:29:

132 12 13
                                    

في تلك الغرفة المظلمة، تشعر نورس بجسدها يصبح أثقل، تنفسها غير المنتظم يجعلها أكثر ارهاقاً، هو إن لم يقتلها على الملأ فسيقتلها ها هنا، بالتفكير كم يحب هذا الرجل القتل، لا تستطيع سوا أن تشعر بالفضول حول هويته، لكن سرعان ما قطع أفكارها النور الساطع الذي دخل الغرفة، لم تستطع النظر نحو البريق فأغمضت عينيها، حين شعرت باثنين يمسكان ذراعيها ويقودانها نحو الخارج.قطبت حاجبيها من الالم الذي يلسع جبينها، وحين أخذ جسدها يعتاد على النور، فتحت عيناها بالتدريج لتظهر الأجساد الضخمة حولها ظلال سوداء، ثم أخذت الألوان تظهر بالتدريج، نظرت حولها، بدت كأضحية تنتظر الذبح بينما تجلس على الأرض وحولها رجال أشداء من كل جانب، تظهر عليهم علامات الشدة والكفاح، رائحة البحر دخلت أنفها، لتدرك أنها على سطح السفينة.اقترب الرجل من أعلى مقدمة السفينة حين خاطبه أحدهم:



- أخرجنا الرهينة سيدي!

ضوء قوي من أشعة الشمس ضرب مؤخرة رأسه فجعله معتماً، فأجفلت بضيق لكنها أبقت عيناها عليه حتى اختفى ذلك الضوء 

الساطع وظهرت ملامحه.

توقف الوقت للحظة، كلاهما ينظران في وجه الآخر.

"سيراف!"


لم تكن نورس تتوقع أكثر من ذلك، ملامحها لم تتغير، لكن قلبها يشتعل يريد منها أن تتحرك وتتطعنه بسكين. ابتسم أخيراً ابتسامة ساخرة خافتة، وقال باستخفاف:


- ماذا؟ هل اشتقتِ إلي؟


"أشتاق إليك؟"


بصقت كلماته في نفسها باشمئزاز، اقترب منها، وجثى على ركبيته ليكونا على نفس خط النظر، أمسك ذقنها إلا أنها سحبت رأسها بعنف، لكنه أمسك رأسها باحكام، وكشر عن أنيابه:


- اليوم الذي ستلحقين فيه والدك أتى أخيراً!


عيناها تحدقان به بكل كبرياء، تلمح بكل ما يحمله القلب من حقد وكراهية، ابتسم ودفعها بعيداً، ثم أتى أحد أتباعه بقفازه وسيفه، ليتناوله منه، قال وهو يلبس قفازه:


- من المؤسف على هؤلاء الأبرياء أن يموتوا بعد موتك.


ثم نظر إلى السيف يتفحصه:


- ولكن إلى متى تستطيعين الصمود؟


ثم ضرب سيفه نحوها بسرعة، إلا أنها تفادت الضربه فتمزق الخشب الذي يغطي سطح السفينة، سحب سيفه وابتسم بمكر:

الاكسير السحري - The Magical Elixirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن