الفصل 11: دليل!🔪🔦📝💾

808 81 93
                                    

على وقع صوت إيقاع حذاء يسير على طول الرواق ذو الجدران البيضاء و الأرضية الملونة بالمثل، شابة صاحبة سيقان ممشوقة و طويلة تحمل بين يديها بملل مجموعة من الأوراق، كان مظهرها المغري ملفتا للأنظار بشكل يفوق الحد، من وراء نظارتها السوداء الدائرية تقلب عينيها على كل غرفة تمر من خلالها، صوت كعبها العالي الذي لا تستغني عنه يطرب بازعاج المساحة الخالية التي تمشي فيها، الساعة تشير إلى السابعة إلا ربع، معظم المرضى نائمون و أطباء و ممرضين المناوبة الليلية هم فقط من صادفتهم في الطريق، عند وصولها لنهاية الطريق على استعداد لصعود الدرج استشعرت أذنها صوتا مألوفا جدا، نعم بلا شك صوت رئيسة الممرضين تتبادل الحديث مع أحدهم... لكن ما أثار ريبة الأمر هو صلب الحديث الذي يدور بينهما، توقفت للحظة و أسندت ظهرها للحائط تسترق السمع.

"متى ستعود المديرة؟" سأل صوت ذكوري سأل.

"لا أدري متى، لكن أغلب الظن أنها ستغيب لمدة أسبوع" أجابت رئيسة الممرضين تحت سمع الصهباء.

"الأمور مريبة بعض الشيء هذه الأيام و الضغط على المستشفى يزداد كل يوم، أخشى أن ينتشر خبر رسالة التهديد بين الموظفين و المرضى"

"نعم، و الأسوء من ذلك وصولها لساكرا، أعرفها جيدا ستقلب الكرة الأرضية بحثا عن صاحبها، ستعرض نفسها لمزيد من المشاكل"

في هذه الأثناء أحست الصهباء بقرب الصوت منها فاعتدلت في وقفتها و عدَّلت نظاراتها ثم استمرت بالمشي و كأن شيئا لم يحدث، حاولت تحويل نظارتها و إثارة انتباه رئيسة الممرضين و الشاب الذي كان برفقتها في الحين نادتها هذه الأخيرة باسمها: آنسة كارين..استوقفتها هيناتا.

استدارت كارين جاعلة من الأمر طبيعيا جدا، لقد نجحت تماما في تقمص دورها مردفة بابتسامة مصطنعة: آه أهلا، كيف حالك؟

كانت رئيسة الممرضين هيوغا هيناتا على وشك الخروج من المشفى نظرا للباسها الشتوي المنسق بانتظام، أومأت هذه الأخيرة إيجابا: بخير، هل أنهيت مناوبتك؟

أشارت كارين للملف الذي بين يديها: أجل..تقريبا....أزاحت كارين نظرها نحو الشاب الذي كان برفقة هيناتا و حللت مظهره الخارجي بالتأكيد، أيقنت بعد محاثتها القليلة مع هيناتا أنه شخص قليل الكلام نظرا لعدم إلقاء التحية عليها كما فعلت هيناتا.

إنتبهت هيناتا لردة فعل كارين فقررت توضيح أمر: آه، آنسة كارين أعرفك بالمقتصد، السيد شينو.

رفعت الصهباء حاجبها الملون و رسمت علامات الريبة و الاستفهام في وجهها، قررت مد يدها للمصافحة لكن هذا الأخير اكتفى فقط بالنظر بعينيه المخبأتين وراء نظاراته الداكنة اللون إلى كفها النحيل مردفا بصوته المميز: سأذهب الآن عن إذنكم.

حبك جريمةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant