الفصل السابع و الخامسون

2.2K 39 0
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل السابع و الخامسون
بقلمى / هدير خليل

قام سليم بهز والدته بقلق وفزع عليها ليخرجها من شرودها و يمسح دموعها بحنان بيديه الصغيرة، فـهو ظل يتابعها بعينيه بقلق بسبب حالتها شاردة تائهه منخرطة بالبكاء صامت و بشرتها قد إحمرت من كثرة بكائها وانفعالها الأمر الذي ادهش واقلق صغيرها عليها وهو يحدثها بحنان متسائلاََ عن سبب شرودها  وبكائها المفاجئ.
غمغم سليم الصغير  متسائلاََ بقلق وهو يضع كف يده على كف يد والدته.
= ماما انتى كويسه ؟ انتى بتبكى ليه؟
لتبتسم ماسه بحب و هى تحتضنه بحب وحنان وتقبل رأسه وهي تتحدث بهدوء وحب و تطبطب على كف يده بيدها الأخرى وهى تقول.
= انا كويسه يا حبيبى بس عينى دخل فيها حاجه ... يلا روح البس هدومك يلا عشان نروح عند جدو .
ليومأ سليم برأسه بالايجاب وهو يهتف بفرحه وطاعه وسعاده لرؤيته لجده.
= حاضر .
ذهب سليم من امام ماسه بسرعه وهو يقفز من الفرح لرؤيته اجده أدهم الذى يعشقه، وذهب لأخذ ثيابه وتوجه الى المرحاض حتى يتجهز ويذهب مع والدته لمنزل جده ،  و بعد ان غادر سليم رفعت ماسه رأسها ناحية باب الغرفة لتتفاجأ بوجود زين الذى كان  يقف أمام الباب و هو يتكئ على الباب ويلف يديه تحت صدره ويطالعها بهدوء قبل أن يحدثها بحزم وهو ينظر داخل عينيها بهدوء مريب ويردف بجدية وحزم.
= متنسيش معادك مع الدكتور النهارده .
لتتنهد ماسة بعمق و هى تنهض من مكانها بهدوء و تتقدم من زين بخطوات متمهلة بطيئة وتقف أمامه وهي تطالعه بهدوء وتحدثه بحنق و نفاذ صبر.
= أنا عايزه ارجع بيت أهلى كفايا لغايه كده انا عايزه اطلق.
ليعقد زين حاجبيه بعدم رضاء، وكور قبضه يده بشده منعاً لنوبه غضب تجعله يفتك بها فها هى تستفزه ببرودها وبلاهتها، لكن رغم ذلك ظهر غضبه مشتعل فى عينيه وقد إحمر وجهه غضباََ ليتكلم  بحده وغضب وعصبيه فكل ما يشغل باله هو سليم الصغير هو لا يهتم لأمرها.
= ابن اخويه مش هيطلع من بيته عايزه تطلعى انتى براحتك انا مش مسك فيكى.
ماسه بعصبيه مماثله لعصبيته واندفاعه، فهي استفذتها تلك الكلمات كثيرا لتهتف بسرعه البرق و بقسوة وتتحدث بنبرة مشدوهة حانقة وهي تطالعه بحقد وغضب و تنتفس بقوه وصدرها يعلو ويهبط بحركات تنفسية غاضبة.
= أنا مش هسيب ابنى ليك يا زين كفايا انه واخد طبعك الزفت ده و بقلدك فى كل تصرفاتك.
توقف زين بجمود وهو ينظر  إلى عينيها بدقة
و عيناه بـ عيني الأخرى لم يزيحها ويتحدث ببرود قاتل وقاسي ولم يبالي لكلامها ولا حدتها وهو يعتدل بوقفته بجمود.
= كلامى مش هعيده سليم مش هيطلع من بيته.
أخرجت ماسه تنهيده حاره من جوفها وهي تعكف حاجبيه بحنق، محاوله التحكم في انفعالاتها و السيطرة على غضبها، لتتكلم بصوت هادئ ورزين فالغضب و الانفعال لن يجدى نفعا مع زين لذلك عليها التحكم فى اعصابها امامه.
= أنا مقولتش انى همنع سليم ياجى هنا هو اصلا متعلق بيك بس انا عايزه ارجع اعيش مع أهلى و ابن اخوك كل ما تعوز تشوفه هجبهولك أنا معترضتش على كده فى الاول و الأخر أنت سنده و اللى هتقف فى دهره علشان من دمك و صلبك هو ملهوش غيرك.
ليأخذ زين نفساََ عميقاََ و يزفره بـ هدوء وهو يطالعها بهدوء ويعيد حديثها برأسه فـهي أصابته بحديثها، لقد تغيرت كثيرا ماسه  وأصبحت أفضل من السابق بكثير، فمنذ أن بدأت علاجها مع الطبيب النفس الذى ذهبت اليه بعد أن طلب منها والدها هذا ، أصبحت اكثر هدوأ و اقناعاََ و رزانة وحكمه ويمكنها تحمل المسؤولية ، هو لا يستطيع أن يمنعها من حقها فالاختيار و ان تعيش و تمارس حياتها كما ترغب فـ هو يحرمها حقها فيه كزوجه له لا يريد ان يحاسب عليها و يتحمل هذا الذنب برغم انها هى أيضا تفضل هذا الوضع، و لكن الي متى سوف يستمر وضعهم هكذا، فـ هو استقر وصلح الحال بينه و بين حبيبته وزوجته  صفاء، و قد مّن الله عليهم و رزقهم  بـ طفلته الصغيره (قمر)، و حياته مستمرة ومستقرة كما كان يرغب و لكن ماسه توقفت حياتها منذ ان دخلت حياته ويجب عليه إن يعطيها حريتها فى اتخاذ القرارات التي ترغب بها لتستقر وتستمر حياتها وإن يساعدها ويساندها بذلك فـهو قد أتم رسالته معها و وصية أخيه ايضاََ ان يقف جوارها برغم انه فى البداية كان لديه رغبه فى الانتقام منها لانها السبب فما حدث لأخيه ولكن فى النهاية اكتشف انها تحب اخيه ولم ترغب فى أذاه ابدا لذلك يكفي الى هنا، هي بشر ومن حقها إن تعيش كما تريد وإن تنعم بالاستقرار لكنه لا يستطيع الابتعاد عن سليم الصغير  فـ هو يشعر انه ابنه من صلبه و ليس فقط ابن أخيه، فـهو يشعر ان سليم سنده وليس العكس فهو قد نشأ على يديه وتعود على وجوده حوله وامام عينيه، ويحبه أكثر من أن يحب ابنته، فكيف سيقدر على مفارقته وعدم رؤيته يومياَ وبكل وقت، لكنه يجب أن يتخذ قراره ويعطيهم حرية القرار والاختيار.
ليخرج  زين تنهيدة حارة من جوفه وهو يتحدث  بهدوء و حكمه وهو يطالعها بجدية ويعطيها نظرة مطمئنة.
= كل شئ فى وقته ... سليم واعى و فاهم أنا هتكلم معه و لو متقبل فكرت انه يروح و ياجى ما بينا وقتها هديكى حريتك اللى عايزها.
لتومأ ماسه برأسها لأعلى واسفل بالايحاب  و هى تنظر له بامتنان وتبتسم بخفه وهدوء وتهتف برزانة وجدية.
= شكرا انا عارفه انى كنت عليك حمل تقيل ب الذات طول فترة علاجى بس يمكن لو انت مكنتش موجود فى حياتى يمكن كان سليم مكنش طلع شخصيه سوايه و عقله كده برغم من سنه.
ليبتسم زين بخفه وهو يجيبها بجدية وهدوء.
= انا عملت كل ده علشان اخويا و ابنه ف مفيش داعى ل الشكر ... يلا روحى اجهزى علشان اوصلكم.
ماسه هزت رأسها سريعا بالإيجاب و بابتسامه بسيطه قبل أن تلتفت وتغادر من أمامه لتتجهز للذهاب إلى منزل والدها كما طلب منها لزيارته فاليوم اجتمع اخواتها ويريدها بينهم ، وهي تشعر بسعادة غامرة من فكرة رجوعها لأهلها والبدء من الجديد والاستقرار بحياتها هي وصغيرها.
ليهتف زين بحيرة وضيق في نفسه وهو يراجع حديث أخيه وماسه بعقله.
= يارب عينى على بعده انا مش عارف كيف هقدر ابعده عنى بس هو دا الصح ... انا نفذت وصيتك يا سليم بس اكتر من كده ياخوى مش هقدر اظلمها الله يحرمك يا غالى.
على الجانب الأخر كان ليث يجلس على الدرج  أمام باب المنزل و هو يلتهم سجارته بـ شرود فى حياته الذى انقلبت رأسا على عقب منذ أن دخلتها تلك الفيروز اليها ، أغمض عيناه ألمًا وحزنًا لماض قاسي ورطه معها ليصبح الماضي كابوس بشع ومفزع وقد مال على الحاضر ليدمره، لم ينكر انه  كان يشك بـ حقيقة نواياها معه واتجاه، ولكن قلبه هدم كل شئ و جعله يقلل من اتخاذ حذره وقلب الكثير من الموازين، فـماضيه المتوحش معها قد تحول إلى حاضر مُرعب وقاسي جعله يعاني منه الويلات بقربها و حتى فى بعدها عند هروبها منها فى العمل ، غصه مريره تشكلت بحلقه عند ذكر اسمها ليتنهد بألم كبير وهو يغمض عينيه بقوة كل الحب الذي ربط قلبه بها، وهي أيضا كانت تتغنى وتتشدق أمامه بكلمه احبك وعن مشاعرها معه، فـهل كان كل هذا عباره عن وهم كبير قد خرجت منه أخيرا ، ليخرج ليث  تنهيده حاره من جوفه وهو
يرى شريط حياته معها يمر أمامه كعرض مسرحي هزلي، وضع ليث يده على شعره وكلما تعمق بشروده لتصرفات فيروز الذى لا توحى له الإ بالخيانه الذى ينكرها قلبه يشتد بقبضته على شعره وهو يحدث نفسهمن بين أسنانه بغضب هادر ويلعن ويسب قلبه اللعين الذى اوقعه بها، أنتفض خارجاً من شروده على صوت والدته الذى قطع عليه تفكير والشرود بفيروز وبماضيهم وحاضرهَم معاََ، وهو يعلم من تقاسيم وجه والدته الغاضبة وقدومها له مثل العاصفة بأنها وصلت أعلى مراحل الغضب وعلم ان والده قد فعل شئ ما ليستفزها ويجعلها تأتى اليه ، فقد تعمد أدهم إستفزازها ليوصلها لأعلى مراحل الغضب والغيرة حتى تتخلى عن موجه البرود التي اعترتها مؤخراََ  فـأكثر ما يكرهه أدهم هو التجاهل والبرود والجفاء خصيصاََ اذا صدر منها هي ، فهي حقاََ قد علمته معنى البرود والغضب في آن واحد و معها كره الاثنين ، لتهتف سارة بغضب عارم وعصبية وهي تطالع ابنها بنظرات نارية مشتعلة من الغضب.
= فى ابوك يا ليث .
ليتحدث ليث بمرح بابتسامه متسعة على أفعال والديه ومشاكستهم لبعضهم التي ستصبيه بالجنون يوماََ ماََ، فهما أصبحا مثل القط والفأر كل يوم مشاكسات ومغامرات ليبتسم ليث باتساع وهو يهتف متسائلاََ بمرح.
= ايه يا ست الكل اللى معصبك كده ؟ دا حتى مخدتيش ليث حبيبك فى حضنك تسلمى عليه بعد الغيبه دى.
لوت سارة  شدقها باستهزاء وهي ترد عليه بـحنق وسخرية  ورفعت حاجبيها وهي  تتساءل بـإمتعاض وتلف يديها تحت صدرها بغيظ من حديثه.
= دا على أساس انك عبرة اهلى من وقت ما رجعت ما أنت جيت رميت الشنطه فى البيت و سلمت عليا زى ما تكون بتسلم على واحد صاحبك و طلعت تجرى على ابوك و من ساعتها وش الضيف.
ليجيبها ليث بهدوء وهو يحك خلف راسه بحرج.
= ما أنتى عارف أن بابا بعت لينا علشان يقطم فينا زى كل مرة.
أمتعضت ملامح ساره  لترد عليه  بسخريه  وهي تنظر إليه  بـ إزدراء واشمئزاز مصطنع وهي تهتف بسخرية واستهزاء.
= على أساس أن فى حاجه بتقطع فيكم وسع كده خلينا اشوف ابوك فين ؟
ليقطع ليث الطريق على والدته ويقف أمامها مانعها من إكمال طريقها وهو يحدثها بمرح وشقاوه وابتسامه متسعه قبل أن يقطع حديثه متأوهاََ وهو يمسك رقبته ويلتفت لأبيه متسائلاََ بحنق.
= لااااااا احنا معندنش حريم تقابل خطيبها فى بيته و.... آآآآه فى ايه يا حج ؟
اخذ أدهم عميق للغايه ثم زفر به بنفاذ صبر  وغيظ وهو يحدث ابنه بضيق وغيرة وحدة، فأبنه الأبله لا يفكر ابداََ بل أفعاله سابقة تفكيره دائماََ، كيف يوقف والدته هكذا امام المارة ويحدثها، وهذه البلهاء لما تقف هكذا هل جنونها وغصبها وغيرتها الغوا عقلها ليطالعهم بملامح ممتعضه ونظرات حادة شرسة لكليهما .
وهو يتمتم بضيق وغيرة وهو ينظر لأبنه بغضب وشراسة.
= عايز تتكلم مع أمك متوقفهاش الوقفه دى ممكن حد معدى يشوفها ولا انت عملها فرجه للرايح و الجاى ادخل جوه و اتكلموا .
ليحمحم ليث بأحراج وهو يهتف بخجل وحرج من والده.
= احم .. معلش مخدتش بالى .
نظر لها أدهم  بغيرة عمياء و ضيق وغضب وحدة وهو يعكف حاجبيه بحنق وشراسة من أفعالها التي تصبيه بالجنون،ثم ابتعد قليلاََ عن مدخل باب المنزل حتى يسمح لـ سارة بالمرور كي تدلف للداخل قبل إن يراها احد ما حتى يتجنبوا حديث الناس الذى لا ينتهى، وعندما مرت من جانبه واشتم عطرها الذى يأسره ويخدره تملكته الرغبه في معانقتها بشدة حتى يدخلها بين ضلوعه ومعانقة شفتيها بقبل مره بعد مرة وعده مرات قبلات مغلفه باللهفه والجنون ، أبتلع ادهم لعابه بتوتر بالغ وهو ينظر إليها بـطرف عيناه وهي تتهادى بـسيرها أمامه ومن جواره و عندما همت سارة أن تدلف لداخل المنزل، وجدت أدهم  يستعد لـ المغادره ولن يدخل معها، لتتوقف عن أكمال طريقها وهي تلتفت له بملامح غاضبه ثم تتحدث بغيرة و بحده وشراسه وهي تقعص ملامحها استغراباََ وتهتف بتساؤل.
= أنت رايح فين ؟
اخذ أدهم نفساً عميق للغايه ثم زفر به بحنق ، فبرودها فى التعامل معه يمزقه إرباً من الداخل لكنه لا يستطيع التفوه بحرفاً واحد فهو من  يستحق بل يستحق اكثر من ذلك لأنه تركها سابقاََ ولانه كان يعاملها ببعض البرود والجفاء، وجعل الاخرين للتدخل بينهم ومعاملتها بقسوة هو لا يرضاها لها، ولم يتحدثوا ويصلحوا ما بينهم ويعيدوا حياتهم كما السابق ، فكيف له أن يفعل هذا بمعشوقته، فهو يعشقها بجنون مهما فعلت، التفت لها أدهم ونظر لها بضيق وغيظ وعندنا هم بالرد عليها وقع نظره على ليث الذى وجد ملامحه لا تبشر بالخير وعيناه  قد أصبحت دخانيه وداكنه وتطلق شرارات نارية من غضبه المتصاعد ويصك أسنانه بغضب عارم وقد توحشت عيناه اكثر واكثر ، وهو يطالع شاشة هاتفه بأعين متسعه من الصدمة متصنماََ بمكانه ولم ينبث بحرف واحداََ بعد، وقد جحظت عيناه كادت ان تخرج من محجره، فـهو لا يصدق ما تراه عينيه، أحس بكل جزء من خلايا جسده يئن ويتمزق مما يراه وقد أظلمت الدنيا فجأه أمام عينيه،
لتقدح عيناه شراراً بغضب هو يتوعد لهم بالأسوأ اذا كان ما يرى أو وصل له حقيقة.
طالعه أدهم بقلق و بلهفه كبيرة وقلبه يخفق بجنون من القلق، وهو يحدق بأبنه الذى تبدلت ملامحه تماماََ واصبحت لا تبشر بالخير واختفت ابتسامته و أصبحت عيونه مظلمه داكنه من الغضب وهو على وقفته متجمداََ بمكانه ليتقدم منه أدهم بضع خطوات ويسأله بنبرة مشدوهة.
= فى ايه .. مالك ؟
ليث لم يجيب والده بل هو بالاساس لم يسمعه ف هو كان كل تركيزه منصب على شئ ما يشاهده فى هاتفه قبل أن يلقيه بغصب فى على الحائط ثم ركض مهرولاََ لداخل المنزل كأعصار وهو يهرول طابعاََ اقدامه على ارضيه المنزل بعنف وقوة كقوة شخصيته، دلف لداخل المنزل وهو يصرخ بصوت جهوري بأسم زوجته وهو يتنفس بغضب وصدره يعلو ويهبط بوتيرة سريعه مما رأه وهو يكور قبضته بغضب وشراسة فهو كان يشبه أعصار تسونامي.
= فيروززززززز فيروززززززز .
دلف أدهم للداخل سريعاََ خلف ابنه الذى يصرخ ويركض كالثور الهائج ومن خلفه تتبعه سارة التي اعتراها الذهول وهي تتابع ما يحدث بصمت واستغراب ، اجتمع كل من فى البيت على صوت صراخ ليث الغاضب و هو يبحث مثل المجنون على فيروز الذى لم يجدها بكل شبر من أركان المنزل وعينيه تطلق شرارات ناريه ووجهه قد إحمر من الغضب، وهما يطالعونه باعين متسعه و  جاحظه من الذهول ويقعصون ملامحهم استغراباََ من حالته وعندما تأكد من شكوكه انها ليست بالمنزل ولا بمكان قريب منه هم بمغادرة المنزل بغضب وجنون وعقله مشتت ليتحرك أدهم سريعاََ ويوقفه و هو يمسك بذراع ليث يمنعه من مغادرت المنزل وافتعال كارثه وهو بهذه الحاله التي لايرثي  لها .
ليطالعه أدهم بغضب وهو بهتف متسائلاََ بحدة.
= أنت رايح فين ؟ ما تفهمنا فى ايه ؟ ايه اللى حصل جننك كده ؟
ليصرخ ليث بهم بغضب وبصرخات تصم الاذان وأرتجت لها الجدران كان يصرخ بصوت جهوري عالي افزعهم جميعاََ، فقد كان كالثور الهائج وقد نسي تماماََ مع من يتحدث فهو أصبح لايعي ولا يرى أمامه وكل تفكيره مُنصب زوجته و على كيف جعلها تعانى و تتألم قبل هلاكها بأكثر الطرق وحشيه.
ليهدر ليث بغضب عارم وقد توحشت عينيه و اخذ عرقه النابض ينبض بعنف بين ثنايا رقبته.
= ابعد عنى و الله ل اقتلها بت ال**** دى
نفض ليث يديه من بين يدي والده بقوة وهو يزيح يديه بعنف بعيداََ عنه، وهو يسير بغضب يلتهم الأرض و طابعاََ قدميه على أرضية المنزل الرخامية بخطوات واسعه قوية بل تكاد ان يركض محاولاََ مغادرة المنزل سريعاََ رغم محاولات ابيه بمنعه، اما البقية فهم واقفين مذهولين فاغرين افواهم وجاحظين الأعين، لا يعلمون ما به وماذا أصابه، وماذا حدث معه؟ والي أين هو ذاهب وعلى ماذا ينوي بالأساس؟!!
صك أدهم أسنانه غضبا وهو يغرز أصابعه في قبضته، وقد جحطت عيناه من مكانها بسبب أفعال ابنه الجنونية، وظل أدهم  يتابعه بأستغراب وهو يدور بالمنزل ويزئر كالأسد المجروح، لكنه فاض به الكيل ليصرخ به بغضب وعصبية متسائلاََ عن سبب جنونه ودورانه فالمنزل حول نفسه كالأعصار.
ليهتف أدهم بعصبيه وغضب وهو يطالعه بحدة وشراسة.
= مش هتطلع من هنا غير لما تفهمنا فى ايه ؟
ليغمض ليث  عينيه وهو يعيد ما رأه على هاتفه والكلمات والصور السامة التي تخبره بوضع زوجته الان ، قلبه بات يخفق بجنون لم يعرف له مثيل من قبل ! أحس بكل جزء من أجزاء جسده يتمزق ويئن!  أظلمت عينيه واصبحت داكنة وهو يزئر بجنون  كالاسد الجريح الذى تم حبسه بقفص وهو يحاول الابتعاد من امام والده الذى يتصدى له ليهز ليث رأسه بقوة َجنون وهو يصك أسنانه غضباََ وهو يؤشر بسبابته على والده بعصبية و يهدر بغضب عارم وأستنكار.
= عايز تعرف فى ايه ؟ فى ان بت ال*** اللى اجبرتنى اتجوازها علشان الزفت التار بتستغفلنى و تخونى مع ابن خالتها و الوسخ اللى بتخونى معه بعت لى صورها و هى فى حضنه عرفت في ايه ؟
لم ينتظر ليث اكثر من ذلك، لم ينتظر أن يسمع أى كلمة اخرى من أحد، ولم يبالي لهم وكأنهم لم يتحدثوا خلفه ولم يبالي لحديثهم تماماََ، وتركهم بصدمتهم واندهاشهم و غادر البيت بغضب كأعصار محملاََ بجمرات نارية قادرة على حرق كل من يقف أمامه و البلد بأكمله وجعله كحفنة من الرماد.
ايه رأيكم فى الفصل و توقعتكم للاحداث ؟
انتظروا الفصل القادم
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية الضلع والضلع المائل { قلوب صعيديه الجزء الثالث سابقا } مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن