عصامية يتيمه

البارت الواحد والعشرون

نحـن كـ الشمـس شـروقنـا قـوة وغـروبـنـا جـمـال ..🤎"!

إتجهت روبين لغرفة سوريانا لتوقظها ، وما إن دلفت للغرفه حتى إتسعت عينيها بصدمه وصرخت بإسمها بهلع ..
عندما وجدتها واقعه أرضا تستند بمرفقها على الفراش وظهرها للباب ،ورأسها مطأطأ لأسفل ، هرول بإتجاهها وخلفها علياء التي فزعت بشده وسريعا ما تركت ما بيدها وإتجهت لغرفة سوريانا هي الأخري وخلفها يزيد وأسامه الواقفان علي أعتاب الغرفه يرفضان الدلوف حفاظا على خضوصية سوريانا وإحتراما لكونها فتاه لها حرمتها...
هتفت روبين بفزع وهي تتفحص سوريانا الشبه فاقده للوعي : سوريانا مالك يا حبيبتي ، ردي عليا يا...دم دم يا سوريانا ايه الدم اللي نازل من مناخيرك دا فيكي ايه بس..

نظرت لهم سوريانا بتشوش بالكاد تستطيع سماع صراخهم لتمسح خيط الدم الرفيع السائل من انفها وتحاول الوقوف بمساعدة روبين وعلياء التي لم تكف عن طرح الأسئله وهمست بتعب : مفيش حاجه يا جماعه انا كويسه ، عن إذنكوا هدخل الحمام.
وبالفعل خرجت من غرفتها ليصعق يزيد وأسامه من مظهرها الشاحب للغايه لكنهم افسحوا لها الطريق بإشاره من علياء..
وبعد مده خرجت سوريانا من الحمام تنظر لهم بإبتسامه مرهقه لتردف في محاولة لجعل صوتها طبيعي : مفيش حاجه انا كويسه يا جماعه متقلقوش
هرولت لها علياء تتفحصها بقلق وخوف واضح : كويسه ازاي بس يا بنتي بمنظرك دا احنا لازم نكشف عليكي
نظرت لها سوريانا بإبتسامه متوتره واردفت : ملوش لزوم يا ماما شوية تعب وإرهاق عشان منمتش كويس بس
قاطعها يزيد يهتف بصرامه : البسي يلا عشان هنروح نكشف
نظرت له ببرود وتشدقت بعناد : مش رايحه في حته ، ورايا شغل
هتف اسامه بإستنكار : شغل!!
وانتي فاكره انك هتعرفي تركزي بمنظرك دا اسمعي الكلام يا سوريانا متعانديش في مصلحتك
قالت علياء مؤيده : ايوا يا سوريانا احنا لو سيبناكي مش هتروحي في حته يلا دلوقت روحي مع اخوكي اكشفي وتعالي علي طول مش لازم شغل النهارده
تدخلت روبين متشدقه وهي تدقق النظر لسوريانا : متروحيش الشغل يا سوريانا وتعالي علي طول.
نظرت لها سوريانا تخاول فهم نظراتها لكنها رضخت في النهايه موافقه لتتجه لغرفتها لتبدل ملابسها فتبعتها روبين وخلفها علياء لكن إستوقفتها روبين قائله بلطف : كملي انتي الفطار يا ماما وانا هساعد سوريانا.
آمائت لها علياء متنهده بتعب لتقول : خلي بالك منها يا بنتي.

ولجت روبين للغرفه بعدما اغلقت الباب خلفها تستند بظهرها عليه وتنظر لسوريانا بغموض.
لتهتف سوريانا بملل وهي تنتقي ملابسها من خزانتها : بتبصيلي كدا ليه يا روبين عايزه حاجه؟
اردفت روبين بجديه : عايزه اعرف الدم اللي من مناخيرك دا سببه ايه
اولت سوريانا ظهرها لروبين ثم هتفت بلا مبالاه : عادي اتخبط في طرف الكومدينو
تشدقت روبين مستنكره : صدقتك والله
نظرت لها سوريانا بنفاذ صبر وهمت بالحديث غاضبه لتستوقفها روبين مشيره بكف يدها امامها ولم تتحدث خرجت من الغرفه صافقه الباب خلفها ، تنهدت سوريانا بتعب وبدأت في تبديل ملابسها البيتيه الى كنزه بناتي سوداء اللون وبنطال چينز كحلي وحذاء رياضي من اللون الأبيض مثل معظم ملابسها والنوع الكاچوال التي تفضله عند الذهاب لعملها وعقصت شعرها على هيئة ذيل حصان حاد ثم اخذت حقيبة اليد الخاصه بها والتي تحوي مستلزماتها الشخصيه ثم خرجت لتجد يزيد وباقي العائله في إنتظارها علي طاولة الإفطار جلست سوريانا وبدأ الجنيع في تناول الإفطار في صمت غريب لأول مره..! وقف يزيد بعد مده وهتف في الجميع بجديه : انا كلمت واحد صاحبي وهو يشوفلنا شقتين وبالفعل هو راجل مالي مركزه وبمكالمة تليفون جابلنا شقتين حلوين في عماره محترمه بس مش هنا..
صمت عندما تسائلت علياء عن هوية المكان أخذ نفس عميق ثم إسترسل حديثه وهو يعلم الإعتراضات التي ستبدأ الآن : في إسكندريه..
بدا الجميع في الإعتراض والتذمر بينما تحجرت عيون سوريانا وقد إسترسلت ذاكرتها مع عادل وإبنتهما تري ماذا حل بهم الآن هل تركوا منزلهم ! تريد وبشده ان تري تعابيرهم الآن عندما يعلمون ان سوريانا تلك الفتاه اليتيمه التي كانت تتلقي الإهانات وتسبب المشكلات الآن وهي الرائد سوريانا هادي الشامي!