عصامية يتيمه

البارت الثالث عشر

قال الله تعالى لملك الموت  الم تبكي مره وانت تقبض روح بني آدم؟.. ضحكت مره وبكيت مره وفزعت مره!! فقال الله تعالى وما الذي اضحكك؟؟.. فقال؛ كنت استعد لاقبض رجل وجدته يقول لصانع احذيه أتقن صنع الحذاء  ليكفي من اللبس سنه. فضحكت وقبضته قبل أن يلبسه. فقال له الله وما الذي ابكاك؟؟.. فقال؛ بكيت عندما امرتني بقبض روح امرأه وذهبت إليها وهي في الصحراء جرداء  وكانت تضع مولودها. فانتظرت حتى وضعت طفلها في الصحراء الجرداء وقبضتها وانا ابكي لصراخ طفلها وحيدا دون أن يدري به احد. فقال له الله وما الذي افزعك؟؟..فقال؛ فزعت عندما امرتني ان اقبض روح رجل عالما من علمائك وجدت نور يخرج من غرفته كلما اقتربت من غرفته فج النور ليرجعني وفزعت من نوره وانا اقبضه. فقال له الله ؛أتدري من هو الرجل؟؟.. انه ذاك الطفل الذي قبضت روح امه وتركته في الصحراء تكفلت به ولم اتركه لاحد❤️
سبحان الله وبحمده 🌺سبحان الله العظيم

صعق كل من بالقطار ، تمسكت كل أم بطفلها ، بينما روبين وقفت فزعه ودقات قلبها تقرع كالطبول ليس خوفا على حياتها بل على ريحانه وهاجر وجميع الأطفال والنساء أخرجت هاتفها بسرعه وتوتر بالغ
ويداها الإثنتين ترتعشان بشده
تشدقت غاضبه وعلامات الرعب ظاهره علي ملامح وجهها بينما تدور عيناها في انحاء القطار على الضجه والفزع والصراخ من جميع الراكبين : ردي بقا يا سوريانا ولا يزيد اي حد ارجوكوا!

حاولت مرارا وتكرارا الإتصال بسوريانا او يزيد لكن هواتفهما مغلقان كادت ان تيأس لكن خطرت لها فكره أضاءت لها شعلة أمل بنجاة القطار
، ضغطت عدة أزرار ، ووضعت الهاتف على أذنها ثواني وأتاها الرد
روبين برعب : الو سلاموا عليكوا..ارجوك مفيش وقت في القطر المتوجه من القاهره لأسوان فيه قنبله والقطر في ضحايا كتير
اتاها صوت الضابط على الناحيه الأخرى : متقلقيش يا فندم احنا بنحاول نظبط الوضع على قد ما نقدر بس انتوا عرفتوا ازاي ؟
روبين بغضب : حضرتك يعني هيفرق معاك عرفنا ازاي دلوقت!!  فيه راجل صرخ بصوت عالي وقال ان في قنبله في القطر
الضابط : خلاص يا هانم متقلقيش دقايق وهنكون عندك
روبين وقد أوشكت على البكاء : حضرتك تقدر توصل للرائد سوريانا هادي الشيمي او يزيد العامري من فضلك
اضطرب الضابط عندما وصل الى مسامعه تلك الأسماء فسوريانا ويزيد معروفان في الداخليه بأكملها : اه طبعا يا فندم هما في طريقهم لمصر بس حضرتك تقربيلهم!
ابتسمت روبين من وسط دموعها التي بدأت بالهطول واردفت بمشاعر فياضه : قول لسوريانا انها هتوحشني اوي ويزيد متقولوش حاجه بس لو اتبقا مني حاجه ابقوا وصلولوا دبلتي وقولوا يدخل اوضتي ويفتح الشنطه اللي تحت السرير بتاعي هيقدر يعرف حاجات كتير اوي افضل من اني اقولها
قطع الإتصال لنفاذ بطارية الشحن فجلست روبين مره اخرى وجذبت ريحانه لأحضانها وهي تبكي بصمت بينما الجميع يركض هنا وهناك والضوضاء تعم القطار
اردفت ريحانه بطفوله وهي تبكي : هو احنا هنموت؟
ابتسمت لها روبين وهي تبكي بشده ولم تستطع اجابتها بينما أردفت هاجر وهي تنظر أمامها. وتفيض عيونها الزرقاء اللامعه بالدموع :اي ريحانه رح نروح لعند أرحم الراحمين رح يرد الله أمانته ياللي ودعها بالأرض هون لا تحزني حبيبتي رح تتمتعي بالجنه ونعيمها وتلبسي اجمل ال تياب (ملابس)
وتقابلي اجمل الشخصيات بس عند الله سبحانه وتعالى بدي نول ها الشرف اني زور اللي خلقني
صرخت بها روبين وهي تبكي بشده : بس يا هاجر ، انتي معاكي حق بس. هتسيبي والدك لمين يا هاجر في ناس محتاجينك
ابتسمت هاجر وحولت عيونها الرائعه لروبين : الله لا تضيع ودائعه روبين
روبين : معك حق بس الناس دول كلهم عيالهم هيتشردوا وهيموتوا من الجوع انا خايفه عليهم وشايله همهم اوي انا مش خايفه على نفسي قد منا خايفه على الأطفال دول
نهضت روبين فجأه ومسحت دموعها ثم وقفت أعلى الكرسي وصرخت بصوت مرتفع فلفتت الأنظار لتتحدث بشجاعه ويقين بالله سبحانه وتعالى : جماعه اهدوا عارفه ان الوضع مرعب جدا بس راعوا ان فيه اطفال مذعورين وهما مش عارفين السبب الشرطه في طريقها لفك القنبله وإيقاف القطر بس أرجوكوا اهدوا ، في فكره ممكن تنقذ عدد قليل جدا من الضحايا الرجاله والشباب اللي في القطر اللي يقدر واللي مثلا بيلعب اي رياضه حتى لو كوره في الشارع يصوب نظره علي أي ارض خضرا وينط من الشباك
تعالت الهمهمات بين جميع الركاب بين الرفض والتفكير والتهكم وعدم الإهتمام لتشير روبين لأحد الركاب ، وكان شاب يرتدي ملابس رياضيه ويحمل على ظهره حقيبه يبدو انه يتدرب في أحد النوادي الرياضيه : انت مثلا ، ايوا انت هتقدر تنط!
نظر لها الشاب بتردد ثم نظر لإثنين من أصدقائه يرتدون نفس الثياب لتكمل هي : لازم يا جماعه نخاطر او نحاول على الأقل ليه يكون قدامنا فرصه ننقذ انشالله لو واحد في الميه من الموجودين الأراضي الخضرا وخاصة مزارع السمك بيكون نسبة الصخور والطرب قليل فيها ، وكمان احنا مضطرين نخاطر بواحد الأول اللي موافق على التجربه دي يرفع ايده
خلع الشاب الذي اشارت له روبين في البدايه حقيبته واماء لها بشجاعه لتردف وقلبها منقبض من تلك الفكره : يلا
صرخت بها إحدى السيدات المتواجدات تحتضن طفلها الرضيع بين يديها وتبكي برعب : اتقي الله يا شيخه هتموتي عيالنا
صرخ بها الشاب هو الآخر ونبرة الحزن تغزو صوته : يعني هو احنا رايحين المااديف يا حجه ما احنا هنموت كلنا كمان كام دقيقه ، يمكن مش هنكمل دقيقه كمان ، انا مفيش حد هيخاف عليا ولا هيتأثر لموتي لو ربنا اراد يعني لازم نغامر كدا كدا كله رايح وعمرنا مكتوب واللي مكتوب هناخده ثم أخذ نفس عميق وفتح النافذه الزجاجيه على آخرها وكسر بقدمه بواقي الزجاج المكسور والموجود على حافة النافذه وهمس ب أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله.
مرت عشر دقائق في صمت تام وهدوء مرعب والتوتر يسود الأجواء حتى قفز الشاب فجأه ليصعق الموجودين بينما أسرعت روبين تنظر من النافذه حيث قفز هو لتجده يتدحرج في الأرض الذراعيه صوبت كامل تركيزها عليه والقطار يسير بسرعه بالغه بينما هي تركض بين النوافذ حتى تستطيع رأيته لتبتسم تلقائيا بفرحه عندما وجدته ينهض بتثاقل وتعب شديد وتعود ركضا إلى عربتها وتردف بصوت عالي : الولد عايش الفكره نجحت
تجدد الأمل لدى الكثير من الموجودين وإستعد باقي أصدقائه لبقفز مثله لكن أوقفتهم روبين بقلق وهي تأكد عليهم : انتوا متأكدين هتقدروا!؟
إبتسم لها أحدهم وأردف بإمتنان : حضرتك حتى لو انا مقدرتش وربنا ما أردش اني اروح بيتي النهارده كفايه انك أنقذتي اخويا هو هيروح سليم وزي ما قالك احنا فعلا ملناش حد يسأل علينا احنا عايشين في فندق قديم وبنشتغل ونصرف على نفسنا سيبيني اجرب حظي قبل ما الأرض الزراعيه تخلص والقطر يعديها أمائت له برعب ليقف أعلى النافذه ويقفز في الهواء مثلما فعل سابقه ليرتمي قلبها خلفه خوفا عليه وبعد مده قصيره وجدته يقاوم ليقف ويوجد بذراعه جرح صغير لتستدير للركاب وتردف ببطئ : عاش وهيروح متقلقوش
بهذه الطريقه تشجع الكثير من الشباب وفعلوا مثما فعل بالطبع القادرين فقط والذين يمتلكون جسد ضئيل أو رياضي بينما مكث الباقي في القطار ينتظرون إنفجار القنبله التي يظنون انها بالقطار بقلب مفتور وفكر شارد.
--------------------------------
- ولو الظروف هتسخف سقف سقف اوعى توقف
كان عدي يغني ويلحن بتلك الكلمات وهو يتناول المقرمشات التي ابتاعها بتلذذ شديد وصوت مرتفع