الفصل 16:قصة شاهد

722 71 50
                                    

وسط كومة الأوراق التي تغزو المكتب بطريقة عشوائية، تحمل الزهرية ورقة بيد و قلما يعبر سطورها، تقرأ و تعيد كل ملف أتى به المحقق أوتشيها بطريقة هادئة، بعد انتهائها وضعت الورقة على جنب، و ضغطت على بين حاجبيها اللذان قطبيتهما بسبب تعقيدات هذه القضية، هي بالتأكيد تعلم أن هناك حلقة مفقودة تحول بينها و بين حل هذا اللغز، تنهدت بعمق لتعود بجسدها على ظهر كرسي المكتب الذي عاد إلى الوراء مدحرجا جراء عجلاته.

"كابوتو...ذلك الشخص، لم أرتح له أبدا أيام الجامعة...." أغمضت عينيها لتلوح لها ذكرى من الماضي...

كانت جالسة تنتظر زميلها الكسول، تتصفح أحد كتبها الطبية المفضلة، حتى تسمع خطى تقترب نحوها.

في بادئ الأمر ظنت أنه شائك الشعر إلا أنها ألغت هذت الاحتمال فور رؤية هوية الشخص: هارونو...صباح الخير، مجتهدة كعادتك.

كان الشخص المذكور صاحب قامة متوسطة، ذو شعر رمادي، يضع نظارات دائرية الشكل التي نزعها حالما وصل بجانب الزهرية التي رفعت حاجبها باستفزاز: آه....هذا أنت.

رسم تلك الابتسامة الخبيثة على وجهه ليكمل سيره حتى أصبح على بضع سنتيميترات تفصل بينهما، لم تكلف ساكرا رفع نظرها إليه، لأنها كانت تعلم أنه زير نساء من الدرجة الأولى: أريد أن أعلم سبب كرهك لي؟ سأل بطريقة مغرية.

"هل ترى أنه أمر طبيعي أن تسأل أحد طلابك مثل هذا السؤال؟ لذا أرجو أن تبتعد من أمامي" أجابته الزهرية و هي تدير صفحة الكتاب.

"سأبتعد فقط قليلا هذه المرة، و لكن سيكون لدينا لقاء آخر غير هذا....هارونو" قال بخبث مبتعدا عن الزهرية التي استدارت إليه بعد ذلك و في نظراتها كم من التساؤلات الكثيرة بخصوصه.
_____

استفاقت من ذكراها على وقع طرق على الباب، رفعت رأسها لتجد المقتصد أبورامي حاملا بين يديه ورقة واحدة فقط، جلس مقابلها و قدم إليه الورقة بدون أي مقدمات: تعهد بنقل الأسهم إلى أسهم أوتشيها.

أمسكت الورقة بين يديها و أخدذت تقرأ سطورها بعناية، ثم وضعتها على سطح المكتب بعد انتهائها: سأصنع وكالة لشيكامارو ليوقع الأوراق.

"ساكرا و لكن...؟" قال شينو متسائلا عن سبب الرفض.

"بدون لكن"

نهضت الزهرية من مكانها متوجهة نحو النافذة، سحبت الستائر ليترآى لها منظر المشفى من الأعلى صمتت لفترة قبل أن تسأل الجالس أمامها: شينو، هل تعلم شيئا..بخصوص والد المحقق؟

عدل شينو نظاراته الدائرية ثم وضع يده على فكه بصيغة التفكير: نعم سمعت عنه من قبل.

تنهد طويلا ثم وضع رجلا على الأخرى مستكملا حديثه: فوكاجو أوتشيها...كان من أشهر المهندسين المعماريين في طوكيو، توفي قبل أربع سنوات، هنالك من يقول أنه تعرض للقتل و هناك من ينفي ذلك لا أدري بالتحديد.

حبك جريمةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant