الفصل الثامن

4.4K 67 15
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الثامن
بقلمى / هدير خليل

بعد ان فقد حمزه اعصابه من تصرفات ياسمين و تشجار معها و افرغ فى وجهها كل ما يجش فى صدره من ناحيتها لعلها تفيق من غفلتها تلك و تفعل شئ لعلاقاتهم التى تنهار و تقوم بدفعه بقوة للاستسلام و الهروب من تلك العلاقة التى لا مستقبل لها فهو فقط الذى يكافح لنجاح تلك العلاقة و لكن بدون فائدة ، خرج حمزه و تركها و هى تبكى و تشهق بقوة من حديثه معها و لكنها عندما رفعت نظرها وجدت ليث يقف امامها و هو يقول لها بنبره محذره يشوبها السخريه فمهما كان هى فى النهاية ابنه خاله و ابنة عمته و يهتم لامرها هذا بإضافة الى انها زوجة صديقه المقرب الذى يتمنى له حياة زوجية مستقرة ليغمغم لها بسخط .
= تعرفى كنت فاكر نفسى انا بس إللى متهور هنا بس طلعتى يا ياسمين انتى متهوره و اغبى منى و هتضيعى حمزه و حبه منك و هيزهق منك و يدور على إللى تريحه و تحترمه قدام الكل و تقدر حبه لها فالحقى فوق لنفسك يا بنت خالى قبل ما جوزك يضيع منك و يدور على راحته بعيد منك .
ياسمين لم ترد عليه و استمرت فى البكاء و صعدت على غرفتها هى و حمزه و حديث ليث يتردد فى أذنها ، أما ليث فلحق ب حمزه الذى وجده يتجه إلى الاسطبل فنادى عليه حتى ينتظره .
= ايه يا عم حمزه مالك بقيت عصبى كده ليه ؟ هو انت من امتى بتتعصب على ياسمينتك اللى كنت فلقنى بيها و بس اتجوزها و انا هخليها تحبنى و متقدرش تستغنى عنى و اول ما بقيت فى الجد جبت وراه .
نظر له حمزه بضيق و هو يقول بسخط .
= ليث سيبنى لواحدى دلوقتى .
نظر له ليث بجديه و هو يسأله بأهتمام .
= مالك يا صاحبى انت ليك فترة متعصب انت عارف ان ياسمين مش قصدها هى فترة الحمل كده بتكون طول فترة الوحم نفسيتها متقلبه أما انت فاكر الجواز حب و بس ولا ايه .
تحدث حمزه و هو يتأفف بضيق يرغب ان يزيح الثقل الذى على صدره لعله يرتاح .
= انا عارف إللى بتقوله ده يا ليث لو على وحم الأكل هستحمل بس . .
ليث و هو يكشر بين حاجبيه باستغراب و هو يسال حمزه .
= بس ايه ؟ اوعى تقولى انك لسه بتكلم البت إللى كنت مسئول عن حمايتها .
حمزه نظر ل ليث بتوتر و هو يحرك عينه فى كل اتجه بعيدا عن عين ليث المتفحصه له ، و لكن ليث فهما ما يفعله فقال بتحذير .
= حمزه اوعى اوعى ياسمين مش هتغفر خيانتك صح هى فيها كل العبر بس الإ الخيانة يا حمزه .
حمزه نطق بعصبيه و توتر و هو يقول له .
= انا مخنتهش و مش هخونها بس انا بنى آدم محتاج مراتى إللى بعدانى عنها و رافضة قربى منها حتى ريحتى مش ضيقها .. لينا دلوقتى اكتر من ٥ شهور من اول ما بقت حامل و هى رفضه قربى و ياريت على كده و بس لا بقى اسلوبها أسوء من الاول .. عايزنى افضل و اتحمل لغايه امتى و فى واحدة بتغريك بجمالها و دلالها و رقيتها و بترضى غرورى كرجل انى تاجى على رأسها و بتهتم بكل تفاصيلى بحب ايه و بكره ايه ؟ مش واحدة محسسانى انى فردت جزمه تلبسه وقت ما تحب و تقلعها وقت ما تحب انا تعبت من المسيسه و المحيله علشان بس انول منها كلمة كويسه عايزنى اعمل ايه تانى ؟ انا تعبت ياخى .
قال ليث بهدوء .
= اتكلم معاها .
ضحك حمزه باستهزاء و سخريه و هو يقول .
= هههه ده على اساس انى مطلبتش من الملكة تنزل من عرشها بس و تحسسنى انى جوزها و تكلمنى كويس مطلبش قربها علشان وحمها مش مخليها تضيقنى مش طالب غير اسلوب كويس بس ازاى ما انت شوفت هى مش مغلطه نفسها و شايفانى ابن**** انا خلص فاض بيه و مش هحاول تانى ، فكك من الحوار ده مفيش منه فايده و تعال يلا نتسابق .
ليث لم يجد ما يواسى به صديقه فعجز لسانه عن قول المزيد لذلك وافق على اقتراح و هو يقول .
= يلا بينا .
فى المساء اجتمع كل افراد العائلة على العشاء فقد حان وقت تناوله ، و لكن أدهم كعادته فى الفترة الأخيرة لم يكن متواجد حتى يترأس المائدة فهو اصبح لا يجتمع معهم فى أغلب الأوقات ، كان الجميع يجلسون بصمت تام و هم شاردون الذهن  فكل فرد منهم يسبح فى تفكيره و مشكلاته و ماذا يفعل بها ؟ قطع عليهم هذا الصمت دخول أدهم و هو يلقى عليهم التحيه بهدوء .
= السلام عليكم .
رد عليها الجميع بهدوء .
= و عليكم السلام .
نظر آدم الى أدهم باستفهام و تعجب إلى أين يذهب طول اليوم فهو يذهب الى العمل ساعتين و باقى اليوم يختفى ولا يعلم أحد إلى اين يذهب و هذا على غير عادته ، ف ادهم مهما حدث لا يهمل عمله ابدا ولا يعتمد على غيره فى تنفيذه ، فسأله آدم فى هدوء .
= اتاخرت ليه يا أدهم كده ؟
جلس أدهم على المقعد المخصص له و هو يجيب آدم بهدوء و ينظر له .
= كان معايه شوية حاجات بخلصها .
تدخل حازم فى الحوار و هو يسأله باستغراب .
= حاجات ايه دى ؟ انت ليك فترة مش بتروح المصنع يبقى حاجات ايه اللى بتخلصها اكيد ملهاش علاقة بالشغل .
نظر له أدهم و هو يرمقه بضيق .
= هو فى ايه ؟ هو تحقيق ولا ايه ؟
اجابه آدم سريعا قبل ان يدخل فى مشده كلاميه مع حازم لن تنتهى و هو يوضح له ماذا يقصد حازم بسأله .
= احنا مش قصدنا نحقق معاك بس لو فى حاجه فى الشغل قولنا عليها و احنا نساعدك بدل ما بتشتغل لواحدك لوقت متأخر كده و ترجع تعبان و وشك أصفر .
أدهم نظر فترة طويلة الى آدم كم يحزنه ان يكسر بخاطر آدم ف هو أقرب له من روحه ف هو أخيه و صديقه و ابن عمه الذى لا يفهم احد مثله ولا يشعر بألمه غيره حتى بدون ان ينطق و لكن هو لن يقدر أن يجبر بخاطره هذه المرة حتى انه هو الوحيد الذى يلحظ اى تغير به او فى هيئته مهما كان طفيف على عكس الاخرين حتى سارة لم تلاحظ ابدا اى تغير فيه الإ عندما يلفت احدا الى تغيره فتلاحظ وقتها لذلك من الصعب عليه كسر خاطر صديقه الوحيد بعد هذا العمر و لكنه لا يستطيع ان يخبره ما به ، فتحدث أدهم بنبره جافه .
= مفيش حاجه يا آدم متشغلش بالك بي .
اجابه آدم بمحبه و هو ينظر له بابتسامه هادئه و يقول .
= ان مشغلتش بالى بيك يا صاحبى اشغله بمين يعنى هو فى اعز منك ؟
لما يصعبها عليه هكذا ، فتحدث له أدهم بعصبيه و هو يحاول ينهى هذا الأمر الذى بات مصدر توتر له فهو لن يستطيع ان يتحمل امام ادم اكثر من ذلك ليهتف بحده .
= علشان لو قولت ليك انا بعمل ايه ؟ هتزعل يا آدم ف الأحسن ليك متعرفش و خلينى ساكت احسن .
علم آدم ما يفكر فيه أدهم و انه لا يرغب فى ان يحزنه و كإنه يطلب منه بعبارات مستتره ان لا يضغط عليه أكثر حتى لا يتسبب فى الجرح ل أحد ، و لكن آدم اجابه بهدوء بعكس العاصفه الذى بداخله .
= انا عمرى ما ازعل منك بس انت قولى مالك ؟
هنا و يكفى لم يعد أدهم يحتمل الضغط الذى يمارسه عليه آدم بهذا الأسلوب ، تحدث أدهم بعصبية و تهور يشبه تهور ليث و هو ينهض و يزيح الكرسى الذى كان يجلس عليه بقوة جعله يسقط أرضا و هو يهتف .
= يوووه بس بقى انت بذات مش عايز اتكلم معاك تمام .
نظر له آدم بزهول و صدمه مما تفوه به أدهم و هو كل ما يفكر فيه انه من الممكن ان يكون هو السبب فى تصرفات ادهم الغريبه تلك و انه يحمل اتجاه الحزن ولا يستطيع ان يصرح به له ليهتف بزهول .
= أنا !!! ليه هو انت زعلان منى ؟ انا عملت حاجه ضايقتك و انا مخدتش بالى ؟ انا آسف يا أدهم ان كنت عم ...
لم ينتظر آدم حتى ليعرف ما الذى يضايق أدهم منه و بادر فى الأعتذار مما زاد من جنون أدهم و هو يتوسله أن يصمت ولا يزيد عليه الأمر أكثر الإ يكفى الجرح الذى هو به حتى يزيدها عليه آدم بطريقته تلك .
= بسسسسس بس يا اخى ارحمى انت معملتش حاجه انا إللى ابن*** عايز الحرق سبونى فى حالى بقى .
أدهم تركهم و خرج إلى الاسطبل و هو يحاول أن يمنع دموعه من التساقط ، هو لا يقدر على جرح آدم ف هو بالنسبه له ابنه برغم انهم فى نفس العمر و لكنه رفيق دربه و ابنه الصغير الذى لا يكبر مهما مر بهم الزمن ، لا يستطيع ان يبوح له بمكنون قلبه ، لا يستيع ان يجرحه لما لا يفهم ذلك ، لما هذا المرة يا صديقى لا تفهمنى ، أما فى الداخل كان آدم مصدوم من تصرف أدهم هو ل أول مرة يراها يتصرف بهذه الطريقة الهوجاء و يرفض الحديث معه ،
تسأل آدم بتشتت و الدموع تجتمع فى عينه على رفيقه و ما يمر به و هو يقف مكتوف الايدى لا يستطيع مساعدته .
= هو .. هو انا قولت حاجه غلط عصبته كده .. حد يرد عليه انا قولك ايه خالى ادهم يتعصب كده .
اجابه ليث الذى ينظر فى اثر والده باستغراب .
= أنا أول مرة اتاكد انى ابنه دا انا حسيت نفسى ان انا إللى بتكلم ، هو فى ايه يستاهل العصبيه دى كلها .
أوس بحديث يشبه الهمس و هو ينظر لليث بعيون زئغه مليئه بالدموع و هو يقول بخوف جعله مثل الطفل الصغير التائه من والده .
= هو .. هو .. بابا.. تعبان ..
ليث نهض من مكانه مفزوع و هو يرفض ما يقول اوس بتوتر و عصبيه .
= انت بتقول ايه ؟ لا لا انت بيتهيألك هو يعنى علشان اتعصب شويه هقول الهبل ده لا لا هو كويس ، ما .. اما اهو انا قدامك دايما متعصب و بزعق و عادى مفيش فيه حاجه هو .. هو بس غار منى اه صح كده هو غار منى و حب يزعق زى هو كويس ؟ صح يا أوس بابا كويس ؟
سأله ليث برجاء و هو يتوسله بعينه ان يطمئنه و يقول انه بخير و لكن أوس اجابه بتخبط و ارتباك .
= مش عارف مش عااااارف .
ينهض ليث و ترك المكان و يذهب حيث أدهم و أخذ يبحث عنه مثل الطفل الصغير الذى تاه من أهله ، و اتجه الى الأسطبل للبحث عنه فوجده هناك فتحدث بصوت مهتز خائف و هو ينادى على والده .
= بابا انت هنا .. باباااا ..
خرج أدهم من خلف أحد الاحصنه و أجابه و هو يقول بعد ان حمحم حتى يخرج صوته طبيعى .
= عايز ايه ؟
تفاجأ أدهم ركض ليث باتجهه و القاء نفسه فى حضن أدهم و هو يبكى و يشهق يهمس بين أحضانه و هو يقول .
= أنا آسف آسف على كل حاجه عملتها بس متسبنيش انا مقدرش اعيش من غيرك .
صدم أدهم من هيئة ليث فحاول أن يبعد حتى يرأه ما به لكن ليث تشبث به أكثر فتحدث له أدهم بخوف و حنان .
= فى ايه يا ليث مالك ؟
ابعد ليث وجهه من حضن والده قليلا و هو يقول بتوسل و رجاء .
= انت مش هتسبنى صح .
أدهم و هو يحتضنه مرة اخرى و هو يربت على ظهر ليث بحنان و خوف هو الاخر من الفرق المحتوم ليحاول أدهم ان يخباء مخاوفه و هو يجيبه بسخريه يشوبها الحنان .
= هسيبك و اروح فين بس ؟ ما أنا ملقح جنبك أهو .
ليث هو يبعد وجه قليلا عن حضن أدهم و هو يساله برجاء ان يطمئن .
= انت كويس صح انت مش تعبان زى ما بيقول الغبى أوس ؟ انت بس عايز تجوز على سارة علشان عجزت صح ؟ انا هجوزك بدل الواحدة عشرة بس انت قول انك كويس .
أدهم و هو يمنع نفسه بصعوبه من البكاء ، فصعب عليه حال صغيره ، هو يعمل ان ليث يظهر للكل انه قاسى و لكن هو أطيب أبنائه ، فهو برغم انه لا يظهر حبه مثل أوس و محمد الإ انه يعلم أنه الأكثر تعلقا به لذلك عندما تعب طلب من أوس عدم أخباره و ان يهتم بالجميع و لم يطلب ذلك من ليث لأنه يعلم أنه يحتاج لم يهتم به فهو فى غيابه يصبح مثل الطفل الصغير يحتاج لمن يهتم به .
اجابه أدهم بهدوء ليطمئنه .
= أنا كويس و مش تعبان متقلقش .. تعااال بدل ما وقف عندك كده .
تقدم منهم أوس الذى كان يبكى هو الآخر فأخذهم أدهم فى أحضانه يشعر انهم رجعوا أطفال ذات العشر سنوات و هم يبكون بين أحضانه ، ليدخل محمد الاسطبل و هو يبحث عنهم فوجد أدهم يحتضن ليث و أوس ، فتحدث محمد بمرح و الدموع تتألق فى عينيه .
= ايه ده ؟ أبويه و اخواتى فى الاسطبل ياللى العار .
أدهم يقوم بازاحت ليث و أوس بعيد عنه و هو يقول .
= اخرس يا حيوان .
تحدث محمد بتزمر طفولى لوالده .
= ايه يا عم هو انت متعرفش شتيم غير يا حيوان ولا انت علشان عيالك اسمهم حيوانات و انا بس إللى اسم عادى ف بتشتمنى بحيوان .
نظر أدهم بغيظ إلى ليث و أوس و هو يقول .
= خدوا الواد ده و امشوا من هنا .
محمد و هو يرسم تعبير البكاء على وجهه و هو يقول .
= الله اشمعنا أنا إللى مش عايز تاخدنى فى حضنك زيهم هو انت لقيتني على باب جامع .
أدهم و هو يهز رأسه بأكيد و هو يقول .
= لا لقيتك على باب المعبد اليهودى يلا روح دور على أهلك يلا .
أدهم لم ينتظر تعليقات محمد أكثر و صعد على حصانه و ترك لهم الاسطبل ، ف بعد أن غادر أدهم نظر محمد لأخوته بجدية و قال .
= احنا لازم نخد بابا المستشفى بسرعة .
نظر له ليث غضب و هو يقول بنرفزه .
= ايه الهبل إللى بتقوله انت كمان بابا كويس انا سألته و هو قال انه كويس .
تحدث محمد بهدوء .
= ماشى يا ليث انا مقولتش حاجه بس بابا بيتصرف نفس التصرفات إللى كان بيعملها قبل ما نعرف انه تعبان اول حاجه عملها انه بعد ماما عنه و دلوقتى بيعمل نفس الحكايه دى حتى ماسه إللى روحه فيها من بعد ما سليم مات و سابها تعيش فى بيت سليم و مرجعهاش حتى مكانش بيوسيها زى ما كلنا اتوقعنا ده هو يدوب بيروح ليها مرتين فى الاسبوع و ليله تعلقه ب سليم الصغير الفترة دى يمكن كان بعد عنها هى كمان .
يقول ليث بتوتر و خوف .
= انت تقصد ايه ؟
محمد و هو يقول بجديه .
= لازم نطمن على بابا.
يمسح أوس على وجهه بعصبيه و هو يقول .
= انا شاكك ان بابا عنده انتكاسة.
نظر له ليث بعدم فهم و هو يقول .
= يعنى ايه ؟ المرض رجع له تانى ولا ايه .
أوس و هو يفسر له .
= لا معتقدش بس ممكن تكون انتكاسه نفسيه يمكن لو ماما عرفت تحتوى بابا ممكن نعدى من الموضوع .
يقول ليث بتخبط .
= يعنى هنعمل ايه دلوقتى و تحتويه ازاى و هى اصلا عايزه تطلق منه .
أوس بتفكير .
= المفروض ان ماما هى إللى هتعمل .
سألهم محمد باستفسار .
= مين بقى إللى هيكلم ست الكل .
أوس و محمد نظروا الى ليث الذى قال بتوجس .
= بتبصوا لى كده ليه ؟ لا انسوا انا مستحيل اكلمها دى اى حد بيجيب اسمه قدامها بتولع فيه .
يقول محمد بتوضيح .
= ما هو مفيش غيرك بتسمع له فأنت بس اللى هتعرف تتكلم معها .
ليث و هو يهز رأسه بالنفى و هو يقول .
= لا فى غيرى .
نظر ليث الى أوس نظره فهمها أوس جيدا الذى ضحك بسخرية و هو يقول بعتراض .
= ههههه متحلمش دى انا بذات منفعش علشان شايفانى انى ابن ابويا .
هز محمد رأسه بالنفى عندما توجهة انظارهم إليه و هو يقول .
= و انا اكيد لا دا شبشبها سابق لسانها معايا .
تنهد ليث بضيق و هو يقول و هو متعب من كثرت التفكير .
= الحل ايه طيب ؟ مين يعنى إللى هيكلمها .
أخذوا يفكروا فى من ممكن أن يبلغ والدتهم بهذا الأمر .
على الجانب الأخر ، كانت سارة فى غرفتها تنظر إلى الاسطبل و رأت أدهم و هو يغادر الاسطبل و من بعده خرج كلا من ليث و أوس و محمد من الاسطبل و اتجهوا إلى دخل البيت ، و بعد مرور دقائق بسيطه استمعت إلى صوت طرقات على باب غرفتها فزفرت نفساً طويلا قبل ان تسمح الى الطارق بالدخول و هى تقول .
= أدخل .
فتح آدم باب الغرفة و دخل ، بعد أن قام ليث بدافعه إلى داخل الغرفة حتى لا يتراجع ، فهمس له آدم بغضب .
= ماشى يا تور انت و هو ، على ما اخلص من المصيبه دى لهعلمك الأدب يا كلاب .
كشرت سارة بين حاجبيها و هى تسأله باستغراب فهى لا تعلم بماذا يهمس ؟ ولا مع من ؟ فسألته باستفهام و هى تقول .
= فى ايه يا آدم مالك .
تنحنح آدم قليلا قبل أن يقول بتوتر .
= ها لا مفيش بس حازم كان عايز يتكلم معاكى فى موضوع بس مكسوف .
نظرت سارة خلف آدم ، و لكنها لم ترأه أحد فسألته باستغراب .
= حازم . . هو فين ؟
آدم و هو يتجه إلى خارج الغرفة و يقول لها .
= هو قعد تحت دقيقة و ابعته ليكى ٠
نظرت له سارة باستغراب و هى تجيبه .
= ماشى .
عندما خرج آدم وجد ليث و أوس و محمد ينتظروه فى الخارج فنظر لهم بسخط ، و هم بادلوه النظره باستفهام و لهفه ، و قال أوس .
= ايه عملت يا خالى .
أجابهم آدم و هو يرفع كتفه و انزله بلامبالاه . = معملتش حاجه .
قال ليث بصدمه و هو ينظر له .
= نعععم أما انت جاى ليه ؟
أجابه آدم بسخط .
= احترم نفسك يا حيوان انت بتكلم واحد صاحبك و على العموم ، انا قولتلها ان حازم عايز يتكلم معاها فى موضوع .
نظر له محمد بتبرم و هو يقول .
= احنا هنقعد نرميها كده على بعض كتير .
نظر له آدم و هو يقول له .
= روح انده خالك حازم و انا هخليه يدخل يكلمها .
هز محمد رأسه بالايجاب و هو يقول .
= حاضر .
ركض محمد إلى الاسفل حتى ينادى على خاله حازم و بعد دقائق قليله كان حازم يدخل الغرفه عند سارة بعد أن تحدث معه آدم ، و اقنعه ان يتحدث لها بشأن أدهم .
نظرت سارة الى حازم و هى تنتظر أن يتحدث و لكنه لم يقل شئ منذ دخوله ، فسألته سارة لتحثه على الحديث .
= فى ايه يا حازم ؟ آدم قال انك عايز تتكلم معايا فى موضوع .. موضوع ايه ده ؟
حازم و هو يشير لها على احد المقاعد و هو يقول لها بهدوء .
= تعالى اقعدى يا سارة عايز اتكلم معاكى فى موضوع أدهم .
سارة و هى تجلس أمامه و تقول باعتراض .
= هنتكلم نقول ايه ؟ مفيش حاجه تتقال خلص الموضوع انتهى .
تحدث حازم الى سارة بهدوء و هو يقول .
= بصى يا سارة أوس شاكك ان أدهم حصل عنده انتكاسة و زى كل مرة بيبعدك انتى اول واحدة فى مرضه .
نظرت له سارة بفزع و خوف و هى تقول .
= انتكاسه ايه ؟ و هو مش زفت الدكتور يعرف اذا كان عنده انتكاسه ولا لا .. و بعدين مش الدكتور اللى عمل له العملية و المتابعة معه قال انه كده خلاص خف كده و كل حاجه تمام ازاى حصل انتكاسة دى .
حاول حازم ان يهدأ من روعها و هو يقول لها .
= أوس بيرجح أنها مش انتكاسة عضوية هو بيقول أنها انتكاسة نفسيه .
وضعت سارة يدها على فمها لتكتم الصرخه التى احست انها سوف تنطلق من فمها ، و صمتت قليلا لتستوعب ما القاه حازم على سمعها ، حاولت سارة ان تجمع شتات نفسها و هى تقول له بعصبيه .
= يوووه حازم انا مش فهمه منك حاجه و بعدين الحيوان أوس مادام شاكك انه أدهم تعبان مقالش لييييه ؟ أووووس أوووووس .
اما فى الخارج كان اوس مع اخواته يستمعون الى حديث خالهم حازم مع والدتهم و عندما سمع والدته تنادى عليه بصوت غاضب ليندب حظه و هو يقول .
= الله يخرب بيتكم اكتر ما هو خربان اشمعنا انا إللى بتنادى عليه .
يقول محمد و هو يدفع أوس إلى دخل الغرفة عند والدته .
= أدخل قبل ما تطلع و تولع فينا .
أوس دخل عند والدته و هو ينظر لها بتوتر و هو يقول .
= احم ايوه يا ماما .
سألته بخوف ظهر فى صوتها .
= أدهم ماله ؟
جمع أوس شتات نفسه و هو يتحدث بهدوء و هو يشرح الى والدته ما يخمن .
= هو تقريبا عنده انتكاسة نفسيه و لو ده صح انتى اكتر واحدة ممكن تساعديه .
اضطربت أنفاس سارة ، و تسرب الهلع إلى فؤادها و اصابتها حيرة شديدة و قلق ظهر بوضح فى نبرت صوتها و هى تقول .
= طيب احنا هنعرف ازاى اذا كان إللى عنده زى ما بتقول ولا يكون المرض رجع له تانى .
زفر أوس بهدوء و هو يجيبها .
= انا هحاول معه علشان يروح يحلل و نطمن عليه .
سارة نظرت له بحيرة و هى تقول .
= أدهم لو فعلا زى ما بتقول مش هيوافق يروح معك و هيفضل يخبى علينا انا مش اعمل ايه ؟ طيب انا المفروض اعمل معه ايه عشان اساعده ؟
عجز أوس على الرد و نظر الى خاله حازم لعله ينجده من هذه الورطه .
= هاااا .
نهض حازم و تحرك لكى يغادر الغرفة ، و هو يقول .
= بتبص لى ليه ؟ مع نفسك يا حبيب خالك .
أوس و هو ينادى على خاله باستغثه ، و لكنه خرج بدون ان يعيره أى اهتمام .
= يا خالى خالى يا حازم .
عاد أوس بنظره الى والدته الذى سألته بشك .
= فى ايه ؟ انتوا مخبين ايه عليا ؟
قال أوس بارتباك و تردد و هو يقول .
= حم .. لا احنا .. احنا مش مخبين حاجه .
لتنظر له سارة بعدم تصديق و شك و هى تقول .
= طيب قولى ازاى اساعده .
ليجيبها أوس بتردد .
= احم هو .. كح هو ..المفروض ..أنك .. تشخلعيه ترقص له ت ..
نهض سارة بغضب و هى تصرخ به .
= تأيه يا روح أمك .
فأجابها أوس و هو يترجع إلى الخلف بخوف و هو يقول بتسرع و تعجب من رد فعلها المبالغ .
= فى ايه بس يا ست الكل الراجل عايز يدلع شوية .. هو انتى عمرك ما عملتها ولا ايه ؟؟
نظرت سارة الى بغيظ و هى تقول بعصبيه .
= امشى يا أوس من قدامى علشان مضربكش و انت شحط و متجوز .
أوس هو يفر من أمامها و هو يقول .
= انا بقول كده برضوه سلام عليكم .
اخذت سارة تقول بتبرم و سخط .
= قال ارقص له قال دا أنا معملتهش و احنا شباب هعملها دلوقتى .
مرت أكثر من ساعتين و أدهم لم يعد من الخارج و الوقت تأخر و سارة تنتظر عودته . فتح أدهم باب غرفته و قد كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل وجد أدهم ، سارة فى الغرفة فهى منذ أخر خناقة بينهم و هى تركت الغرفة له ، فتجمد أدهم فى مكانه و هو  يتفحص سارة من أعلى إلى أسفل حيث أن سارة كانت ترتدى قميص نوم قصير و ترتدى فوقه روب شفاف فابتلع ريقة بتوتر و هو يحاول أن يسيطر على جمود امامها و لكن قطعت عليه صمته سارة و هى تقول .
= حمد الله على سلامتك .
قال أدهم بجمود و هو يتجه إلى دلابه يخرج ملابسه و هو يحاول ان يتجنب النظر اليها و هى تقف امامه بتلك الهيئه التى تغريه و هو يردف بجمود .
= الله يسلمك خير عايزه حاجه ؟
سارة صدمة من رد فعل أدهم و عدم اهتمامه بها و بمحاولتها لمصالحته و ارضائه برغم انها لم ترتكب اى خطأ معه ، حاولت أن تخرج من صدمتها و هى تقول .
= هو انا علشان مستنياك يبقى عايزه حاجه .
أدهم و هو يلتفت لها و يشير ب رأسه على ملابسها و يقول لها .
= مستنينى بالشكل ده المفروض افهم ايه ؟
عقد لسان سارة من الصدمه و ذاب قلبها و أصبحت ساقاها غير قادرتان على حملها فأستندت على الكرسى المجاور لها و هى تقول .
= أنت .. أنت ..
أدهم و هو يتناول ملابسه و يتجه إلى الحمام و يقول بعدم اهتمام .
= على العموم أنا معنديش مانع دقيقة أخد دش و اجيلك .
دخل أدهم الحمام بدون ان يلتف إلى سارة الذى صدمة من قسوة كلماته و تساقطة دموعها بغزارة ، و ضمت الروب على جسدها و تحركت خارج الغرفة و هى شارده فى كلماته التى حطمتها حتى وصلت إلى غرفتها و ألقت بنفسها على السرير و هى تبكى بقهر و تحمد الله ان الوقت متأخر ولا أحد رأها فى هذا الشكل فهل وصل بهم الحال ان يراها بتلك الطريقه المخزيه لتشعر ان سكين كلماته نحرتها بقوة بينما عند أدهم بعد أن انتهى من حمامه بحث عن سارة بعينه بلهفه و الم ينهش قلبه يعلم انه جرحها بكلماته و لكن لم يعد بيده الرجوع فكل شئ قد انتهى برغم من ذلك كان يتمنى ان يجدها و لكن قد خابت امانيه ف لم يجدها ف زفر بضيق و تذكر عندما خرج من الاسطبل سمع أوس و محمد و ليث و عرف ما الذى يفكرون به و علم ان سارة سوف تكون بنتظاره اليوم ، اتجه إلى السرير و القى بجسده بتعب و حاول أن ينام و لكنه لم يستطيع النوم بقى على هذا الوضع حتى أذان الفجر فقام و ذهب ليصلى ، ثم عاد و نام بعد ان تعب جسده من التفكير .
فى صباح اليوم التالى .
كان الجميع مجتمع على الفطار ما عدا ماسه الذى عادت إلى بيتها ، و كانوا ينتظرون نزول أدهم و سارة ، ليتحدث أوس باستغراب و هو يقول .
= هو ابوك و امك ليه منزلوش لغاية دلوقتى انا خايف لتكون قتلته .
قال محمد بزهول و هو ينظر خلف أوس .
= بص بص .
تحدث أوس بتعجب و هو يقول .
= فى ايه ؟
محمد بابتسامه و نظره عابثه و هو يقول .
= شكلها أمك ظبطت أبوك .
نظر له ليث بتحذير و هو يقول بعصبيه .
= محترم نفسك يا حيوان .
كان أدهم يهبط و هو يغنى بصوته العذب و ابتسامه تشق وجهه .
= انتي بسكوتيه مقرمشه ، يابت ده انتي قطه مخربشه ، اموت فيكي وانتي مفرفشه منعكشه ، قاعده جوه قلبي مربعه انتي لوحدك باربعه ، كل حاجه فيكي ليها منفعه مدلعه ، بنت الزوات ياتاج علي راسي ، بنت الزوات ياصحبتي وناسي ، مليش بديل ، انا معاكي اساسي انا اساسي ، بنت الزوات انتي اللي هتصوني ، بنت الزوات يالوز يابنبوني ، نصي التاني لونك شبه لوني ،حبك في قلبي في قلبي في قلبي ،انا و بس قولت انك ملكي خلاص خلصت ،ملكي وبتاعتي وبتاعتي و بتاعتي و بتاعتي ،و مش هحلك انا لوبعد ٢٠٠ سنه .
عندما لحظ أدهم نظراتهم له توقف عن الغناء و هو يقول .
= صباح الخير مالكم بتبصوا لى كده ليه .
رد عليه الجميع بابتسامه لتحسن مزاج أدهم .
= صباح النور .
رد عليه محمد بمرح و عبث و هو يقول .
= صباح العسل يا كبير شكلك رايق النهاردة ايه هى نموستك كانت كحلى .
قال أدهم و هو يزمجر فى محمد .
= اخرس يا حيوان .
جلس أدهم فى مكانه فى هدوء ، و نادى ليث له باستفسار .
= بابا أما فين ماما ؟
أدهم و هو يجيبه بلامبالاه .
= عرفش .
قال أوس بتعجب و هو ينظر ل والده .
= متعرفش ازاى هى مش كانت نايمة معاك فى نفس الأوضة .
أجابه أدهم و هو يتناول طعامه بهدوء .
= لا هى نامت فى أوضتها .
نظر أوس و ليث و محمد لبعضهم بأستغراب اذا كانت سارة تنام فى غرفة أخرى أذا لما والدهم مبسوط هكذا ، زاد حيرتهم عندما رأوا سارة تهبط و هى يظهر على وجهها الحزن ، و بعد أن ألقت الصباح و جاءت تجلس نهض أدهم فجأه مما جهل آدم يقول بتفاجأ .
= فى ايه ؟ مالك ؟
قال أدهم و هو يجمع متعلقته حتى يخرج .
= مفيش أنا معايه مشوار مهم النهارده ف مش هروح المصنع النهاردة يالا سلام .. آه صح يا ليلى معلش ممكن تروقى أوضتى و فى ناس هياجوا يغيروا أوضة النوم يبقى اقف معاهم يا محمد .
نظر محمد الى والده باستغراب و هو يقول .
= حاضر .
غادر أدهم ، فتحدث محمد لوالدته .
= هى أوضتك فيها حاجه اتكسرت ولا ايه يا ماما .
أجابته سارة بحزن واضح فى صوتها .
= معرفش .
تحدث حازم باستغراب من حالهم و هو يقول .
= هو فى ايه مالكم كل ما نكلم حد فيكم يقول معرفش مالكم انتوا الاتنين .
أجابته سارة بهدوء و هى تقول .
= مفيش متشغلش بالك .
مر بقى اليوم بدون أحداث فقط أتوا العمال لتغير غرفة النوم كما قال أدهم ، و فى المساء كان الجميع رجع من عمله الإ أدهم و كانت سارة طول اليوم شاردة و لم يستطيع أحد أن يجعلها تخرج من هذه الحالة لم تفق الإ على صوت محمد ، الذى تحدث بصدمه .
= نهار أسوووود .
لتفيق سارة من شرودها و تنظر حيث توجهة انظار الجميع لتقف سارة بصدمة و هى تنظر الى أدهم ، و كذلك فعل الجميع و هم ينظرون له بصدمة ، حيث اهتزت الأرض من حول سارة و هى تنظر الى أدهم و كل ما تشعر به من حولها هو صوت بكاء قلبها ، آه يا قلبى كيف سوف تعبر عما فيك ؟ حسرة فيك ستبقى و كل أوراق الدنيا لن تكفيك ، خذلانه لك مؤلم لكن العيش بدونه لا يؤذيك ، ارضى يا فؤادى فلو أحبك ما كان من كأس الحزن يسقيك هكذا كان صوت صرخات سارة الصامته التى تنبعث من قلبها و هى تراه أدهم يقف أمامها بتلك الهيئه .
يتبع .
******

رواية الضلع والضلع المائل { قلوب صعيديه الجزء الثالث سابقا } مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن