الفصل الخامس و الأربعون

2.5K 41 5
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الخامس و الأربعون
بقلمى / هدير خليل

آدم أول من فاق من صدمته وحاول التمسك بعد أن القى الخبر على مسامعه وصعقه وجعله فى صدمه وعدم تصديق و لم يستطع التفوه بحرف واحد فهو يشعر انه هو العاجز وليس صديقه فالصدمة هزت كيانه وشلت عقله و جعلت البرودة تسري بأطرافه ليهتف متسائلاََ بتعلثم وثقل واعين زائغه متسعه من الصدمة.
= ط... طيب هو .. مفيش علاج لحالته دى.
ليهتف الدكتور بروتينية وعمليه وهو يمنحهم نظره مطمئنه.
= انا كتبت له على علاج بس كل بيد ربنا فى الأول و الاخر بس لازم تهتموا به و تبعدوه عن اى حاجه تسبب له انفعال.
ليهتف أوس متسائلاََ وهو يعكف حاجبيه باستغراب.
= ايه اللى حصل له من شويه ده ؟
اخذ نفس طويل قبل ان يتحدث وهو يطالعهم بحيرة وهو يجيبه بعملية.
= بصراحه مش عارف بس واضح ان رفض حاجه انا معرفش انتوا قولتوا له ايه ؟ او عملتوا ايه ؟ وصله للحاله دى ، انتوا التى تقدروا تجوبوا على السؤال ده.
لتهتف جورى سريعاََ من بين دموعها و هى تشهق.
= أد... أدهم مش عايز يشوفهم ...
التفت لها سارة قائلة بحدة و شراسة وهى تهجمها.
= انتى بتخرفى بتقوووولى ايه ؟
لتنفي جورى برأسها وهي تجيبها بتلعثم واستفزاز غير مقصود منها.
= انا مش بخرف .. بس انتوا عمركم ما حاولتوا تفهموا أدهم .. أدهم لما بيكون تعبان مش بيحب حد يشوفه كده.
ليهتف الدكتور بهدوء موضحاََ لهم ما يجب فعله لمساعدته.
= لو كلام الانسة صح يبقى الاحسن لحالته ان ميشوفش حد منكم الفترة دى لغاية ما تتحسن حالته شويه على الأقل و الممرضات هما اللى يهتموا به .
لتومإ سارة برأسها يمينا ويساراََ بالنفي وهي تهتف بغضب وعصبية.
= لا لا لا .. أنا مش هسيبه هنا .. هو غصب عنه لازم يتقبل وجودنا معاً مش هيفضل طول عمره يهتم به الغريب.
ليمط الدكتور شفتيه وهو يهتف بقله حيله من ردها الجاف.
= و الله انا بس بقول لكم حل بس اللى عايزين تعملوه اعملوه انا مش هقدر امنعكم بعد اذنكم .
تركهم الطبيب و غادر و نظر الجميع إلى بعضهم بتوجس وحيرة وهما لا يعلمون ماذا يفعلون الان وماذا سيحدث؟؟؟
لينظر أوس الى والدته بهدوء وهو يهتف مؤكداََ كلام الطبيب.
= ماما الدكتور معاه حق .. احنا لازم نسيب بابا لغايه ما يبقا كويس طول ما شوفته لنا بتتعبه يبقا نعمل له اللى يريحه.
لتنتهد سارة بغضب وهي تهتف باصرار وعصبية وملامح ممتعضه.
= انا قولت لا يعنى لا .. مش بعد العمر ده كله هرمى جوزى فى المستشفيات غيرى يراعيه و انا انام فى البيت علشان هو مش عايز حد يشوفه و هو تعبان لازم يبطل تفكيره الغلط ده و يعرف انه زى ما هو سندنا احنا كمان سنده مش فى صحته بس نعرفه و تعبه نرميه.
ليردف ليث بتساؤل وهو يكمل حديثه باقناع وحب.
= مين بس اللى قال ان احنا هنرميه احنا عايزين بس نعمل اللى يريحه دلوقتى و لما يبقى كويس شويه احنا اللى هنهتم به.
لتجيبه سارة بالنفي القاطع وهي تهز راسها برفض.
= لا
ليتدخل آدم فى الحديث الدائر بينهم ولكنه توقف فجأه عندما قاطعته شقيقته.
= سارة...
لتهتف سارة مقاطعه ادم بصرامة وشراسه وهي تطالعه بعناد.
= آدم متقنعنيش بحاجه انت مش مقتنع بها .. انت متصور ان ابن عمك لو سبناه زى ما هو عايز حتى لو فترة هيقبلنا بعدين .. دا ممكن يفكر ان احنا صدق ما خلصنا منه او ان احنا شايفيه حمل علينا بعد ما بقى ع....
محمد و هو يبكى بشدة ويشهق كالأطفال ودموعها تهبط تحرق قلبه قبل وجنتيها حزنا وقهراََ على والده ، ليهتف محمد بصوت باكي حزين وهو يطالعهم بقهر.
= انا مش هسيب بابا و المكان اللى هيكون فيه انا هنكون معه.
ليهتف آدم بعصبيه و بنرفزه وهو ينظر لهم بغضب.
= ايوووه يعنى دلوقتى ايه الحل انتوا ما شوفتوش حالته بقت ازاى لما شافنا ؟ انا عارف اللى بتقولوه ده كويس بس انا مش هضحى به علشان نقنعه انه لازم ميبعدنش عنه فى تعبه و أن تفكيره ده غلط .. مش وقته اصلا ان نثبت مين فينا الصح.
لتحمحم فيروز للفت انتباههم وهي تطالعهم بارتباك و تردف بهدوء وجدية.
= احم.. هو.. هو ممكن تدخلوا واحد واحد له و تشوفوا مين اللى متقبله يشوفه بالوضع ده و مين لا ؟
ليلوي ليث ثغره بأستهزاء وهو يهتف متسائلاََ بسخريه.
= و افرض رفض الكل سيادتك.
لتضيق فيروز عينيها بأستنكار وهي تهتف باستغراب.
= مش معقول كلكم مفيش حد قريب منه لدرجه دى.
لتهتف جورى بصوت عالي سريعاََ.
= انا... انا ادهم مش بيزعل لما اشوفه كده.
سارة برغم كل ما هى به لم تستطيع ان تسيطر على احساس الغيره التى تملكها عندما تحدثت جورى فهى لاحظت فعلاً ان أدهم لا يرفض جورى عند مرضه نظرت لها سارة بكره وحقد ونظراتها مليذة بالشر والقسوة، كورت سارة قبضتها بشده منعاً لنوبه غضب تجعلها تفتك بها وتمزقها أرباََ فهى تستفزها بقربها من زوجها ووقاحتها والتصاقها به الذي ليس له مبرر ويعد بنظرها وقاحه وتعدي للحدود، لتشتعل عينيها بغضب وغيرة وشراسة وجمرات اللهب الملتهبة تتطاير من عينيها وتكاد تحرق جورى بأكملها وهي تتابعها بنظرات مليئة بالاحتقار والنفور قبل أن تتحدث بغضب واشمئزاز وغل منها وهي تهدر بغضب عارم وغيرة وصوت مرتفع.
= محمممد خد مراتك من وشى .. انا مش نقصاها دلوقتى.
لينظر ادم الى سارة بحنق وهو يهتف بأستنكار وعصبيه ثم يوجه حديثه لجوزي بهدوء.
= فى ايه يا سارة هى البت عملت ليكى ايه علشان تزعقى فيها كده ... معلش يا جورى يا حبيبتى سارة متقصدش.
لتهتف جوري بغباء و ببراءه.
= عارفه ما ادهم دائما بيقول عليها كده.
سارة قد استفذتها هذه الجمله كثيراََ بتقترب منها بخطوات بطيئة متمهلة وقد توحشت عيناها بنظرات شيطانية ونيران الغيرة تشتعل بقلبها وعلي وجهها ملامح الاستنكار والامتعاض، وتقابل الأعين بغضب يقابله خوف وتحدي وحقد لتضيق سارة عينيها بشك وهي تردف بنبرة منخفضة مشدوهة وتشير لها بسبابتها بغل.
= بيقول لك عليا ايه ؟
جورى خافت من سارة و انتفضت بفزع واستخبت خلف محمد، وهي تنظر لها بطرف عينيها وتتمسك بقميص محمد وتشد عليه بقوة وتبلع ريقها بصعوبه وخوف وهي ترى ملامح وجه سارة التي لا تبشر بالخير بسبب غضبها المتصاعد لتشد اكثر على قميص محمد بقلق وفزع وهي تنتفض بمكانها ، وتعبس بوجهها كالأطفال ، لتهتف جورى بتوتر وهي تطالعها من خلف ظهر محمد بأرتياب.
= و الله مقالش حاجه وحشه.
ليهتف آدم بصوت مرتفع غاضب وهو يطالعهم بضيق ونزق.
= خلااااص يا سارة ... أوس روح شوف الدكتور لو كان ينفع نطلع أدهم ولا لا.
ذهب أوس و ياسين إلى الطبيب الذى سمح لهم بخروج أدهم و عرف أوس كيفية التعامل مع حالة والده ، ليتجه كلا من أوس و ليث إلى غرفة والدهم لمساعدته وتجهيزه للخروج من المستشفى لم يتحرك أو يحاول ايقافهم ، فهو فتح عينيه عندما كانوا يحملوه و يضعوه على كرسى متحرك لحظ محمد استيقظه و انه لم يبدى رد فعل على ما يحدث معه ، فجلس على محمد على ركبته امام والده وهو ينظر له بهدوء ويهتف متسائلاََ بحنان.
= بابا احنا هنرجع البيت ولا عايز تروح فى مكان تانى .
لم يجد محمد منه إلى رد على حديثه فنظر الى أخواته بغرابه وهو يعكف حاجبيها بشك ويهز راسه يميناََ ويساراََ ماذا حدث له لما هو مستسلم هكذا ؟؟ اما أدهم فابعد نظره عن محمد و نظر الى سارة التى تقف عند باب الغرفة بانكسار و تذكر حديثها له قبل دخول ابنائه له لم يستطع هز رأسه حتي بل ظل شارداََ بها ونظره معلق عليها يتذكر حديثها وقلبه يشتعل قهرا وحزناََ وانكساراََ على وضعه الذي ادي بها إلى إلقاء هذه الكلمات المؤلم على مسامعه حتى إذا كان هدفها استفزازه وحثه على مقاومه ومحاربه وضعه ليعود كما كان من قبل.

رواية الضلع والضلع المائل { قلوب صعيديه الجزء الثالث سابقا } مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن