:44:

147 20 10
                                    



في الدهليز المتوج بأقواس من الرخام، حيث تسمح بدخول أشعة الشمس الهائجة، يسير مارون داخل الظلال، وجهه شاحب وملامحه متيبسة، بالكاد يشعر بلسعة أشعة الشمس على وجهه، حين صادفه أحدهم على آخر الدهليز، حيث العتمة الحاكلة التهمت المكان، بالكاد استطاع مارون تمييزه، عدا تلك الأشعة الخافتة المنعكسة لتكشف ملابسه فتبين أنه أحد أتباع روهان.

- سيدي، سمعت أنك عدتَ أخيراً من رحلتك.

- تيم، ما الذي تفعله هنا؟

- سيد مارون، لدي أخبار عاجلة!

- ماذا هناك؟ أين سمو الأمير؟

- قال إنه ذاهب في رحلة.

- مــــــــاذا؟

كشر مارون عن أسنانه بغضب، بينما بقي تيم محافظاً على صمته، حين هدأ مارون أخيراً وقال:

- المهم، هل قمت بالتحقيق في المسألة التي أوكلتك بها؟

- أجل، وهذا ما أنا آتٍ به لأجلك.

- أحسنت.

- سيدي!

بدا تيم قلقاً، يده اللتان تمسكان الملفات تترتجفان، مظهره المتوتر جعل مارون مذعوراً بدوره، ارتجفت يداه وهو يتناول الملفات.

- شكراً لك أيها الملازم تيم.

- سيد مارون، أرجو أن تبقي هذا سراً. إن عرف صاحب الجلالة بذلك ..

- أعلم تماماً، لا تقلق!

ربت على كتفه وتابع خطواته حيث التهمه الظلام بالكامل.

...

يتناثر الجنود أرجاء الغابة، أصوات الأعشاش المتخبطة بأقدامهم تثير ضجة كبيرة، بينما يقف حصان بني أمام مدخل الغابة يمطتيه القائد ليون ويظهر على وجهه الغضب ونفاذ الصبر، يقف خلفه حصان إيميلي والتي كانت تترقب سيدها بين الفينة والأخرى، في محاولة لكسر حاجز الصمت الذي يزداد توتراً.

- ألم يجدوه بعد؟ أي نوع من الجنود هذه التي في حوزتي.

زمت شفتيها تدعو في سرها أن ينتهي الأمر سريعاً، حين أتى من أمامهم ظل لحصان قادم، فتنهدت بارتياح.

- سيدي!

علق إدوارد بعد اقترابه وسحب لجام حصانه:

- وجدنا جثتين لجنود سيراف.

- و ...

صمت إدوارد لوهلة، نظر نحو إيميلي بدهشة، لكن حركة وجهها أشارت بأن يبعدها عن الموضوع، فعلم أن القائد في حالة هيستيرية، ليأخذ بعض الوقت قبل أن يتكلم بحذر:

- يبدو أن الجراح التي أصيب بها الجنود لم تكن من فعل أحدٍ من أتباع سمو الأمير.

شده بصدمة:

الاكسير السحري - The Magical Elixirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن