الرابع والعشرون والأخير

142 11 0
                                    

والنفس تميل إلى اجواء رمضانية تُهذبها، تُنقيها وتُحييها من جديد .. اللهم رمضان وفرحة رمضان 💜✨

نظرت له بيأس فقد إعتادت على تلك التفاهات منذ معرفتها به..
رضخت لطلبه فهي منذ الصباح لم تتناول إلا القليل ،سارا معًا يتسامران ويضحكان وكأن العالم خالي إلا منهما..
..*قد تكون أشياء بسيطة لكنها تعطي للحياة حياة.*

جذبها عدي للجلوس على أحد المقاهي الشعبيه نظرت سوريانا حولها فلم تجد إلا بعض الرجال المسنين والشباب المراهقين ومنهم رجل كبير يبدو انه تخطى الأربعون بكثير يقوم بالعزف علي آلة العود ورغم أن صوته ليس بالمبهر لكنه كان يبث الدفئ والحب في نفوس الموجودين...
إبتسمت تلقائيًا وهي تستمع لصوته الصادع بأغنيه قديمه لمحمد منير "الكينج"
ويبدو انه قد بدأها منذ مده..
*
فى عشق البنات انا فقت نابي اليوم
طرمبيلى وقف عجلاتة بندريوم
قدمت شكوتى لحاكم الخرطوم
اجل جلستى لما القيامة تقوم...*
كان عدي ينظر لها بحب شديد وإعجاب أشد وكأنه يطالعها لأول مره كان يدقق النظر في ملامحها وإبتسامتها الشارده وإندماجها مع الأغنيه فهي مبهرة بدون أي مجهود منها..

- "وفي النهاية يوجد شخص يراك مُبهر جدًا وبدون أدنى مجهود منك."*

إبتسم بحماس ونهض ليقف بجوار الرجل ويهتف بمرح ك عادته : بقا كدا يا عم مرزوق تغني للكينج من غيري
ضحك الرجل الكبير بشده بينما توسعت عيون سوريانا بحماس وفرحه شديده. وهي تجده يجذب العود من بين يدي العجوز ويجلس علي إحدى الكراسي بجواره ويكمل الأغنيه مع الرجل في صوت جماعي، شاركه الموجودين في الغناء والتصفيق لتجد نفسها تشاركهم الغناء بسرور وسعاده غامره

..*نعناع الجنينة المسقي في حيضانه شجر الموز طرح ظلل على عيدانه
سألت ايش الاسم قالو البنات نعمات
ام صبعين رطاب والباقى بلح امهات
يوم ندهت علينا بيدها الناعمات
قلت نعمين تلاتة وأربع خمس نعمات
نعناع الجنينة المسقي في حيضانه شجر الموز طرح ظلل على عيدانه ..*

مر الوقت سريعًا في مرح وسعاده وشيء غريب بدأ يتحرك بداخل سوريانا فهي بعمرها لم تَعش مثل هذا اليوم الرائع وسيظل محفورًا في ذاكرتها، إصطحبها عدي وقد بدأت الشمس في البزوغ يتمشيان مجددًا ويعودان كلٌ الي منزله وقبل أن تستقل سوريانا المصعد الكهربائي في بنايتها الجديده أوقفها عدي وهو يقول : كنتي سألتيني ليه إتشديتلك انتي بالذات وايه المُميز فيكي ساعتها انا توهت الموضوع كنت عايز الأول أعيشك اليوم دا عشان يبقا كلامي قولًا وفعلًا
نظرت له بإهتمام ليكمل بحب شديد : طول عمري مؤمن بإن فيه في قلبي حته محجوزة لشخص واحد بس وفي حكايات وكلام ورغي مينفعش يتقال غير ليه وفي تفاصيل محدش لاحظها غيره وفي حركات طفولية وجنون ما بيطلعش غير معاه وفي ضحكة من القلب ما بتطلعش غير وهو معايا و حياتي مش هتكمل ابدا غير بوجوده، من ساعة ما شوفتك وانا حسيت إن الحته اللي في قلبي دي إتفتحتلك الحب مافيهوش ليه ولا ازاي هي خطفه كدا بتحصل في لحظه غير متوقعه شوفتك وانتي بتضربي نار وكنتي ملثمه حتي مشوفتش وشك ساعتها حسيت ان قلبي دق وعقلي قالي ايوا هي دي ، انتي الحاجه الوحيده اللي قلبي وعقلي إتفقوا عليها عشان كدا خطفتيني ومن وقتها وانا أقسمت انك مش هتكوني غير ليا عافرت كتير ومستعد أعافر لوحدي عشانك وعشان انتي تستاهلي، لو تلاحظي اني عمري ما بينتلك دا ولا إعترفتلك بحبس ولا قولتلك أي كلام لإني بردو حلفت إني مش هطلعلك كلمة من اللي جوايا غير لما يكون علني ورسمي إنتي متستاهليش غير كدا يا سوريانا
إبتسمت له بسرور وأنزلت عيناها بخجل شديد ،أنقذها المصعد عندما فتح أبوابه لتدلف بسرعه للداخل بخجل شديد بينما إبتسم هو وغادر....

عصامية يتيمهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن