في الغرفة المظلمة، نور الشموع الخافت فقط من يضيء الأرجاء، لكنها لمم تكن كافية لتصف المكان، إلا أن السيدة التي تتحرك فيها تبدو معتادة على هذه العتمة، وتسير بكل يسر، اقتربت السيدة لافرتين من الشمع، ليضيء نوره الخافت الزجاجة التي بين يديها، يتراقص داخله سائل لزج. اقتربت السيدة من السرير الذي أحاطته الشموع من كل الجهات، لتتشكل بأنوارها المجمعة شكل جثة نورس الممدد، يسقط بعض النور على وجهها الشاحب، ليظهر شفتيها وأنفها اللذان ينقبضان وينبسطان من الشهقات، صدرها يرتفع وينخفض بشكل متسارع، وحين اقتربت السيدة منها أصبح يتسارع بشكل أكبر. هزت جسدها في محاولة للتحرك، لكن يبدو أن يديها مكبلتين بأطراف السرير. نظرت السيدة لافرتين نحوها بنظرات نفسها تلك النظرات التي رمقتها بها حين كانت طفلة، ما جعلها تتذكر تلك الليلة المريرة التي فقدت فيها صوتها للأبد.
- سيطلب منكِ البقاء في القصر.
اقتربت منها السيدة لافرتين، ولمست بيدها وجه ابنتها الذي يتصبب من العرق، وأردفت بصوتها الخالي من المشاعر:
- كم مرة علي أن أجبرك على هذا المحلول لكي تتعلمي الابتعاد عن المشاكل!
بدأ جسد نورس يرتجف، وأصبحت مقاومتها أشد، لكنها يد والدتها كانت أشد، لتجرعها الكأس ذو المحلول اللزج، فتلمع عينيها في العتمة كبريق شهاب، ثم يتوقف جسدها عن المقاومة ويتراخى على السرير كجثة هامدة.
...
على الطاولة المستديرة، يجلس القادة في أماكنهم، ينظرون بدهشة نحو وجود روهان هذه المرة، الجميع ينظر نحوه ثم ينظر نحو رفيقه بتساؤل، اعتقدوا أنه سيستسلم بعد الأحداث الأخيرة، لكنه الآن يحضر الاجتماع لأول مرة دون دعوة. حتى الحاكم لم يبدوا مسرورًا بحضوره، اعتقد أنه تلقى درسًا مفيداً، لكن يبدو أنه يزداد عزيمة واصرارًا. افتتح الاجتماع وقال:
- يعلم الجميع لم نحن نجتمع الآن، إنه بخصوص حماية الآنسة لافرتين، فكما تعلمون تعرض الآنسة لخطرين متتاليين هو جرم كبير في حق المملكة.
- كان تركها في المدرسة الملكية خيارًا خاطئاً.
علق اللورد لين، ليرد الحاكم:
- أتفهم استياءك أيها اللورد، كان قرارًا خاطئًا من طرفي.
فعلق اللورد جون في محاولة لكسب ثقة الحاكم:
- لكن العائلة لن تتكفل بحمايتها، نحن لا نستطيع الاعتماد على الدوقة في ذلك.
خرج صوت القائد سيون حزينًا:
- أن تتعرض طفلة لكل هذا الرعب، يا لها من مسؤولية، لابد أنها عانت الكثير.
ليستغل القائد دان الموقف ويقول:
- بالنظر للوضع، فالقائد روهان هو من يكون هنا لإنقاذها، لم لا نترك عهدها بين يديه.
امتعض وجه الحاكم، كما امتعض وجه اللورد لين، لكنهما استطاعا أن يتمالكا مشاعرهما، ليعلق الحاكم:
أنت تقرأ
الاكسير السحري - The Magical Elixir
Fantasyلا زلت أتذكر ... ... أتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله! السماء صافية، وشجرة الدراق تلمع بين أشعة الشمس، تجلسين أنتِ تحتها مع كراسة الرسم. وقتها فقط، خفق قلبي... كنت أعلم حينها أن بيننا طريقًا طويلًا لنشقه معًا. لكنني كنت أنانيًا! أنا آسف!
