الفصل الثالث عشر

3.3K 50 5
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الثالث عشر

بقلمى/ هدير خليل

فى شقة أدهم بأحد البنايات الشاهقه الخاصه بالطبقه المخمليه ، كانت ذات ذوق رفيع و الوان مبهجه تجمع ما بين الاخضر العشبى و الليمونى و الاثاث من اللون الفضى و الابيض ذا طابع حديث ، كما انها واسعه تحتوى على صالون كبير و غرفه أستقبال و مطبخ واسع من الطراز الإمريكي و ممر  يؤدى الى خمس غرف غرفه كبيره ملحق بها مرحاض خاص بها لا يقل مساحه عن باقى أجزاء الشقه و أربع غرف صغيره نسبيا ملحق بهم أيضا مرحاض ،
كان أدهم واقفا فى المطبخ يعد طعام تحت نظرات جورى الغاضبه القوية و هي تزم شفتيها بغضب و تزفر بضيق و غضب عدة مرات ، كانت جوري تفكر كثيرا و في وسط شردوها اقتحم عزلة تفكيرها صوت أدهم بعد ان منحها أدهم نظرة متسائله على حالها ذلك قبل يهتف بها .
= هتفضلى واقفه كده كتير مش هتساعدينى  بدل ما انتى وقفه كده شغاله نفخ هتطيرينى من كتر ما انتى بتنفخى .
نظرت له جورى بقوة لتهتف بغيره واضحه .
= لا مش هساعدك لغاية ما تقولى مين ده اللى رميت نفسك عشانه قدام العربيه و كنت هتضيع نفسك و حياتك عشانه و مهتم به و بتعمل له الاكل بنفسك !!
ليلتف أدهم لها و يحدق بها بقوة قبل أن يهتف .
= يعنى هى أول مرة ارمى نفسى قدم عربيه .
رفعت أحد حاجبيها بـ إستنكار عقدت يديها أمام صدرها و قالت بتركيز بعد ان تنهدت
لتهتف جورى  بقوة و عدم تصديق
= لا بس ده غير .. ولا انت بتشبه بى ؟؟ انا عايزه اعرف هو مين ده ؟ انت اول ما كنت بتنقذه كنت بتنده عليه باسمه عرفت اسمه منين بقا ان شاء الله ؟
قبل ان يرد عليها أدهم سمع صوت باب الغرفة يفتح ليدير رأسه ، فوجد محمد يدلف خارجا من غرفته و يحرك عينه فى كل الاتجاهات فى الشقة و هو يستند على الحائط و يبحث على أدهم بعينه فهو لا يستطيع أن ينادى عليه ، عندما لمحه أدهم نظر له بجمود و هتف أدهم .
= كويس ان قومت يلا علشان تمشى .
محمد لم يستطيع النطق و لكن تحدثت عنه دموعه التى لم يستطيع السيطرة عليها و هبطت بغزارة على وجنته كسيول من قسوة كلمات أدهم له ، لتنظر جورى الى محمد بشققة و حزن و تنظر الى أدهم و هي ترمش عدة مرات و هي تطالعهم بتوجس و توتر و هى لا تفهم تحول أدهم بتلك الطريقه فجأه فهو كان منذ قليل يمزح معها و ينغشها و يقوم بتحضير الطعام من أجله ، لتهتف جورى بتعجب و قد اشفقة على حال محمد .
= ازاى يمشى و هو تعبان كده يا أدهم انت مش شايف هو متشلفط ازاى .
ليهتف أدهم بحدة و غضب بها .
= جورى متدخليش و ادخلى اوضته و اقفلى على نفسك الباب لغايه ما يمشى من هنا يلا .
اندهشت جورى من فعله أدهم الآن و حديثه التي يكونوا علي تناقض فعله و اهتمامه و خوفه منذ قليل لكنها صمتت فهى تعلم تمام المعرفه أنه يوجد سر اتجاه هذا الشخص و تصرفاته المتناقضة معه ، لتوجه جورى نظرة رجاء لأدهم  قبل أن تهتف لعله يرق قلبه و يستجيب لها .
= أدهم عشان خاطرى خليه لغايه ما يقدر يمشى أنت مش شايف شكله .
ليهتف أدهم بحزم و هو يحدق بها بقوة .
= روحى أوضتك و مش عايز اسمع اى كلمة تانى .
جورى كانت سوف تعترض و لكن أدهم نظر لها نظره لا تقبل النقاش ف تركتهم جورى و هي تزم شفتيها كالأطفال بغضب و اخفضت رأسها بألم و حزن فأدهم اول مرة يعاملها بتلك الطريقة القاسية و يحرجها و خاصة امام شخص غريب ، دلفت جورى الى غرفتها و هي شاردة في ماذا يخبئ عنها أدهم ؟ و من هذا الشخص ! و كيف عرف أدهم اسمه ؟ و ما سبب خوفه عليه و إصراره لإعداد الطعام له بنفسه و سبب غضبه منه ، و تزاحمة الأسئلة و الأفكار بعقلها و لم تجد لها أى إجابة ؟
بعد ان غادرت جورى اقترب أدهم من محمد و اخرج أدهم هاتف محمد من جيبه و اعطاه له و هو هتف به بحدة و عصبيه .
= خد تلفونك اتصل بحد ياجى ياخدك ، معاك ساعة و مش عايز اشوف وشك فى بيتى أنت فاهم .
نظر محمد  له بألم و قهر و هز رأسه بصمت و تناول منه الهاتف و هو يبكى و قام  بالضغط على عدة أزرار لأرسال رساله الى صديقه يطلب من ان يأتى ليأخذه لانه حدث له حادث ، و عندما رد عليه صديقه بسأله اين هو ليأتى له فورا فهو كان مرتعب عليه عندما خرج من السوبر ماركت و لم يجده و قد علم انه حدث حادث و لكن لم يستطيع ان يعرف اين ذهب ، لم يعرف محمد العنوان حتى يخبر صديقه به فأعطى الهاتف الى أدهم حتى يرسل العنوان الى صديق محمد العنوان ، أخذ أدهم الهاتف منه ، و نظر فيه ثم اعطاه الى محمد مره اخرى ، ليجيبه أدهم بهدوء عكس ما يدور بداخله ، و هو يهتف .
= كلامه و قوله العنوان فى ......
قام محمد  بأرسال العنوان الى صديقه فى رساله الذى اجابه انه قادم له على الفور و لن يتأخر ، طالع أدهم  محمد بتسائل و استغراب في حين هتف هو بهدوء ، ليهتف أدهم بتعجب .
= ليه متصلتش به ، و شغال تبعت له فى رسائل .
طالعه محمد بقهر و ألم على ما وصل إليه و لم يرد على أدهم ، و أخذ يكتب فى هاتف نظر له أدهم  بضيق  من تصرفه الوقح هذا و لكن حاول ان يسيطر على أعصابه و غضبه و يتركه و يذهب قبل ان يتهور و لكن محمد وقف امامه سريعاً و اعطى الهاتف الى أدهم ، ف نظر أدهم بضيق و كان سوف يتركه و لكنه وقع نظره على ما كتبه محمد و نظر بصدمة ، لتتشنج اوصاله فجاءة في ذهول من معرفته بأنه فقد النطق ، و لكن كان أدهم يشك فى الأمر فنظر الى محمد بنظرة تحمل الشك ، لذلك تناول هاتف محمد من بين يده ، و صار يبحث فى ارقام اصدقاء حتى وجد ضالته و قام أدهم بنقل الرقم الى هاتفه الخاص ثم ضغط على زر الاتصال ليهاتفه احدهم ، و عندما سمع رد الجانب الأخر ، ليهتف أدهم بترقب و هدوء و هو ينظر الى محمد بعيون صقر يفحص فريسته .
= الو السلام عليكم .. ممكن اكلم محمد .. هو مش ده رقم محمد أدهم .. طيب معلش ممكن لما تشوفه تخليه يكلمنى .. لا معرفش هو ايه حصله .. لا اله الإ الله لا مكنتش اعرف تمام مع السلامه .
أدهم نظر الى محمد يتفحصه بقوة و تساؤل ،
ليهتف أدهم  بهدوء .
= حصلك دى أزاى ؟ و ليه متصلتش بحد من أخواتك ياجوا يخدوك و اتصلت بصاحبك .
تتطلع محمد لهاتفه الذى بين يدى أدهم ، فنظر أدهم حيث ينظر ف فهم ماذا يريد فأعطاه الهاتف ، فأخذه محمد منه و أخذ يكتب له ما حدث معه ، و عندما وجده أدهم تاخر فى الكتابه لم يستطع الانتظار أكثر فخطف منه الهاتف و قرأ الجزء الذى قام بكتبته ليرفع رأسه و ينظر له بهدوء قبل أن يهتف أدهم ببرود و جمود .
= يعنى أمك و أخواتك طردوك ، و سيادتك مستحملتش و فقدت النطق تمام ، امتى صاحبك جاى .
نظر له محمد بحزن شديد و ألم و هو يحدث نفسه بقهر ، هل أصبح منبوذ من الجميع لتلك الدرجه و هل لا يريده احد لهذه الدرجه فسخر من نفسه ، أكان يظن ان والده سوف يسمح له بالبقاء بعد ان يشفق عليه و يعرف ماذا حدث له ؟ و لكن صدم بذهول عندما سمع سؤال أدهم له الهذه الدرجه اصبح والده يكره ولا يريد رأيته ؟ تركه أدهم فى وسط افكاره و حزنه و دموعه الذى لم تتوقف و سار بخطوات هادئه يخرج دون أن يهتف بحرف ، حتى ذهب الى المطبخ ليكمل اعداد الطعام ، فى هذا الاثناء اخرجت جورى رأسها بهدوء خارج الغرفة و دارت برأسها  يمين و يسارا لترى هل مازال أدهم موجود مع هذا الغريب ام لا ، و عندما نظرت وجدت محمد فقط فى الصاله و هو يبكى بألم و حزين فشعرت بشفقه كبيرة على حالته تلك ، تقدمت منه جورى بسرعه و مسحت له دموعه برقه و هي تمنحه نظرة حنونة و هى تطالعه ببراءه و هى تجلس بجواره قبل أن تهتف برقه و حنان .
= متبكيش لو زعلان عشان هتمشى انا هخلى أدهومى يخليك بس متعيطش أنا مش بحب اشوف حد بيبكى .
قبل ان يستوعب محمد ماذا تفعل ؟ أو من هى هذه الفتاة ؟ التي تشبه الملاك برقتها و حنانها افزعهم صوت أدهم الغاضب لتنتفض جورى بفزع و تتخشب اوصالها لتتصنم مكانها ، فلقد تحولت عينيه لكتله من السواد ، كان سواد يجعله شديد قسوة و برزت عروق نحره و كأنه على وشك التحول لوحش و يهتف أدهم بحدة و صوت هادر و هو يجذب جورى بعيداً عن محمد ، و هو يقول .
= جوررررررى انا مش قولت متطلعيش من اوضتك .
لتهتف جورى ببراءة و شفقه و هي تنظر لمحمد ، بحزن على وضعه و مظهره و هى تقول بتبرير .
= انا لقيته بيعيط ف عشان كده طلعت اتكلم معه عشان يبطل عياط .
ليهتف أدهم بها بحدة و غضب شديد و عينيه تتطلق شرارات و هو يقول بحده .
= ملكيش دعوه به ان شاء الله يولع يلا ادخلى اوضتك يلاااااا .
جورى انتفضت فزعا و ركضت بإتجاه غرفتها ، و هى تبكى و دموعها تلطخ وجنتها و هي في حيرة من قسوة و غضب أدهم المفاجأة لها ، اما عند أدهم الذى زفر بشدة بعد ان اختفت جورى عن انظاره ، ثم نظر الى محمد بغضب شديدة قبل أن يهتف به بحدة و هو يكشر عن أنيابه و يقول بحدة و تحذير و هو ممسك محمد من تلابيبه ثم قال بنبره تحمل التهديد .
= اياك اياك يا محمد تفكر تقرب من جورى تانى ، انت فاهم .
و فى وسط المشادة الكلاميه و التهديد من أدهم لفت نظر محمد نفور والده و كرهه الشديد و قسوته معه ، فنظر له محمد و ملامح مختلطه بمشاعر من الرعب و الحزن و الألم  و أماء برأسه عدة مرات بقوة بالموافقه و جلس محمد يفرك رأسه بتعب ينتظر صديقه أن ينجده من هنا فهو يشعر انه سوف يموت قهراً ، و لكن هل سينفذ محمد الكلام والده و تحذيراته ام سوف يكون للقدر رأي آخر .
شرد محمد بتفكيره عند تلك الفتاة ؟ من هي هذه الفتاة التي تشبه الملاك ؟! و هل سوف يصح له فرصة للتعرف عليها و رأيتها مرة اخرى !! نفض محمد رأسه عن هذا الهراء فهو لا ينقصه ان يغضب عليه والده أكثر .
بينما على الجانب الاخر عند أوس و مهره .
في غرفة يغلب عليها الطابع الرجولي ، حيث الجدران المطليه باللون الأسود و الرمادي و الاثاث الفضى و الاسود و السجاد الوثير من نفس اللون ، فتح  أوس القابع على ذلك الفراش الأسود المختلط بالرمادي عينيه و استيقظ  متأخرا من نومه ليتثائب بهدوء و هو مستكين ليشرد بقرار مهره و حديثه معها قبل أن ينهض من سريره و اتجه الى الحمام المتواجد بغرفته لينعم بحمام بارد مازال واقفا منذ أكثر من ساعه كامله يغمض عينيه بهدوء و قطرات الماء تنزل على جسده و تغطي الأرضية ليتنهد بهدوء و هو يرى صورتها تتمثل أمام عينيه بقوة ليقفل المياه ثم يتجه للخارج و هو يحاوط خصره بأحكام بمنشفه كبيرة  و الأخرى يجفف به شعره المبتل و بعد أن انتهى من عملية التنشيف و اتجه ناحية المرأه بعد أن أنتهى من ارتداء ملابسه ليطالع نفسه من خلال مرأته برضا كامل رفع يده ليسرح شعره إلى الخلف الذى زاده وسامة و جاذبية أكثر من قبل و ارتدي ساعته ورش عطره بقوة ثم وضع الزجاجة مكانها ثم تحرك أوس ناحية الباب ليفتحه بهدوء و يدلف خارجا يبحث بعينه عن مهره بكل مكان ، و هو يفكر ما هو قرارها الذى اتخذته و هل سوف تمنح لعلاقتهم فرصة أم لها رأي آخر ؟ حتى وجدها تجلس و هي تحمل بين يديها جهاز التحكم الخاص بالتلفاز الموجود امامها  لتشاهد مسلسلها المفضل ليحدق بها بقوة ثم يسير ناحيتها بهدوء فأعتدلت في جلستها تتابع خطواته البطيئة نحوها ليجلس بجوارها بهدوء و هو يتنهد ، ليهتف أوس بهدوء .
= صباح الخير .
لتجيبه مهره  بتوتر و هى تحاول التهرب بعينيها بعيداً منه .
= صباح النور هروح اجهز ليك الفطار .
نظر لها اوس بقوة و امسك بيدها و اجلسها مره اخرى و هو يحدق بها بقوة و مرت ثواني  قبل ان  يهتف لها .
= مش عايز افطر .. انا عايز اعرف قرارتى ايه يا مهره ؟
شعرت أن وجهها  يزداد سخونه من التوتر و الارتباك استدارات سريعا لتتفادي نظرات أوس لها التي تشعرها انها سهلة القراءة له ككتاب مفتوح ، فهتفت و هي تحاول التهرب منه و تقول بستهبال و هي تطالعه بنظرات متوترة على شاشة التلفاز .
= في ايه ؟؟
ليهتف أوس  بضيق و بنفذ صبر و هو يجذب وجهها له بهدوء .
= مهره متستهبليش انتى عارفه كويس انا بتكلم على ايه فاخلصى قولى قرارك ؟
لتزفر مهره بقوة و هى تسحب نفس عميق قبل أن تجاوبه و هي تحدق به لمعرفه رد فعله على ما ترغب فى قوله .
= انت عايز تكمل معايه ؟
ليجيبها أوس  بلامبالاة و هو يتجنب النظر فى عينيها و يقول .
= عادى انا بس حبب ادى علاقتنا فرصه مش أكتر .
لتهتف مهره  بأحباط و هى تنظر له .
= بس .. بس كده يعنى مش بتحبى ف عشان كده عايز تكمل معايه .
ليهتف أوس بتعجب من ردها عليه منذ متى مهره تهتم بالمشاعر و كلمات الحب و العشق هو لم يراه منها سوى الخبث و المكر ليقول لها بدهشه .
= هو أنا امتى اصلا لحقت احبك .. انا قبل ما اتجوزك كنت بعتبرك زى ماسه و لما تجوزنا سيادتك عشتى فى دور الشريرة و دلوقتى عايشه فى دور الاستعبط .. هو امتى انتى خلتينى اشوفك ست عشان احبك دا انتى محسسنى انى عايش مع واحد صاحبى .
لتنهض مهره بعصبيه و هي تتطالعه بغضب واضح و الشرار يتطاير من عينيها قبل أن تهتف بقوة و غضب ، فهذا الغبى قد جرح انوثتها بهذا الكلام لتصرخ به بحده و هى تهتف بكل ما يخطر على بالها بدون تفكير .
= بقى أنا واحد صاحبك يا معفن مش كفايه متجوزه واحد زيك كمان انت اللى مش عجبك بجد هزلت .
ليمنحها أوس نظرة سخرية قبل أن يهتف لها باستفزاز و هو يشير على نفسه بغطرسه و غرور لاق به و هو يقول .
= زى ؟! هو انتى كنتى تطولى يا بايره انك تتجوزى واحد زى ، دا انا البنات بتموت عليا بس هى النفس .. بس هقول ايه بقا فى النصيب اللى وقعنى فى واحدة زيك .
لتنظر له مهرة بسخرية و استهزاء و هى تهتف .
= ايوه معك حق هو نصيب زى وشك العكر هنقول ايه ؟ بس يا بابا لما تحب تحور على حد حور على حد غيرى و بلاش شغل ان البنات هتموت عليك ما انا عرفه ان البنات دى اللى هى أمك و اختك .
ليهتف أوس بمكر لها و عينيه لا تغادر وجهها .
= يعنى مش مصدقه انهم هيموتوا على كلمه منى .
لتنظر له مهره بستهزاء ، ليجيبها أوس بتحدى .
= طيب انتى اللى جبتيه لنفسك .
أخرج أوس هاتفه من جيبه و قام بضغط على عدة ازرار و قام بمهاتفة أحد الارقام و قام بفتح الاسبيكر و هو ينظر لها بقوة و خبث و كانت أحد صديقته فى الكليه ، و عندما استمع إلى رد الجانب الأخر و هتف بمرح و هو ينظر لوجه مهره بتفحص حتى لا يفوته اى رد فعل منها .
= ألو ازيك يا يويو ايه اخبارك وحشتينى .
عندما استمعت صديقته لصوته هتفت بفرحه ظاهره فى صوتها .
= أوس مش معقول ! فينك يا بنى بطلت تاجى الجامعه هو انت ناوى تشيلها السنادى ولا ايه ؟
ليجيبها أوس بهدوء و هو ينظر الى مهره بهدوء .
= ما أنا متصل بيكى عشان كده معلش لو هتعبك معايا كنت عايز المحاضرات منك عشان الحق الم كل اللى فاتنى قبل اضيع .
لتهتف ايه بدلع و دلال زائد و هى تقول .
= انت تأمر يا أوسي .
لتحدق به مهرة بغيظ و غيره قبل أن تقوم  بسحب الهاتف منه و لكن أوس سبقها و اغلق معها المكالمه سريعا ، حتى لا ترتكب احدى حمقاتها ، و هتف أوس بسرعه و هو يحدق بعيون مهرة بقوة و مرح .
= طيب سلام يا يويو هبقا اكلمك بعدين .
لتهتف مهره بغيظ و غيرة و وجهها احمر من الغيظ و هى تهجم عليه و تحاول ان تتناول منه هاتفه .
= أوسها ها ؟ و ده من أمتي ؟
ليهتف أوس و هو يرفع حاجيبه باستفزاز و مكر .
= مادم بتغيرى ليه بتكابرى ما تقولى انك متنيله على عين أهلك بتحبينى .
لتحدق مهره في أوس بغيظ و اختنقت العبرات بحلقها و هي تضربه فى كتفه بغيظ و هى تردف بعناد و غضب و كبرياء أنثى .
= مين دى اللى بتحبك أنا مش بحبك ، طلقنى دلوقتى طلقنى اممممم .
ليخرسها أوس بقبله شغوفة عميقة كان يقبلها بشغف جامح على شفتيها أغمضت عينيها تتلذذ قربه منها و هي تستمع لضربات قلبها تكاد تخترق جدران المكان ، و حملها بين يديه بهدوء ليتجه بها  ناحية غرفته دون أن يفصل قبلتهم وضعها على السرير ، اخيرا استطاع أوس أن يبتعد عنها و يبتعد و يفصل قبلته و يبتعد عنها قليلا ، حتى يجعلها تأخذ نفسها و هو كذلك ، و رفع نظره لعينيها ليراها مغمضه العينين و شفتيها متورمة إثر قبلته و وجنتيها تكاد تنفجر من الحمرة و بدأ صدرها يعلو و يهبط من فرط السعادة لينظر لها بحب و هو يثيره ذلك المشهد أكثر ليعود يميل بشفتيه و يعانق شفتيها لينهال من نهر عسل شفتيها بعدد لا نهائي من القبلات الساخنه الجامحه التى اذابته ، فكانت تحاول ابعاده و لكنه يتعمق اكثر و كلما حاولت الابتعاد كان يتعمق اكثر  فلم يكن امامها سوى ان تبادله الشغف بشغفه ، جماحه بجماحها .. لفت يديها حول عنقه لتقربه منها و هو يقبلها بعدة قبلات مغلفة أخرى بالهدوء و الشغف و المشاعر الذى لا يعلم مصدرها .
و بعد مرور بعض الوقت لا يعلمون مقداره خرج أوس من الحمام الموجود بالغرفة و هو يلف منشفه حول خصره فقط و يجفف شعره بمنشفه اخرى فسمع صوت بكاء مهره ف ابعد المنشفه عن وجه و اقترب منها و جلس بجوارها على السرير و هتف و هو يتفحصها بقلق .
= مالك يا مهره بتبكى ليه ؟ فى حاجه بتوجعك .
مهره لم ترد عليه و جذبت الغطاء عليها أكثر ، و زداد صوت نحيبها مما زاد من خوف أوس عليها ، و حاول أن يبعد عنها الفرش حتى يراه ما بها و هو يقول .
= خلينى اكشف عليكى و اشوف مالك .
مهره هزت راسها بالنفى و هى مازالت تبكى و تحاول ان تخبأ وجهها فى الوساده ، فأخذ اوس يمسح على رأسها برقه و حنان و هو يهتف بهدوء .
= طيب قوليلى فيكى ايه ؟ ايه اللى مزعلك ه....
صمت أوس فجأه و قام مبتعد عنها كإنه لدغ من افعى و هو يقول بعدم تصديق و غضب .
= أنتى بتبكى عشان اللى حصل ما بينا ، ايه قرفانه منى ولا ندمانه ولا ااااايه ؟ بتبكى لييييه ؟
مهره لم ترد عليه و اكتفت بنحيبها ، فصرخ بها أوس و الشرار يشتعل فى عينه من فكرت انها من الممكن ان تكون قد ندمة على ما حدث بينهم و تشمئز منه ليصرخ بها بغضب .
= ردددددى عليا .
اجابته مهره بصوت متقطع من البكاء و الحزن يشوبه .
= أنت .. هتعمل .. زى .. المرة ..
هتف أوس بها بحده فهو لا يفهم ماذا تقصد بحديثها هذا .
= فى ايه ؟ انا مش فاهم حاجه منك بطلى عياط و قوليلى في ايه .
لم يحصل منها سوا البكاء ليجذب شعره الى الخلف بعصبيه قبل ان يقترب منها مرة أخرى و يجلس بجوارها و جذبها الى حضنه عندما شعر بارتجاف جسدها ، فهذه ليس تلك المتمرده العنيده القويه التى يعرفها ماذا حل بها ، فهتف بهدوء و هو يحاول ان يسيطر على اعصابه حتى يفهم ما بها .
= مالك ايه اللى حصل انتى تقصدى ايه بكلامك انا مش فاهم منك حاجه ؟
مهره احتضنته و استمرت فى البكاء حتى نامت ، فهى لم تستطيع ان تريحه و تجيبه على تلك التسألات التى اخذت تتخبط فى رأسه ، فهمس لنفسه .
= أنا مبقتش عارف مالك يا مهره ؟! بس برغم انك أكبر منى بس بحسك زى بنتى عشان كده صابر على تصرفاتك دى .
أوس قبل رأسها و نام بجوارها هو الاخر ، فهو لا يرغب فى ان يفكر فى المزيد سوف يدعها ترتاح و تهدأ و هو كذلك ثم يتحدث معها فيما حدث معها عندما تستيقظ .
أما على الناحية الاخرى عند حمزه الذى انفصل عن ياسمين الذى لم تستوعب بعد انها هى السبب فى ضياع و بعد زوجها عنها ، فهو تركها فى بيت العائلة و سافر الى عمله و وافق على مهمه سافر حتى لا يراها ، برغم من انه لم يبقى مع صغيرته كثيرا فهو كان يعتقد أن معاملة ياسمين له بعد الولاده سوف تختلف ، و لكن تفاجأ انها مازال لا تضيق قربه و تغضب من ابسط كلماته لذلك قرار الابتعاد و لكن البعد لم يزيده الإ عذاب و أكثر ما يجرح قلبه أن يلقى الاهتمام من الغريب ، و هذا ما زاد وجعه أكثر ، فهو قد تعرف على فتاه كان يقوم بحراستها لدواعى امنيه فتعلقت به ، و اثارت به ما لم يجده مع ياسمين و يفتقده مع زوجته و محبوبته المعذبه له .
قرار أن يهاتف والده حتى يطمئنه عليه و يطمئن على صغيرته .
= الو ايوه يا بابا .. انا كويس لا مش هنزل اجازه دلوقتى .. معلش يا بابا هى ظروف شغلى كده .. و أنا وحشتنى ملحتش اشبع منها هى معاك دلوقتى ، طيب انا هكلمك فيديو كول عايز اشوفها ربنا يخليك لى يا حج و ميحرمنش منك .
عندما اجرى حمزه مكالمه فيديو أول ما لحظته عينيه ليس ابنته بل رأى ياسمين و هى تغادر المكان حتى لا تحادثه بالتأكيد فأخذ ينظر لمكان مغادرتها بشرود و يفكر لما تفعل به هكذا لما لم تحبه يوماً ، قطع عليه شروده صوت والده حازم الذى قال بتعجب من صمته .
= مالك يا بنى ما تكلم بنتك .
افاق على صوت والده و نظر الى ابنته التى تنظر له باستغراب و تغمغم ببعض الاصوات الذى لا يفهم منها شئ ف اجتمعت الدموع فى عينه فصغيرته جميلة مثل والدتها و ابتسم بتلقائيه عندما وجد ابنته تبتسم له فنطق لسانه بتلقائيه و دون شعور .
= فرحتى .
نظر له والده بتعجب و هو يقول .
= فرحتك مين يا حمزه ؟ انت كمان نسيت اسم بنتك ؟ دى ملك بنتك .
حازم و هو يهز رأسه بالنفى و هو يملئ عينيه بالنظر لصغيرته بحب و هو يهتف .
= لا انا هغير أسمها و خليها فرحه علشان هى فرحت قلبى و عوض ربنا لى فى الدنيا .
هتف حازم بحزن على ابنه و حاله هو و زوجته و تلك الصغيره التى حرمت من المكوث معه بدون ذنب ترتكبه غير انها جاء الى ابوين غير متفاهمان .
= اعمل اللى يريحك ، ربنا يريح قلبك يا بنى و ترجع لينا بالسلامه .
هتف حمزه خلف والده بتأمين على دعاءه ، و قرار ان ينهى المكالمه فهو لم يعد يستطيع تلك النغذه التى شعر بها عندما وجد ياسمين تغادر المكان .
= آمين ، طيب يا بابا انا مضطره اقفل بوس لى فرحه و سلم لى على ماما مع السلامه .
هتف حازم و هو ينهى المكالمه معه .
= مع السلامه يا حبيبى فى رعاية الله .
بعد أن اغلق حمزه مع والده اشتعلت عينيه بالحياة من جديد فهناك فرد ينتظره إذا فل يجمع عائلته التى تفرقت و قرار فى البدايه ان يعد تربية تلك المتمرده على حبه ، فأمسك بهاتفه و كتب رساله و ارسالها و من ثم أغلق هاتفه نهائياً و على وجه ابتسمت عبثه ماكره .
لا نعلم الى ماذا يخطط حمزه و لكنه بالتأكيد لن يكون بشئ هين تلى ياسمين و لن يكن امامنا سوا الانتظار لمعرفت ما الذى ليخطط لفعله معها .
يتبع .
******

رواية الضلع والضلع المائل { قلوب صعيديه الجزء الثالث سابقا } مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن