البارت العاشر

130 10 1
                                    

لا الاه الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
(من قالها قبل النوم عفا الله عن ذنوبه وان كانت ك ذبد البحر)

أتعلم ما معنى الخذلان الحقيقي!
حين تتألم بصمت وتجلس أمام من آلمك وتبتسم كأن شيأ لم يكن..

تتجوزيني يا روبين؟
صعق كل الموجودين ...بينما نهضت روبين وخرجت مسرعه الي شقتها
تحدثت عليا وعلامات الغضب تسيطر علي ملامحها :اي اللي بتقوله دا انت اتجننت؟
نظرت لها سوريانا بطرف عينيها ولم تتحدث ووجهت انظارها ليزيد ببرود جليدي : ليه؟
يزيد بتوتر من حديث والدته : انا بحب روبين من زمان وو..
قاطعته والدته بعدم وعي : هتتجوز واحده جاهله يا يزيد!
صعق يزيد من رد والدته ونظر لسوريانا بسرعه ليجدها تنظر امامها بجمود ولم تكتفي عاليا بذلك بل اكملت وهي لا تفقه ما تقول : لا ومش بس كدا دي كانت صبي ميكانيكي ..بليه يا يزيد بليه!!
الى هذا وكفى.......
وقفت سوريانا على الفور ونظرت لعليا يخيبة أمل وسخريه : عندك حق احنا اصلا موافقناش علي كلام يزيد ..متقلقيش تلاقيها لحظه شيطان بس خلت لسان ابنك يفلت
ثم تركتهم وما ان فتحت الباب للتفاجأ بروبين تقف امام الباب وبيدها احد التابلوهات التي صممتها ورسمتها لكنها شاحبه بشده ويظهر عليها آثار الصدمه الشديده لتخمن سوريانا دون الحاجه للتفكير انها قد استمعت لكل شيء لتجذبها وهي تتجه لشقتها لتجذب روبين يدها من بين يدي صديقتها ببطئ وعندما نظرت لها سوريانا تحدثت بابتسامه جاهدت لإخراجها : انا هوصل البوستر دا لمدام جميله اتصلت عليا دلوقت ومحتاجاه ضروري هوديهولها وارجع ثم استدارت لتنزل لكنها نظرت لسوريانا مره اخري : انا كنت جايه اعرفك اصلا واديكي المفتاح هههه واديني اتلهيت معاكي ونسيت اتفضلي
وضعت المفتاح بيدها عندما لم تجد منها استجابه لتستقل المصعد الكهربائي عندما لمحته فارغ وما ان إنغلق بابه عليها حتي سقطت على الارض غارقه في نوبة بكاء حاده كما لم تكبي من قبل ..قد طعن قلبها الصغير بشده ...وصدمه كبيره اصابتها بخذلان وخيبة امل في من اتخذتها مكان والدتها
لكنها زادت من بكائها عندما مرت زكرياتها الأليمه امام عينيها وتدرك ان علياء معها حق ف يزيد رجل وسيم متعلم ناجح في عمله تتمناه الف فتاه
لكن هي! مجرد نكره غير متعلمه..يتيمه..كانت تعمل صبي ميكانيكي ..ماذا فعلت هي لتستحق رجل به كل ما تتمناه فتاه!
لكنها بالفعل تحبه ..ترعرعت معه ..وتعلقت به بشده فهي بالأساس لا تعرف سواه هو وسوريانا ووالدته علياء ....
كان كل ذلك الصراع داخل عقلها ولؤلؤتيها لم تتوانى ثانيه عن ذرف الدموع وهي تسير وسط شوارع القاهره حتى لمحت العماره المعهوده لتصعد درجاتها وتقف امام الباب تتنفس ببطئ وتعدل من هيئتها وتمسح دموعها ..ثم طرقت بهدوء لينفنتح الباب وتجد امرأه ملامحها جميله هادئه يبدوا انها في منتصف العشرينات لتدخل وهي تقول بأبتسامتها المعتاده التي ارتسمتها ببراعه : البيت هادي ماشاء الله ربنا يبارك يا عروسه
ابتسمت الفتاه والتي تدعي جميله : الله يبارك فيكي يا قمر عقبالك
عند هذه الكلمه ابتسمت روبين بسخريه ثم ناولتها التابلوه وهي تردف بهدوء : اتفضلي البوستر اهو ويارب يعجبك ..انا رسمت الصوره اللي ادتيهالي بالظبط لو عندك اي تعديل قولي وانا هرسملك واحد تاني
كانت جميله تنظر بإنبهار للتابلوه امامها ثم اردفت بصدمه لروبين : انتي بتهزري بجد!
تعديل اي دا فوق الروعه وكأنها حقيقه
ابتسمت روبين واردفت بمجامله : حبيبتي تسلمي والف مبروك مره تانيه انا مضطره امشي عشان مستعجله
جميله بدهشه : انتي لحقتي ..لازم تشربي حاجه
ابتسمت روبين واردفت وهي تتظاهر النظر لساعتها : لا لا كتر خيرك بجد مره تانيه
ثم نهضت لتقف جميله امامها وتحاسبها على التابلوه ويتبادلون السلام ثم ترحل روبين بضياع هي حقا لا تود الرجوع للمنزل الآن لا طاقة لها لمواجهة سوريانا او يزيد هي لم تخطئ بشيء ...تشعر بإختناق شديد كلما مرت كلمات علياء في عقلها كم شعرت بنقصها في هذه اللحظه ..كم عرفت مقدار ذاتها وهو انها لا تسوي اي شيء
اخذتها قدماها الي كورنيش النيل لتجلس عليه وتغمض عينيها لتستمتع بنسمة الهواء البارده وقت الغروب وتترك الهواء يجفف دموعها كأنه يحتويها ويداوي جراحها
-------------------------------------------------
على الناحيه الأخرى كانت سوريانا تسير ذهابا وأيابا في غرفتها بتوتوتر بالغ ف روبين استغرقت ساعتين بالخارج بالإضافه لهاتفها التي لا تجيب عليه رن جرس الباب لتسرع ناحيته بلهفه لعلها روبين لكن تخولت ملامح وجهها للبرود عندما وجدتها علياء ويزيد لتتنحى جانبا سامحه لهم بالدخول
دلفت علياء بحزن كبير من ذاتها هي حقا لا تعلم لما انفعلت بهذا الشكل ولما قالت هذا الكلام الجارح
تلقائيا بحثت عيون يزيد علي محبوبته لكنه لم يراها ليحول انظاره لسوريانا التي تجلس امامهم ببرود تنظر لهم بهدوء شديد وعقلها منشغل بصديقتها ترى اين هي الآن وماذا تفعل
قطعت علياء الصمت بصوتها الحزين : سوريانا يا بنتي انا والله ما كان قصدي اقول اللي فهمتيه انا بحبك انتي وروبين زي بناتي دا انا اللي مربياكوا يا بنتي
يزيد بتوتر فهو يعرف هدوء سوريانا ما قبل العاصفه جيدا : سوريانا افهمي ماما مكنش قصدها هي بس انفعلت من الصدمه اني مقولتلهاش قبل كدا ..وكمان انتي عارفه روبين وماما بيتخانقوا كتير وكأنهم زي القط والفار
تحدثت علياء مكمله لحديثه : اه والله يا بنتي انا كل اللي جه في بالي ساعتها انها هتاخده مني وهتخليه يبعد عني مش اكتر انتي عارفه ان روحي فيكوا انتوا التلاته ومقدرش استغنى عن حد فيكوا!
واخيرا تحدثت سوريانا بهدوء شديد : انا عارفه...
انفرجت اسارير علياء واردفت بلهفه : بجد . يعني مش زعلانه مني يا بنتي
اكمات سوريانا بابتسامه خفيفه : انا لو كنت زعلت ف عشان اهانتك لأختي ..اللي انتي مربياها وعارفه كويس انها مش جاهله ولا حاجه
يزيد بتردد : طب وبالنسبه لطلبي !
اسرعت علياء بلهفه : وانا جيتلك بنفسي وكأننا منعرفش بعض اهو وبطلب ايد روبين ليزيد
ابتسمت سوريانا بشر وهي تنظر ليزيد الذي توسعت عيناه برعب عندما فهم غرض تلك الابتسامه وعلم انها لن تمرر ما حدث مرور الكرام
تنهدت سوريانا ولم تزل تلك الابتسامه الغير مبشره : الرد الأول والأخير ل روبين لكن انا بما اني ولي امرها عندي شروط يا استاذ يزيد
قاطع حديثهم صوت چرس الباب لينهض يزيد ويفتح ليجدها روبين ويظهر عليها الحزن
...تفاجأت روبين بيزيد يفتح لها الباب وما لبث ان انزلت عينيها ارضا لتمر للداخل عندما افسح لها المجال ..لتجد علياء وسوريانا التي انتفضت واقفه تنظر لها بغضب
سوريانا بغضب وعدم ارتياح لمظهرها : كنتي فين من الصبح؟ ومش بتردي على تليفونك ليه؟
زفرت روبين بحزن : مفيش بعد ما وصلت البرواز تعبت فجأه فقعدت علي كافيه جمب الكورنيش شربت عصير وجيت علي طول....وبالنسبه للتليفون فهو فصل أنا اسفه قلقتك معايا
نهضت علياء بفزع عندما وقعت كلمات روبين على مسامعها بينما كان يزيد يشدد علي قبضته ولم يتخرك من مكانه حيث كان يستند بظهره علي باب الشقه وعيونه تطلق النيران من شدة الغضب
علياء بفزع حقيقي وهي تتفحص روبين بقلق :مالك فيكي اي يا حبيبتي في حاجه حصلت؟ قلبك بيوجعك حصلك حاجه؟؟
ابتسمت روبين بحنين وحب حقيقي ومازالت كلمات علياء
ربتت سوريانا على كتفها بحنان إخوي ثم همست في اذنها : ليلي طالبه ايدك ليزيد
صدمت روبين وظهر ذلك علي ملامحها وببطئ ادارت رأسها ليزيد الذي مازال يقف عند باب الشقه وينظر لها نظرات مظلمه كانت كافيه لبث الرعب في قلبها ناحيته ،تجاهلته وجذبت سوريانا لداخل غرفتها بعد ان استأذنت منهم
روبين بتوتر : احكيلي اللي حصل بالتفصيل وبدون ما تخبي عليا حاجه.. منين كانت رفضاني الصبح ودلوقت جايه تطلب ايدي
تنهدت سوريانا ثم قصت عليها ما حدث من الألف للياء ، جلست روبين علي الفراش بضياع ثم وضعت رأسها بين كفيها وهمست : ازاي؟؟ وليه ووانا مش عارفه ولا فاهمه حاجه!!
كادت سوريانا ان تجيبها لكن استمعت لطرقات علي باب الغرفه لتسمح للطارق بالدخول ولم تكن سوي علياء..
علياء بابتسامه هادئه : ممكن اقعد مع بنوتي الصغننه شويه!
سوريانا بمرح مذيف : يا ترى مين فينا يا ست ليلي
علياء بجديه : روبي طبعا انتي صغننه انتي!... دا اتتي شويه ويطلعلك شعر ابيض!
نظرت لها سوريانا بصدمه تحولت لغيظ وهي تسمع ضحكات روبين الخافته لكنها توعدت لهم جميعا وخرجت
علياء بهدوء : بصي يا روبين يا بنتي.. انا عارفه انك سمعتيني الصبح ،وعارفه اني غلطانه
قاطعتها روبين بحزن : دي الحقيقه يا ليلي انتي ما قولتيش حاجه غلط
علياء بلهفه : لا يا بنتي متظلمنيش.. انا عارفاكي كويس دا انتي تربيتي يا روبين.. مش عيب ابدا انك تشتغلي انا اصلا عارفه ان الظروف هي اللي حكمت عليكي ب كدا انا كنت رافضه الوقت ومن صدمتي من كلام يزيد انا قولت كدا والله م كان قصدي يا بنتي ....انا عندي تلات عيال ولد وبنتين بحبهم اكتر من بعض.. الام اللي ربت مش اللي ولدت يا حبيبتي!
ارتمت روبين داخل احضانها كالعاده بإرتياح
............................
بالخارج ؛؛؛

عصامية يتيمهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن