الفصل السابع و الأربعون

2.2K 44 3
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل السابع و الأربعون
بقلمى / هدير خليل

على الجانب الاخر  عند ليث
عندما ليث دخل غرفته حتى يستريح قليلاً هو لا يعرف فى ماذا تفكر والدته يرغب فى منع تصرفاتها تلك ولكنه يعلم جيداً حالتها الصحية الغير مستقرة لا يعلم اى يصف يتخذ ف والده مريض و كذلك والدته فضغطها و السكر عندها غير منتظم فهو خائف على كلاهما.
فاق ليث من شروده على صوت فيروز الغاضب فبحث عنها فى الغرفة لم يجدها و عندما ركز قليلاً علم انها توجد فى البلكونه اقترب بهدوء إلى حيث مكانها وجدها تتحدث فى الهاتف بعصبيه.
أخرجت  فيروز  تنهيده حاره من جوفها وهي تنفخ وجنتيها بغضب وتتكلم بعصبية ونفاذ صبر .
= أسامه قولتلك مئة مرة انسى اللى بينا انا و أنت خلاص كل اللى بينا انتهى انا دلوقتى متجوزه ... يوووووه ايوه اتجوزنا غصب بس غصب عنك و عنى بقيت مراته لا لا عشان خاطرى بطل جنان ليث لو شافك هيقتلك و.....
صدم ليث وجحظت عينيه من حديثها و توحشت عيناه  بنيرا الغضب و هو يجذبها من شعرها بغضب عارم تأوهت فيروز بشدة بسبب قوتها حتى أدمعت عينيها من قبضته القويه التي يجذب بها شعرها بغضب و وحشية.
أشتد ليث بقبضته على شعرها ليقول من بين أسنانه بغضب هادر.
= و هقتلك معه يا بت ال**
ليرفع ليث يديه محاولا التقاط الهاتف من يديها بغضب، ليري مع من تتحدث وكيف لها أن تحدثه هكذا ؟! وكي يقوم بتلقينه درساََ على اقتراب من ممتلكاته وتلقينها درساََ أيضاََ على خيانتها له وجراءتها!!!  ولكنها كانت اسرع منه و سبقته بخطوه، فقد  قامت بالقاء الهاتف من البرندا سريعاََ بخوف وهلع، حتى تمنعه من أن  يأخذه منها ويعرف كل ما يريده، قد جحظت عيناه كادت ان تخرج من محجرها من فعلتها و  الشياطين تملكته و اظلمت عيناه و تحولت لظلام دامس لا يوجد بها اي حياه فقد استفذه ذلك الفعل كثيراََ الذى اكد شكوكه نحوها، ليهجم عليها بسرعة البرق ويعنفها و انهال عليها بالضربات القاسية وبوحشية في كافة أنحاء جسدها، وكانت فيروز تتأوه وتصرخ صرخات تصم الآذان.
ليَهتف ليث بنرفزه وغضب وهو يصك أسنانه غضباََ وقد تلون بياض عينيه باللون الأحمر.
= يا بت ال*** و الله لاقتلك بتخونينى يا بت الكلب يا***
أخذت فيروز تصرخ صرخات ارتجت لها الحائط وتصم الاذان،  و تستغيث بأى أحد لكي ينجدها من بين براثن هذا الوحش الذي أصابه مس من الجنون بعد ما نزل على مسامعه من كلمات وصعقه كماس كهربائي بقوة الف ريختر واصحابه بالجنون والهذيان،  ولم يشعروا بالذين اقتحموا الغرفة منصدمين من المشهد الذي أمامهم وصوت فيروز الذي اخترق الجدران، الإ عندما فصل بينهم محمد و أوس وهما يطالعون اخيهم بذهول ويقعدون حواجبهم بأستغراب من فعلته الشنيعه تلك مع زوجته ، وقاموا  بجذب ليث للخلف بعيداً عنها وهو يتنفس بقوة وصدره يصعد ويهبط بأنفاس حارقه غاضبه ، ليتمسك حمزه ب ليث جيداََ و هو يعطى ظهره الى فيروز حتى لا يراها وهي بثياب النوم، ويأخذ ليث بعيداََ عنها محاولاََ التهدئة من روعه وغضبه وهو يحدث زوجته دون أن يشيح بصره عن ليث الذي يشبه البركان الثائر والذي فقد السيطرة على نفسه.
ليهتف حمزة لزوجته بهدوء وعدم استيعاب لما حدث قبل أن يقطع حديثه كلمات ليث الغاضبة وملامحها التي لا تبشر بالخير.
= ياسمين ادخلى فوقيها و خليها ت....
تعاقدا حاجبي ليث بعدم رضاء وغضب و هو يدفعهم بعنف محاولاََ ابعادهم عنه وهو يسلط بصره عليها بأشمئزاز وغضب ويتنفس بقوة وغضب، وقد أتضحت قسوة عينيه التي ظهر بها شر مميت مرعب وهتف بصوت قاتم مخيف وهو يرفع سبابته بوجههم بتحذير غاضب و يطالعها بنظرات نارية غاضبة.
= قسماً بالله لو حد طلعها بره الأوضة ل اكون قتلها بجد و دفنها ب يدى .
ليومأ اوس براسه وهو يهتف بهدوء وقله حيلة ويحدق بتوأمه بقلق واستغراب.
= طيب خلاص اهدى و محدش هيطلعها بس تعال انت و ياسمين هتفضل معاها هنا فى الأوضة .
لم يلقي ليث لهم بالاََ ولم يلتفت لهم  وكإنهم لم يتحدثوا ولم يسمعهم، ليزيحهم بعنف بعيداََ عنه، ونظرات عينيه القاتمة المظلمة التي تتوعد بالكثير مازالت معلقه بفيروز المتكورة على نفسها برعب وهي تنتحب بشدة .. ليهدر ليث بغضب عارم وقد أحمر غضباََ وهو يكور قبضته بشدة امراََ اياهم بمغادرة الغرفة على الفور.
= اطلعووووا بره.
ليهتف محمد محاولاََ اعتراض قبل أن يقاطعه صراخ ليث الغاضب وهو يحول بصره إليهم بنظرات غاضبة مشتعلة كبراكين ثائرة.
= يا ليث م......
ليهتف ليث بصوت عالي غاضب وهو يوزع نظراته النارية بينهم.
= قولت اطلعوا برررره مش عايز اشوف حد هنا.
ليهتف اوس سريعاََ باصرار وهو يطالعه بقلق وخوف عليه من تهوره وغضبه الاعمي.
= طيب هنطلع بس اطلع معانا و لما تهدا يبقا راجع اوضتك.
أخرج ليث  تنهيده حاره من جوفه وهو يغمض عينيه بألم وحزن محاولاََ أخفائه عن الجميع، ولعله يفيق من هذا الكابوس الذى يدمر ما تبقى من حاضره، فهو لم ينكر انه كان يشك بحقيقه وفائها له ولعائلته ولكن ما سمعه وفعلتها!! جعل شكه يتحول الى يقين و يتحول واقعه الى كابوس مرعب يريد أن يفيق منه، ليتنهد بقوة وهو يفتح عينيه معطياََ توأمه نظرة مطمئنة، محاولاََ التكلم بصوت هادئ  وهو يحاول أن يعيد توازنه أمامهم  قليلاََ حتى مغادرتهم الغرفة.
= اطلعوا يا أوس انا مش هعمل فيها حاجه.
ليهتف اوس محاولا الاعتراض قبل أن يقاطعه ليث سريعاََ بهدوء محاولا التحكم على إنفعالاته بقوة.
= بس....
ليهتف ليث بهدوء وهو يطالعهم بنفاذ صبر.
= يلااااا بقى اطلعوا قولت مش هعمل فيها حاجه.
عكف اوس حاجبيه بشك وهو يأخذ نفساً عميقاََ للغايه ثم يزفر به بقلة حيلة، قبل أن يهز الجميع رأسه بأذعان وهم يهمون بمغادره الغرفه بقله حيلة بسبب اصرار وعناد ليث، رغم قلقهم عليهم و خاصة على زوجته من غضبه لكن ما باليد حيلة،  وكان  اخر من ترك الغرفه هي ياسمين الذى اخر مغادرتها للغرفه فيروز التي كانت تتشبث بها بقوة وكان جسدها ينتفض بشدة وهى تبكى برعب و دموعها تهبط على وجنتها بغزارة، و قد زاد رعبها وتملكها القلق والخوف عندما  أدركت انها أصبحت هى و هو فقط فى الغرفة ولا مفر منه ولا منقذ.
اما على الجانب الاخر فى غرفة أدهم كانت  سارة تسير بخطوات متمهله على أطراف أصابع قدميها ودلفت الى داخل الغرفة بهدوء وروية، و نظرت له بقلق وتوتر وهي تبلع ريقها بصعوبة، فوجدته نائم فى هدوء و سكينه .. فصعدت بجواره على السرير و هى تتأمله بعشق و أخذت تقبله قبلات متفرقه على وجه و دموعها تهبط بغزارة واصبحت كالشلال، و تنظر له بأسي والدموع لا تفارق مقلتيها، كانت أنفاسها قريبة بشدة تلفح وجهه وهي تبكي تارة وتشهق تارة كالأطفال محاولة كتم شهقاتها بيديها، وتارة اخرى توزع الكثير والكثير من القبلات على وجهه ويديه بعشق وحزن و اسي، وهي تحدث نفسها ما اقساه من شعور عندما تشعر بأن معشوقك حزين مكسور وانت تضطر لاستفزازه بأقسي طريقة وجدتها بعقلك لمساعدته على محاربه ضعفه وأخراج نفسه من دائرة العجز والحزن والألم هذه، ما اقساه من شعور و آلم انه أثناء اضطرارك للمتابعه بهذه الخطه القاسية التي تساعد معشوقك على المواجهه والمحاربه للعوده من جديد وانت تعلم أنه سيتركك بعد عودة روحه المقاتله القوية والنهوض من هذا الوهم والعودة للحياة، لكن هذا لا يهم فما يهمها الان ان يستعيد قوته حتى لو كان ذلك على حساب انكسار قلبها، لتنظر له بنظرات منطفئة و مكسوره مليئة  بالألم على حالته هذه التي لم تعهدها من قبل .. لتهتف سارة بنبرة شاحبة متألمة وهى مُنخرطة بـ بُكاء بشدة وألم همسه بصوت ضعيف يكاد لا يسمع.
= سامحنى يا حبيبى .. على عينى اقولك كده ولا اجرحك بالطريقة دى .. بس انت مش هترجع تقف على رجلك الإ كده ... انا اهم حاجه عندى انك ترجع تقوم تانى على رجلك حتى لو هتكرهنى يا نور عينى .. انا عرفه انك اول ما تقوم هتبعد عنى بسبب اللى عملته معك و تجريحى ليك .. بس انا مش مهم اهم حاجه انت تقوم بالسلامه.
لتمسك سارة بيده تقبلها بحب وحنان، سارت القشعريرة في جسده أثر لمساتها الرقيقه المتكررة له وهو يشعر بدغدغ محببة بقلبه من لمساتها له وقربها منه هكذا، أما هي أخذت نفساََ عميقاََ وهي تبوح له بما يختلج صدرها، وأثناء بوحها بمشاعرها له كانت توزع قبلاتها عليه كظمئان وجد رشفة ماء بعد أيام من العطش.
لتهمس سارة بنبرة منخفضة وبحب أمام وجهه و هي تطالعه بعشق ممتزج بحزن.
= انا بحبك يا أدهم يمكن مقدرتش ولا مرة اقولها ليك و انت صاحى بس انا عمرى ما حبيت ولا هحب غيرك.
رفعت سارة بصرها وهي تحدق بوجهه أدهم بهيام وشغف وهي تبث حبها له بتوهان وهيام، و هى على يقين  انه لن يستمع الى أى كلمه تتفوه بها ، وان الدواء الذى يتناوله به منوم وقد اخذ مفعوله معه و انه الآن فى سبات عميق حتى من قبل دلوفها للغرفة، لتتنهد بعمق وحنق وهي تلعن نفسها على برودها فى التعامل معه الذي يقتلها هي اولا بل يمزقها  إرباً من الداخل قبل أن يمزقه هو،  فهو  لا يستحق ذلك منها ابداً، حيث تتعمد إستفزازه ليظهر رد فعله بغضب بسبب موجه البرود الذى تقتله فـ أكثر ما يكرهه أدهم  هو التجاهل والبرود منها خاصةََ فهو يعشقها بجنون و يحارب ضعفه فى كل مرة من اجلها ولكن هذه المرة لم تراه فى عينيه هذا الاصرار لذلك قرارت ان تدفعه بطريقتها للعلاج فهي أصبحت نافرة للحياة بسبب حزن وانكسار معشوقها ولن تقبل ابدا باستسلامه ، أخرجت سارة تنهيدة حارة من جوفها، ثم تمددت فى حضن أدهم و وضعت رأسها على صدره و جعلت يده على خصرها وهي تضع يدها على صدره وتضم نفسها بأحضانه بشدة وكأنها تريد أن تدخل بين ضلوعه حتى لا ينتزعه احد منها،  وتشتم عبق عطره وجسده الذي اشتاقت له كثيراََ.
وبعد أن سقطت سارة فى سبات عميق فتح أدهم عينه و نظر لها ف الدواء لم يأخذ مفعوله بعد لذلك استمع إلى كل ما قالته، لم يستطع أدهم ام يتخيل انها تحبه بل تهيم به عشقاََ هكذا لدرجه ان تضحي بسعدتها وتفضل اهانة ونظرات الجميع لها وأولهم شقيقها لتساعده على تخطي أزمته وعودته كما كان سابقاََ رغم انها ذاقت مرار الاهانه منهم، حاول أن يقترب من رأسها ليقبل جبينها ولكنه لم يستطيع ف اكتفى أن يقبلها بنظرات عينه العاشقه لها وهو يبتسم بعشق وسعادة ابتسامته الساحرة الجذابة التي تزيده جاذبيه والتي لا تظهر إلا لها هي خصيصاََ، فنغمات صوتها وهي تبثه حبها جعلت من أذنه قبل قلبه تتراقص فرحاً، وقلبه يخفق بجنون وبعشق بعد كلماتها العاشقه التي نزلت على مسامعه ودغدغت أوتار قلبه.
يا ترى ايه هيحصل بين ليث و فيروز ؟
يا ترى ايه هيحصل مع أدهم و سارة تانى ؟
انتظروا الفصل الجاى عايزه اعرف رايك فى الاحداث.
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية الضلع والضلع المائل { قلوب صعيديه الجزء الثالث سابقا } مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن