:53:

45 2 2
                                    


*تعليقاتكم ستجعل روايتي أجمل*

___________________________________________________


أشعة الشمس تداعب النوافذ الكبيرة وتلقي ضوءها على الكنبة البنفسجية بجانب النافذة، تجلس عليها نورس شاردةً في في الحقول الجميلة في الخارج، تنظر إليها لكنها حتمًا لا تنظر إليها، تبدو علامات الكآبة واضحة على محياها، وأصبح وجهها أنحف، وجسدها أضعف، فهاي هي تجلس هناك دون أي حركة، حتى عندما دخلت عليها السيدة لارا، بإناء الماء البارد لتخفف عنها حرارة جسدها، لم تتحرك، ولم يغفى لها جفن، بدت كجثة هامدة لا حياء فيها. همست السيدة لارا في قلق:

- سيدتي، مرت عدة أيام، لم لا نخرج لاستنشاق بعض الهواء؟

لم تجب، ولم ترمش، لوهلة شعرت لارا أنه ربما أصبحت سيدتها في عالم آخر وتركت جسدها هنا، تنفست وأغمضت عينيها تحاول تمالك نفسها، ثم اقتربت منها وأخذت تتحسس نبضها من خلال معصمها، لا زال جسدها دافئًا ونبضها مستقر، لكن السيدة لارا لا تزال حزينة، وضعت الإناء على الطاولة القريبة، وأخذت تعصر القطعة القماشية بالماء البارد، وتقترب بها من وجنتيها، لكنها مع ذلك لم تتحرك ولم تبدي أي ردة فعل.

قطع الصمت أصوات لجلبة بجانب باب غرفتها، فتح الباب فجأة، ودخلت السيدة آني وبعض المساعدين بالكرسي المتحرك، وبعض الزمامير، وهموا يعزفون بنشاز فظيع، حتى أن السيدة لارا قفزت من مكانها لهذا الدخول المفاجئ، إلا أن نورس اكتفت بتحريك رأسها باتجاههم، ما أسعد السيدة لارا، وقالت ضاحكة:

- سيدتي، أنتِ أيضًا لم تستطيعي تجاهل ذلك، أليس كذلك؟!

اقتربت السيدة آني بالكرسي المتحرك، وتوقف الجميع عن العزف، وهمت شابتين من الحضور لمساعدة السيدة في حمل نورس ووضعها على الكرسي، وقبل أن تعترض نورس وجدت نفسها تَجر على الكرسي بتهور شديد، وقالت السيدة لارا بمرح كطفل صغير يستمتع باستكشاف جر العربة في محل البقالة:

- هيــــا! لنلعب قليلًا!

كاد قلب نورس يخرج من صدرها إثر الفزع، أمسكت بمقبض الكرسي بإحكام، وقبل أن تدرك لسعت أشعة الشمس وجهها، رفعت ذراعها لتحمي وجهها، شعرت بألم كبير بين عينيها، هنا توقفت السيدة لارا لبرهة، وتركتها تستوعب الإضاءة لبعض الوقت.

- سيدة آني ... سيدة آني ...

أتى صوت السيدة لارا وهي تهرول، وتلهث من شدة التعب، فاعترضت آني:

- ما هذا يا سيدة القصر، عليكِ أن تهتمي برشاقتك!

أخذت تلفظ أنفاسها، حين قالت:

- هل فقدتِ عقلك! ماذا لو أصاب السيدة مكروه.

- لن يجدي التوسل إليها نفعًا، كما أنها ستكتئب بكأبتك هذه. هيا! لنذهب، سأهتم برشاقتكما هنا!

الاكسير السحري - The Magical Elixirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن