:36:

150 15 25
                                    


قبل بضع سنوات، كانت هناك العديد من الممالك الصغيرة ... الكثير منها! ما جعل الاستقرار والتوافق بينهم من الأمر شبه مستحيل، توغلت خلال تلك السنين العديد من الحروب ولم ترى الممالك يوماً واحداً من السلام، لكن معاناتها توقفت عندما بدأت تتضمحل شيئاً فشيئاً وتشكل الممالك الثلاثة الأقوى في العالم، رامون، إيلاف، ستاديا. بينما كانت كل منها تبتلع الممالك الصغيرة من طرف، تشتعل الحروب بين الممالك الأخرى من طرف آخر.


أخذت رامون الطرف الشرقي، وأخذت إيلاف الطرف الغربي، بينما أخذت ستاديا الطرف الشمالي، وبقيت مملكة واحدة في المنتصف، صامدةً بينهم، مملكة الحاكم!


استخدمت الممالك الثلاث أبشع الطرق لتستولي على الممالك بأسرها، ونشرت سم الزرنيخ فيها، مما أدى إلى نشر الأوبئة وإضعاف الجيوش، وجعل المقاومة مستحيلة. إلا أن مملكة واحدة صمدت في هذا الجحيم ... مملكة الحاكم!


استغلت المملكة الوقت الذي انشغلت فيه الممالك الثلاثة بقتال الممالك الصغيرة لدراسة السم، وأعطى الحاكم جائزة باهظة لمن يخرج بالترياق، عملت خلال ذلك الوقت جميع العائلات النبيلة في المملكة بكل ما لديها من جهد، حتى خرجت عائلة لافرتين بالإكسير السحري، الإكسير الذي يمنح قوة عظيمة تجعل المرء بألف رجل، وما إن أتت اللحظة الحاسمة للهجوم تدمرت جيوش الممالك الثلاثة ولم يستطيعوا المجابهة، وهكذا تراجعوا يجرون معهم ذيل الهزيمة.


إلا أن الأمور لا تسير دوماً كما هو مخطط له، فذلك الترياق أدى بنتائج عكسية وأضعف من قوة الجنود الجسدية، وبالتالي أصبح استخدامه أمراً محتوماً، وهكذا وقعت مملكة الحاكم ضحيةً للإكسير السحري.


صمود المملكة أصبح على كل لسان وتحت الأنظار، جعلها محور الاستهداف، وأشعلت في الممالك الثلاثة نيران الحنق والسخط، فأصبحوا يتنافسون فيما بينهم بكشف ما تخفيه تلك المملكة المتعجرفة.


ولأن مملكة الحاكم أصبحت مسرحاً للغزو في أي وقت، كان على عائلة لافرتين أن تجد حلاً لتحسين الإكسير وإيقاف استنزافه لقوة الجنود، وبذلك تعاقدت السيدة الكبرى لعائلة لافرتين مع جنيات الهيكب، دفعت ثمن ذلك التعاقد حنجرتها، ما أفقدها صوتها، ونص التعاقد على أن يطبق هذا الشرط على كل وريثة ستحمل معها عبء هذا السر.


لا أحد يعرف مكونات هذا الإكسير عدا تلك الفتاة التي اختيرت من قبل السيدة الكبرى، تتعلم على يدها صنع الترياق وتحمله معها إلى قبرها.


...


الغبار أصبح كتلاً ثقيلة، جعلت من الرؤية شبه مستحيلة، لكن صهيل الأحصنة وخطواتها لا زال مستمراً، يشقون طريقهم بمهارة عالية، حتى وصلت أقدامهم طريقاً معبداً بالحجارة، فتوقفوا وترجلوا واحداً تلو الآخر، وتركوا الخيول تستريح، وجلسوا بخمستهم يرشفون الماء من قواريرهم المعدة.

الاكسير السحري - The Magical Elixirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن