الفصل الخامس

5.1K 85 42
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الخامس
بقلمى / هدير خليل

فى صباح اليوم التالى كان الجميع ينتظروا هبوط أدهم على الفطار حتى حمزه و ياسمين و يوسف الذين قد جاءوا من السفر ليلا ، و لكن طال انتظرهم ف أدهم ليس من عادته ان يتأخر كل هذا الوقت على الفطار ، فعندما هبط يوسف تعجب من صمتهم فقال لهم و هو يلقى عليهم التحيه .
= صباح الخير مالكم قعدين ليه كده .
اجابته ياسمين بهدوء ف هم لم يخبرهم احد بعد بما يحدث فى المنزل .
= مستنين خالى أدهم ينزل .
اجابها يوسف و هو يرمقهم بسخريه و هو يقول .
= ااااه و انا اقول مش معقول تكونوا مستنينى .
نظر له ياسين و هو يجيبه بسخريه مماثله .
= و هنستنك ليه يعنى ؟
اجابه يوسف بسخريه و ضيق من رد ياسين عليه و هو يقول له .
= يعنى مثلا علشان لى اكثر من 3 شهور مشوفتش خلقتك دى اللى تصد النفس دى .
تحدث ياسين بضيق من اسلوب يوسف مع من الحديث .
= انت تطول . .
نظر لهم آدم بعصبيه من تصرفات ابنائه الطفوليه و هو يقول لهم بغضب .
= بس انتوا الاتنين قعدين فى حضانه ، اقعدوا ساكتين . . محمد اطلع صحى أدهم مش عوايدة يتاخر كده .
هز محمد رأسه بالموافقه و هو يجيبه .
= حاضر يا خالى .
صعد محمد حتى ينادى والده حتى يهبط لتناول فطاره ، بينما التفت آدم الى ابنه يوسف يحثه على الجلوس فهو كان يطالع الاجواء بتعجب من هذا التوتر المنتشر بينهم .
= اقعد يا يوسف .
هز يوسف رأسه بالإيجاب و هو بقول باحترام .
= حاضر .
اتجه يوسف لكى يجلس فى مكانه و لكن وجد احد ما يجلس مكانه فتحدث لها بتوتر فهو لا يعلم من هذه الفاتنه .
= احم .. ده .. مكانى .
نظرت له ماسه بآسف و تقول له .
= معلش يا يوسف نسيت انه مكانك .
يوسف نظر لها بستغراب هو يعرف هذا الصوت جيدا و لكن شكلها غريب عليه مهلا مهلا مستحيل ماسه ، كيف ذلك ؟ كيف اصبحت بهذه الهيئه فقد خسرة الكثير من وزنهم مما اظهر جمالها الفاتن ، ليطالعها يوسف باستغراب و هو يهمس بعدم تصديق .
= ماسه .
نظرت له ماسة بتعجب من نداءه لها لتسأله .
= ايوه يا يوسف عايز حاجه .
يوسف نظر لها من اعلى لاسفل بستغراب و اعجاب فقد تغير شكلها كلياً منذ وفاة زوجها سليم ف قد فقدت وزنا كثير هذا غير انه لم يرها منذ تلك الحدثه التى توفى فيها سليم و تم اغتصابها عند وصل بتفكيره إلى هذه النقطة اختفت نظرات اعجابه وحل مكانها الوجوم ، و هو يجيبها بجمود .
= لا شكرا ، كنت بس بسلم عليكى ايه عامله .
هز رأسها بابتسامه بسيطه و هى تقول له .
= انا الحمد الله بخير شكرا على سألك .
يوسف و هو يقول لها بسخريه .
= غريبة .
رفعت ماسه نظرها له بتعجب من حديثه و سألته و هى تتعجب التى النظره التى يرمقها بها .
= هو ايه اللى غريبة مش فاهمه ؟
قطع حديثهم هبط محمد ف لو تاخر محمد دقيقة اخرى ل كانت نبشت حرب بينهم بسبب ما كان سيلقيه يوسف على مسمعها ف هو يتعجب منها ف لو احد مكانها ل كانت ماتت من قهرتها على زوجها و على ما حدث لها و اكمل فى سخريه بداخله بل بالعكس فهى زادت جمالا بعد موته ف هم كلهم هكذا النساء كم يكره صنف ماسه لا ليس ماسه فقط بل كل النساء خائنات و انانيات قطع حديثه مع نفسه الحديث الدائر بين الجميع عندما تحدث محمد بحيره و هو يقول لهم .
= بابا مش قعد فى اوضته .
نظر له أوس بحيره و قلق و هو يقول .
= هيكون راح فين الصبح بدرى كده ؟ انا هروح اشوفه فى الاسطبل .
سارة بسخريه يشوبها الالم مما يفعله أدهم بها و كيف يتنفن فى جرحها و هى تقول .
= مش هتلقيه ادهم بيتهرب و طول ما هو مش عايز يتكلم مش هتعرفوا تخلوا يتكلم . . آدم انت و راجع يبقى جيب المؤذون معاك و بلغ أدهم انه يتكرم علينا و ياجى بدرى علشان يطلقنى .
حاول اوس ان يتدخل فى الحديث حتى يجعل والدته تتراجع فيما تنوى فعله و تتغطى عن قرار الانفصال التى تصر عليه بقوة و هو يقول لها .
= يا ماما اهدى و احنا هنتفاهم معه .
تحدث سارة بعصبيه و تزمجر فى أوس بضيق هى تردف بحده .
= اوس متدخلش .
نظر لها أوس باستغراب و ضيق مما تقول ، كيف لا يشارك فيما يحدث و ينبزوهم من حياتهم الا يعلمون انهم يتأثرون بكل الذى يفعلونه .
= ازاى مدخلش هو انتى كل ما تتخانقوا مع بعض تسبيه كده بالسهل و اسهل حاجه يطلقنى هو لو كان عايز يتجوز ولا يطلق كان عملها من زمان بس انتى مع الاسف كل مرة بتثبتى له انه ملهوش لازمه فى حياتك و انه كان مجرد سد خانه و ميفرقش معكى وجوده من عدمه .. بصى اعملوا اللى تعملوه و مش هتدخل فى اى حاجه تانى انا مشى .
ابتسمت بهدوء و آلم و قد أُرهقت من تلك الطريقة التي عندما يتحدث بها أوس مثل والده تُقنعها كلماته و لكن شيئًا بداخلها يُخبرها أن تلك الكلمات ما هي إلا عبارة عن جنون محض في أوج صوره هى لا ترغب فى الهرب ولا حتى الابتعاد عن أدهم مثل ما يقول هو من يقوم بأخراجها من حياته ، بعد ان القى أوس كلماته خرج و ترك البيت و هو غاضب مما يحدث مع والديه ، و هو فى طريقة الى الخارج اخرج هاتفه و حاول الاتصال ب والده و بعد عشرات الإتصالات اخيرا ادهم اجابه بصوت يشوبه القلق و يظهر عليه الارهاق .
= فى ايه يا اوس حد جراله حاجه .
اجابه اوس بهدوء على عكس ما اجابه به يثير به قلقه و خوفه اكثر عليهم و هو يردف .
= ايوه .
هتف أدهم بقلق و لهفه و هو يعتدل فى جلسته و يقول .
= مين ؟ انتوا فين ؟ انا جاى فى الطريق .
عندما شعر أوس بفزع والده عليهم و خوفه اراد ان يطمئنه قبل ان يلقى على مسمعه ما قرارته والدته فعله .
= اهدى يا بابا احنا كويسين بس . . بس انا عايز اتكلم معاك .
أدهم يقول له بعدم تصديق فهو يشعر ان هناك خطبا ما .
= اوس متكدبش عليه فى ايه ؟ فى حد حصل له حاجه انطق .
أوس و هو يحاول ان يبث له الطمئنينه و هو يقول له .
= صدقنى مفيش حاجه غير.. غير....
أدهم و قد وصل لحافة سيطرة على اعصابه من أوس و قال بحده و غضب و هو على وشك الانهيار من تلعب الاعصاب الذى يفعله أوس معه .
= غير ايه ما تنطق يا زفت ؟
فأضاف بقلة حيلة و نبرة حزينة بالرغم من محافظتها على هدوءه و هو يقول له .
= امى عايزه تطلق و طلبت من خالى آدم يجيب المؤذون و يبلغك علشان تاجى و تطلقها .
أدهم اخذ نفس طويل لكى يهدء من اعصابه الذى اتلفت بسبب هذه المكالمة و عاد لكى يجلس بعد ان كان وقف لكى يغادر المكان الذى به ، ثم رد على أوس بهدوء لا يظهر بها أى مشاعر مما زاد من حيره أوس .
= ماشى يا أوس انا هتصرف .
أوس و هو يقول باندفاع و لهفه و خوف لم يستطع السيطر عليهم فصوت والده المجهد هو ما اثار به كل هذه المخاوف .
= بابا انت فين و انا اجيلك ؟
اجابه أدهم بهدوء و صوت مجهد .
= لا متجيش لما احتاجك هقولك سلام دلوقتى لو حصل حاجه يبقى بلغنى .
أوس و هو يأخذ نفس طويلا ثم يزفره بتمهل و هو يقول بطاعه و قلة حيلة .
= ماشى .
انهى أوس مكالمته مع والده الذى زاد من خوف و توتر أوس الذى لا يعلم ماذا يحدث مع والده و يخبئه على الجميع ، و لكنه ليس بيده أى شئ يقوم بفعله اتجه هذا الأمر طالما والده يتحصن بالصمت ولا يسمح ل أحد بالتدخل فى الأمر ، انهى أوس صراعه مع نفسه و هذا التخبط الذى اصبح يلازمه فى الفترة الأخيرة ، قرار أوس أن يذهب الى اصدقائه ليقضى معهم بعض الوقت قبل ان يرجع لجامعة و دراسته لعله يتنسا هذا التوتر الذى يشعر به . . اما فى المنزل كان الجميع فى حالة من التوتر بعد ان استمعوا لما قالته سارة ، جلس حمزه بجوار ليث الذى لا يبالى لما يحدث و يلعب ابن اخته ماسه ، فهو يعلم ما يحدث من والدته ( لبنى ) فأثار تعجبه هدوء ليث على غير العاده ، فأخذ يتحرك بجواره بعدم راحه ف رمقه ليث بطرف عينه و هو يقول له .
= عايزه تقول ايه يا حمزه مش مخليك قعد على بعضك و بتفرك فى مكانك زى العيل الصغير .
اندفع حمزه فى الحديث معه كإنه كان ينتظر منه اشارة الانطلاق حتى يتكلم ، فسأله باستفسار .
= مش مرتاح لك .
رفع ليث حاجبه بتعجب و هو يجيبه بسخريه .
= اشمعنا .
اخذ حمزه يبرار و يوضح له ما الذى يقصده من حديثه .
= ليث اللى انا اعرفه كان زمانه قال كلام بوظ الدنيا اكتر ما هى بيظه ، مش هيقعد كده هادئ يلعب فى ابن اخته كإن مفيش حاجه ولا الدنيا بتخبط و تقلب حوليه من غير ما يعمل حاجه .
تحدث ليث ببعض الضيق الذى يشوبه الحزن الواضح فى نبرته و هو يقول له بصوت خافت .
= لا ما انا صدقت ما رضى عليه أدهم باشا و رجعنى البيت مش ناقص يموت و يكون غضبان عليا .
نظر له حمزه بصدمه و هو يقول له بزهول و صوت منفع قليلا .
= انت بتقول ايه الله يخرب بيتك ؟ انت عايز ابوك يموت ولا ايه اللى بتقوله ده ؟
قال ليث بعصبيه و غضب و هو يرمق حمزه بنظرات حارقه و يردف بحده .
= ايه الهبل اللى بتقوله ده ؟ لا طبعا انا قصدى انه مش بيحبنى زى اوس ولا محمد ولا حتى ماسه . . لما تعب و كان بين الحياة و الموت مفتكرنيش و لو . .
صمت ليث قليلا قبل أن يكمل بنبره متحشرجه بالبكاء و الحزن و هو يقول له .
= لو كان جراله حاجه كان سابنا و هو غضبان عليا و اعيش حياتى كلها ب ذنب ده و افضل اعذب نفسى به بس طبعا انا ولا على باله .
حاول حمزه ان يواسى ليث فهو الوحيد الذى يفهم ليث و انه ذات قلب طيب و حنون و لكنه يتصرف باندفاع و تهور و ينطق كلمات لا يقصدها و لكنها تخرج دون تفكير منه مسبقا ، فقال له بهدوء و توضيح و هو يغمغم .
= ليث انت عارف ان خالى أدهم مش بيحب حد يشيل همه و هو يوم ما تعب مقالش لحد و محمد و اوس عرفوا بالصدفه بلاش الهبل اللى بتفكر فيه ده .
نظر له ليث بسخريه و هو يهز رأسه له بطاعه و هو يجيبه بابتسامه ساخره على حديثه .
= حاضر هبطل هبل يا استاذ حمزه عايزنى بقى اعمل ايه ابويه عايز يتجوز على امى المفروض بقى انا اعمل ايه لو اتكلمت هخرب الدنيا زى مقولت يبقى سكوتى احسن دا انا قولت كلمتين ساعة غضبى لما عرفت اللى بيحصل بينهم و من حظى الزفت سمعهم و ساعتها افتكر لى القديم و الجديد .
حمزه طبطب على كتف ليث ف هو اقرب الاشخاص الى ليث و يعلم ما يفكر به و يشعر فحاول ان يخفف عنه بطبطبته على كتفه لعلها تكون أفضل من حديثه الذى زاد من سخط ليث و ضيقه مما حوله و هو يقول له .
= ربنا يهد... اوبااااااا .
قطع حمزه حديثه و هو ينظر إلى باب المنزل بتفاجأ ، ف حمزه كان يجلس مقابل باب المنزل بينما ليث كان الباب خلفه ، فنظر ليث باستغراب الى حمزه و هو يسأله بتعجب .
= فى ايه ياض ؟ مالك متنح كده ليه ؟
حمزه اشار له ب رأسه على باب المنزل خلفه فالتف لكى يرى من القادم جعل حمزه يقطع حديثه و يتسمر بتلك الطريقة و عندما رأى القادم اشتعلت عينيه بالغضب و لمعه اخفاها سريعا قبل ظهورها.
و كل ما جال فى خاطره انه عشنا في الحب و رسمنا بخيالنا أجمل النهايات و كم كنا سعداء به و مسرورين ، لم نكن نعلم أنّه مؤلم ، و لم نعلم مقدار العذاب الذي قد يسببه في القلب ، فعشنا لحظات الفرح المؤقت و لم نكن نعلم أنّنا سندفع ثمن تلك اللحظات الجميلة ، فالحب يترك قرحة في القلب لا تزول ما هما ذهبنا الى امهر الاطباء لا يوجد شئ يعالج المه او يخفف من حدته و كم توجت المشاعر فى عين ليث ليصرخ بداخله يقتلني الندم كلّما تذكرت كلمات قلتها لشخص لا يستحق ، شخص أعطيته قلبي و حبّي و عطفي ، لكنه أضاع كلّ شيء ، من أجل عينيها بالغتُ في الأحلام لكنّني فوجئت بالأوهام ، أوهامي لم أصل إليها بعد ، بالنار و الجمر أحرقتني ، حكايتي معها أتعبتني ، فنسيت أنّ الأماني تزول تحت أقدام القدر ، سقيتها الحلو بيدي ، و سقتني المُرَّ بأكمله ، ف أنا ليث حتى فى ضحكتى لا تطمئنى عندما اكشر عن أنيابى عزيزتى ، فتلك الذى تقف امام باب منزله الآن كانت السبب فى ان يزداد ليث كره لنفسه اكثر و اكثر انه ضعف فى يوم و سمح لها ان تدخل فى حياته بل هو لم يكتفى بادخلها حياته بل كان مثل الاحمق و ترك لها نفسه فكيف لا يكون غبى و احمق و هو قد نسى كل ما درسة و تدرب عليه فى كلية الشرطة عن ضبط النفس و السيطرة على قلبه و شهواته مهما كان جمال من تقف امامه لتقوم باغرائه بل و نسى كيف لا يفقد اعصابه عند الغضب ولا احد يعلم ان تلك التى تقف على باب منزله تكون مثل عود الثقاب الذى يشعله من الغضب و يحرق كل ما حوله و بالتأكيد سوف تتحمل هى نتائج هذا الأمر مثل كل من يقف امام هذا الليث.
يتبع.
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن