المشهد الثاني

66 5 0
                                    

- ومحدش يتوقعني بغيب بغيب وأرجع تسمعني بغني رااب وبغني الشعبي بنزل ساحتي اعمل قلبان....

كانت تلك الأصوات الصاخبه تصحبها
العديد من الزغاريد والتهليلات المرتفعه تصدع من الباص الخاص بالرحلات يقبع بداخله عائلة عدي الشراكي ويزيد العامري في طريقهم الى الساحل الشمالي لقضاء عطلة الصيف هناك بدلًا عن حرارة القاهره وضجتها .
كان الأطفال يهللون ويغنون في نهاية الباص برفقة عدي وروبين واسامه ويجلس أمامهم "أشجان" والدة عدي وزوجها "أحمد الشراكي" وعلي المقعدين المناظرين لهما تجلس علياء بينما يجلس بالأمام سوريانا ويزيد يحاولون إستمداد بعض الهدوء المستحيل مع كل تلك الضجه والأغاني المنبعثه من جهاز صغير يدعى "الصب" بجوارهم يجلس إياد ذي الحادي عشر من عمره يتناول المقرمشات وبعض التسالي بهدوء
صاحت سوريانا بصوت مرتفع تحاور يزيد بضيق : ما تخليهم يطفوا الأغاني ولا يوطوها شويه انا صدعت
إنعقد ما بين حاجبي يزيد مردفًا بنبره مرتفعه تتعدي سوريانا : بتقولي ايه مش سااامع
- بقولك خليهم يوطوا الأغاااااانييي شوييه
= يزغطوا البط!
- بتقولي ايه يا يزيد مش سامعه انا بقوووولك يوطوا الأغااااااااانييييي
= مش سااااامع
لعنتهم سوريانا أسفل لسانها بغضب ثم نهضت بعصبيه بالغه متجهه نحو ذلك الجهاز تقسم انه ان لم يكن باهظ الثمن لَـ دعسته تحت أقدامها وحولته لأشلاء صغيره لا يحصي عدها، أغلقت الهاتف الموضوع بجوار الصب والموصول به لإختيار الأغاني ثم طالعتهم بغضب قائله : انا مش عايزه صداع باقيلنا حوالي ساعه ونص لو سمعت صوت حد فيكوا هقتله
ختمت جملتها وهي تزجر زوجها الناضج بنظرات الغضب ثم إتجهت لمقعدها أمالت برأسها للوراء مغمضة العينين وإبتسامه هادئه ترتسم علي ثغرها

//بالخلف//
طالعهم عدي بإستياء قائلًا : خلاص يا عيال هروح انا آكل شيبسي قبل ما الواد إياد يخلصه، بالفعل نهض عدي وتبعته روبين بينما ظل بالمقعد الأخير
«زين وخالد » أمامهم حوريه و فريده وزهره وبالكرسي المقابل لهم تجلس نيمار وتضع سماعات الأذن التي لا تفارقها مغمضة العينين ويبدو انها تغط في ثبات عميق .
أمال زين على أذن خالد هامسًا :  ولا ما تيجي نعمل مقلب صغير كدا يسلينا
رفع خالد كفيه وهتف وكأنه يعلن إسلامه بطريقه مضحكه : لا يا عم أستغفر الله تبنا قال زين  ساخرًا محاولًا إقناعه : ولا انت هتصيع عليا والله لو مساعدتنيش لأقول لأمك انك اتحرشت بالبت سما اللي معاك في الفصل ومكانوش هيدخلوك الامتحان وكنت هتسقط
طالعه خالد بضيق قائلًا : ما خلاص يا عم الزفت انت هتذلني اخلص قول هتعمل ايه وف مين الأول
إبتسم زين بخبث قائلًا : بص يا برنس....
أنصت خالد لخطة زين الخبيثه وقد راقته الفكره كثيرًا لكن الضحيه يصعب التعامل معها
- ها حفظت هتعمل ايه
= اه طبعًا حفظت
- قولي يلا هتعمل ايه؟!
= انا انا اااا.....  طب قول اول كلمه طيب عشان نسيت
أغمض زين عينيه بغضب ينعته بأفظع السباب ثم ناظره بغضب قائلًا يحاول تمالك أعصابه : خالد متعصبنيش
إزدرق خالد ريقه قائلًا بتوتر : وانت كل دا متعصبتش دا انت ناقص تبلع بوقك يا عم
قال زين بهمس : اصل انت هتساعدني يعني هتساعدني
طالعه خالد برجاء وهو يكاد يبكي قائلًا : طب نوصل بس وننفذ المقلب بتاعك
زفر زين بملل وقد وافقه الرأي

عصامية يتيمهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن