البارت العشرين

83 8 0
                                    

"كل شيء يمكن إخفاؤه ، إلا ملامح العين حين تحن ، وحين تحزن ، وحين تفتقد شخصا.

نظرت له سوريانا بهدوء شديد يخفي توتر كبير أثر ما تفوه به لتبتسم بمجامله وتهمس محاولة تغيير الموضوع : انت موطي صوتك ليه ؟؟
افلت عدي ضحكه ساخره ثم قذف الكوب الورقي من يده وقفز من أعلى السور وهو يردف : يلا يا اختي عشان أروحك لا علياء تفكرني هبيعك اعضاء ولا حاجه..
ضحكت هي الأخرى وسارا سويا يتهامسان سويا حتى وصلا الأثنين الى البنايه حيث تقتن سوريانا ليتفاجأوا بيزيد وروبين وبعض السكان في الشارع ليهرول الإثنان في إتجاههم
سوريانا بقلق وهي تحتضن روبين التي هرولت لها هي الأخري : في ايه يا جماعه واقفين كدا ليه
هتف يزيد بغضب : انتي فين من ساعتها وتليفونك مقفول ليه؟؟
نظرت له سوريانا بدهشه واردفت بهدوء : اهدي يا يزيد وفهمني واقفين كدا ليه في نص الليل
يزيد بعصبيه ساخره : والله كويس ان الهانم خدت بالها ان احنا في نص الليل ، تليفونك مقفول ويرا لنص الليل ليه يا سوريانا هانم!!
فقدت سوريانا أعصابها لتنفجر به غاضبه : خد بالك من كلامك يا يزيد انا مش صغيره ، وتليفوني فصل شحن وما أخدتش بالي فيه ايه وفين ماما عليا وأسامه!!
ابتعدت روبين عن أحضان سوريانا و صرخت بهم  بحده : إهدوا بقا انتوا الأتنين هو دا وقته؟؟
تبادلت سوريانا ويزيد النظرات الحاده دون ان يتفوها بحرف
ليهتف أحد الجيران بجديه : مش لاقيين مدام عليا وتليفونها مقفول
صعقت سوريانا مما وقع على أذنيها منذ قليل لتنظر لعدي بضياع وكادت تفقد توازنها ليسرع عدي بمساندتها علي الوقوف نظرا لقرب المسافه بينهم لتنظر له بقوه وتسحب يدها بقلق ليتنهد بتعب و يهتف بتفكير : طب هي ممكن تروح فين او لمين؟؟
عم الصمت لثواني ليهتف عدي مره أخرى بصوت مرتفع أفزع الجميع : لقيتهاااا!
نظر له الجميع بتحفذ ووقف يزيد الذي كان يجلس علي الرصيف في الشارع بجانبه روبين ليكمل  بإبتسامه : بتبصولي ليه ، لا انا قولت اقول كدا يمكن الاقي فكره بجد زي الأفلام
نظر له يزيد بشر وكاد يقبض عنقه لكن منعته روبين وهي تتنهد بتعب وتجذبه ليجلسوا مكانهم ليقول عدي : طب ما حد يرن عليها
نظر له الجميع بشر وبعضهم بسخريه ليكمل بيأس :  فونها مقفول سوري يا جماعه نسيت
أسرعت سوريانا في خطواتها بإتجاه الشارع العمومي ووقفت علي قمة الشارع تنظر في كل الإتجاهات ليسرع لها عدي وروبين تحت نظرات يزيد الذي لم يتحرك من مكانه
روبين بقلق : رايحه فين يا سوريانا!!
أردفت سوريانا وهي تفتح باب سيارة الأجره وتدلف للعربه : رايحه ادور علي امي ، مش هفضل واقفه اتفرج علي جمالكوا هنا
أسرعت روبين بجانبها وأغلقت الباب لتنظر لعدي من النافذه وتقول بسرعه : انت يا كابتن خليك مع يزيد عشان مش هعرف أسيب سوريانا لوحدها
تبعتهم نظرات عدي القلقه لكنه عاد أدراجه حيث يزيد وهو يهمس بغضب : غبيه وعنيده ومتهوره ودماغها دماغ معيز
جلس بجانب يزيد ثم أردف بجديه: رايحين القسم هيسألوا عليها من هناك
تنهد يزيد بتعب وأردف بقلة حيله : وانا هرن من هنا عشان المتهوره العنيده دي مشيت وانا مش هعرف اسيب المكان هنا عشان لو رجعت ولا حاجه
همس عدي بصوت وصل لمسامع يزيد : مكدبتش لما قولت دماغها دماغ معيز.
تنهد يزيد وأردف بعصبيه فجأه أفزعت عدي : والتاني داااا قققاااافففللل تلللييفففووننهه ليييه
صرخ عدي به هو الآخر : واااناااا هععرررفف مننييينن!!
امسكه يزيد من تلابيب التيشيرت ودون مقدمات لكمه بعنف في وجهه وهو يصرخ بعصبيه مفرطه : وهي ماما هتروح فيييييين يعنيي من غييير مااا تقووول !
هاااااا ، غاويه تقلقنا عليها وخلاااااص
كان عدي يحاول الدفاع عن نفسه وهو يلهث بشده ويردف بتلعثم : وانا مال اميي اناا ياا عمم
يزيد بصراخ : وانا كماان مالللي انااا ماااالللللاااااي ،لما تبقي انت ملكش دعوه وانا مليش دعوه اوماال ميين اللي لييه!!
فزع عدي وهو يري شدة إحمرار عيون يزيد ثم أردف بنبره أقرب للبكاء وهو مازال يحاول إبعاد يزيد عنه : الله يرحمك يا عدي ، يا صغير علي الهم يا عدي ، كان مالي انا ومال العيله المجنونه دي ياارب إرحمني يارب دا انا عبيط وأهبل ومليش في حاجه يارب...
إشتد الوضع بيزيد الدي كان يخرج طاقة الغضب والعصبيه المسيطرة على عقله في لكم عدي بينما سوريانا وروبين قابعون في قسم الشرطه ، وتقوم سوريانا بالإتصال علي الكثير من الضباط بسبب مركزها ومعارفها ليساعدوها في البحث عن علياء.
لتردف روبين بتوتر : الفجر أذن والنهار داخل علينا وماما لسه مظهرتش يارب احميها يارب ، هتكوني روحتي فين بس يا ماما
قذفت سوريانا سماعة الهاتف الأرضي من يدها بعنف متشدقه بغضب : مش موجوده في المستشفيات ولا الأقسام ولا المساجد ولا موجوده في منطقة المعادي كلها ولا قريبه من المنطقه ولا حتى علي كورنيش النيل ولجد دلوقت في فرقة بحث كامله بتدور عليها ومش لاقياها هتكون راحت فين بس..!
فضلت روبين إلتزام الصمت وهي تجلس أمام سوريانا القابعه فوق مكتب أحد زملائها في العمل وكان الخوف والتوتر يسود المكان

عصامية يتيمهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن