصى قوتها:

- هل صحيح أنكِ أتيتِ من القصر؟

ومضت نحوها عدة ومضات، فزمت الفتاة شفتيها بخجل، ثم قالت:

- هل تعلمين إذاً لماذا يخبئ الملك ولي العهد في الولاية الشمالية؟

دهشت نورس من سؤالها، فأخذت تقول موضحة:

- أعنــــي، نحن نظن ...

ثم أشارت نحو صديقاتها اللواتي ينتظرن حول طاولتهن الخاصة، ما جعل نورس تفكر:

"آه، هكذا اذا الأمر!"

ثم أردفت الفتاة بابتسامة ناصعة:

- كنا نظن أنه ربما سبب وجودك!

وبدأت تومض عيناها ببراءة، لكن عدم استجابة نورس لها، وعدم تغير علامات الاستنكار عن وجهها، جعلتها تحمر خجلاً وتهز يديها بمرح:

- آه! كنت أعرف ذلك ... كم هذا مريح.

ثم همت منصرفة نحو صديقاتها اللواتي تهافتن عليها يسألنها بحماس.

- لا، لا، لا، لا يبدو الأمر كما نظن.

- آه رباه! هذا مريح.

لم تفهم حقاً ما هو المريح، وما الفكرة الغريبة التي خطرت ببالهن، لكن كلمات تلك الفتاة فتحت جروحاً قديمة في قلبها لم تكن يجب أن تفتح.

...

- حسناً يا بنات!

هتفت نتالي بمرح، وهي تسير مع كاثرين وجولييت:

- اليوم المنتظر قد أتى.

وأخذت تلتف حول نفسها بمرح، وهي تائهة بأحلام اليقظة خاصتها، لتنظر كاثرين نحو جولييت بحذر بينما صفعت الأخيرة جبهتها بحسرة، ثم همست:

- الأهم من ذلك.

ثم اشارت نحو نورس التي تتبعهم بالصمت:

- لم هذه الفتاة المسكينة هنا؟

ضحكت كاثرين بخفة، وقالت:

- يبدو أن نتالي تريد أن تشرح لها الأمر.

الاكسير السحري - The Magical Elixirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن