البارت الخامس

170 15 5
                                    

في كل ليلة ..حاول أن تُصدّق أنّك لست وحيداً في أسفل السلّم ، بجانبك الكثير يحاولون مثلك الصعود ،
وصدّق أيضاً أن الذين في القمة ليسوا أفضل !!

كانت سوريانا في قمة صدمتها الدموع متحجرة بعيونها وهي تراها امامها بشحمها ولحمها..شعرها البني الكيرلي مثل المعكرونه بشرتها القمحيه الجميلة عيونها الخضراء قامتها القصيرة التي لطالما جعلتها مميزة تلك الشامه الصغيرة بعنقها القصير ونظارتها انها روبين!
همست سوريانا باسمها بعدم تصديق وهي تقترب منها ببطئ كانت روبين تبكي وتحاول الدفاع عن نفسها من ذلك الرجل الذي يجذبها من شعرها بعنف ويضربها بقسوة شديدة
هنا تحولت عيون سوريانا الى الشراسة وبلحظه واحدة كانت تقف بين الرجل وروبين تنظر له بشر كبير وعيون سوداء بشدة كادت ان تنقض عليه  وتفتك به كما الذئب الجائع لكن تدخل اسامه باخر لحظه فنظرت سورينا لروبين لتجد الصدمه تحفر على ملامح وجه روبين كانتا ينظران لبعضهما بعدم تصديق كيف؟ ومتى؟
ثانية...اثنان...ثلاثة....ارتمت روبين في احضان سورينا التي استقبلتها بترحاب شديد عناق دافئ مليء بالمشاعر والاشتياق كانتا تبكيان بشدة وشهقات عالية ادمعت عيون كل الواقفين وبعد دقائق طويلة خرجت روبين من احضان سوريانا التي تضحك وتبكي في آن واحد
روبين ببكاء وضحك: ان انا مو مصدقه حالي سوريانا انتي هون انا مو عم بحلم صح؟
سوريانا ببكاء الفرحه وهي تحاوط وجه ربين بكفيها الصغيرين: اي حبيبتي وما رح نفترق ابدا
(دا اي الافورة في الاداء دي!)
هنا اتضحت الرؤية لسوريانا ورأت ما ترتديه روبين من بنطال قطني واسع متسخ لونه اخضر وفوقه تيشيرت صيفي ابيض متسخ ايضا وبه بعض الخدوش واثار دماء....ووجهها المترب والمليء بالكدمات،شعرها الاشعث،نظراتها الحزينه!

سوريانا بصدمه: اي اللي عمل فيكي كدا؟
جاءت روبين لتتحدث لتتفاجأ باسامه يجذب يد سوريانا من ناحية وروبين من الناحية الاخرى واردف بسرعه وهو يهرول خارج المطعم: لا مش وقت حواديت قبل النوم عشان هنتعلق لو فضلنا ثانية واحدة
ولم بعطهم فرثة للاستيعاب وفر مسرعا وهو يصرخ: اجري يا مجدااااااااااي
كان الثلاثة يركضون باقصى سرعه ويدخلون في طرق مختصرة وخلفهم اربع اربع رجال يظهر عليهم اثار الاجرام يمسكون باسلحه بيضاء (يعني زي المطوة والشومه وكدا يعني)
وبعد الكثير من الركض لمح اسامه زقاق جانبي ووجده مأمنه الوحيد الان فاسرع وهو يجذبهم خلفه بقوة ودخل به والقاهم ارضا وجلس هو الاخر يتنفس بصعوبة و بسرعه من شدة الركض لينظر بحذر للجهة الاخرى ليجد الاربع رجال يبحثون عنهم ومن ثم غيروا مسارهم ولم يجدوهم فتنفس اسامه الصعداء لينظر امامه يجد سوريانا مفترشة الارض تضع ذراعها على عينيها تحاول التقاط انفاسها وروبين تجلس جانبها مستندة بذراعيها على الارض وتسعل بشدة ايضا
اسامه ببسمه غبية: الحمد لله يا ولاد فلتنا من العلقة
سوريانا وهي مازالت على وضعها: منك لله يا اوس اوس منك لله
اسامه باستياء: وانا مالي يختي هو انا اتدخلت عشان ابرر موقفك اللي عملتيه دا لقيته راجل لطخ مبيفهمش الكلام قمت مديلة باللوكمية في وشه
روبين بضحك وهي تنظر له وتشير لكدمه موجودة بجانب عينيه: اه ماهو واضح!!
وضع اسامه اصابعه يتلمس تلك الكدمه ويأن بالم بسيط بينما ازالت سوريانا يدها من على عيونها لتراه وتضحك بسخرية ومن ثم وضعت ذراعها على عيونها مجددا
اسامه بغرور: انتي قصدك على البتاعه الزرقا دي منا مقولتلكوش بعد ما ضربت الراجل قام شاتمني  انا طبعا كبريائي مسمحليش اتهان واسكت ضحيت من اجلكم وقمت ضربته بعيني في ركبته
نظرت له روبين لدقائق تستوعب ومن ثم فتحت عيونها بدهشة وضحكت بشدة بينما سوريانا كانت بالفعل غارقة في نوبة ضحك نادرة.....
ضحك اسامه معهم وبعد مدة من الراحه
نهضوا جميعا واوصلهم اسامه امام فيلا وليد مرة اخرى وقبل دخولهم من البوابة الداخلية اي انهم تخطوا الحراس والحديقة الامامية وها هم الان يقفون بتوتر شديد امام الباب الداخلي
نظرت سوريانا الى روبين بجدية: بصي انا عايشة مع صاحب الفيلا دا اسمه وليد هو مش طيب ولا انقذني دي حكاية طويلة هحكيهالك بعدين معتقدش انه هيستقبلك بترحاب يعني بس عاوزاكي تفضلي ساكته وثقي فيا انا استحالة اسيبك متقلقيش
روبين بخوف: لا يا سوريانا انا همشي انا ارجع للاسطى حنفي بلاش اعملك مشاكل
سوريانا: اكيد لا طبعا حنفي اي وقرف اي انتي هبلة وبعدين انا كارهه عيشتي معاه اصلا دا يبقى عمل فيا معروف لو سبني امشي معاكي اكملت داخل نفسها بسخرية مريرة: بس مستحيل طبعا دا دافع فيا الوفات مش هيسيبني بالساهل كدا
استجمعت شجاعتها واخذت نفس عميق وامسكت يد روبين وبالاخرى طرقت عدة طرقات على الباب ورنت الجرس...بعد قائق فتح الباب ليدلفوا للداخل بخطوات مترددة ليجدوا اعصار بانتظارهم!!!!
______________________________
عند  الكابتن اسامه ♡♡

عصامية يتيمهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن