رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث } .
بقلمى / هدير خليل .
خرج أدهم من الحمام و هو يرتدى بنطلون قطنى و تيشرت و يجفف شعره بالمنشفة صغيرة ، و عندما رأته مروه صفرت بأعجاب و هى تقترب منه تتهادي في سيرها ، عندما سمع ادهم صوت صفرتها ابعد المنشفه عن وجهه و نظر لها وجدها قريبه منه جدا بل تكاد أن تلتصق به ، لينظر لها أدهم بعينيه متسعه من تصرفاتها الغريبه تلك و اقترابها منه بتلك الطريقة ليرجع إلى الخلف خطوتين بتفاجأ من قربها ليتساءل بامتعاض و هو يهتف بها بحده و صدمه من تجرأه عليه بتلك الطريقة الحميميه خاصةً بعد تحذيره لها قبل أن يدخل الى الحمام .
= فى ايه ؟ انتى اتهبلتى ولا اي .. امممممم .
فجأت أدهم بقبله جائعه على شفايفه جعلته يشل من الصدمه و عينيه فتحها على وسعها من المفجأه ، و لكنه فاق أدهم من صدمته من تلك المفاجأه و قام بابعادها عنه بعنف و صفعها صفعة قوى اسقطها ارضا تحت قدميه و قد إحمرت عينيه غضبا و هو يهدر بغضب و ازدراء ، و يهتف أدهم بغضب و هو يطالعها بنظرات مميته و هو يطلق سبه لاذعه .
= انت فكرة نفسك ايه يا بت*** انتى جايه هنا تمثلى انك مراتى و بس و متنسيش نفسك انتى حتت ممرضه جبتها تخدمنى و تاخد بالها من علاجى لكن غير كده لا .. قسما بالله لو اللى حصل دلوقتى اتكرار تانى لدفنك مكانك و اخليكى تلعنى اليوم اللى وقعك فى طريقى أنتى فااااهمه .
أدهم كان يتحدث لها و هو يجذبها من شعرها بقوة ، و قام بدفعها عنه بقوة و هو يسير بتثاقل ناحيه سريره بخطوات متثاقله و هو يهدر أدهم بصوت كفحيح الأفعى .
= غوووورى جيبى الزفت العلاج اخلصى .
لتردف مروه سريعا و بخوف و هى تقول بالم و خوف و تقول بطاعه .
= آآآه حاضر حاضر .
أدهم تركها و استلقى على السرير بألم و خمول ، و هى قامت و جلبت له العلاج و جهزت له الحقنة و اعطتها له .. و بعد مرور عشر دقائق من الصمت فى الغرفه تجرأت مروه مرة اخرى و اقتربت من أدهم بجرأه أكثر من سابقتها و هى تتلمس وجه فهى تعرف ان الحقنه بها مخدر و لن يستطيع مقاومتها تلك المرة ، و تهتف مروه بمكر و هي تتغنج و هى تمرار يدها على وجهه هبوطاً إلى صدره بحميميه .
= انت حلو اوى و حمش يا خسرتك فى الموت بس ده ميمنعش برضوه ان نقضى وقت حلو مع بعض .
أدهم بيبعد يدها عنه بضعف ، و يردف أدهم بصوت ضعيف و بتخدير من أثر الدواء و المرض و هو يقول .
= انتى مش بتفهمى .. بقولك ابعدى عنى .
لتهتف مروه بحقد و غيظ و هي تنظر له بقوة و تقول بحقد .
= على فكرة انا مراتك يعنى حلالك و اعرف امتعك كويس احسن من الحيزبونه اللى متجوزها .. بس انت سيب لى نفسك و انا هنسيك الدنيا كلها ما أنت تبقا غبى لو فاكر ان هطلع من الليله دى من مولد بلا حمص مش يمكن ربنا يجعلها ليله مفترجه و نجيب نونو صغير كده تكتب له كل حاجه و انت تتكل على الله و تموت .
مروه حاولت ان تجعله يقوم بخلع تيشرته ، و لكنه كان يرفض بضعف و زاد ضيقه من قربها و لكنها لم تبتعد عنه و حاول هو الإ يسقط فى النوم ف تذكر هاتفه فى جيبه ف اخرجه بضعف بدون ان تلحظ و ضغط على اخر اسم تحدث معه و قام بالاتصال ، و لكن عندما اجاب الطرف الاخر لم يسمع رد من ادهم ، لان أدهم لم يستطيع أن يقوم اكثر و سقط فى النوم و سحب الى عالم اخر ولا يعرف ماذا حدث معه بعد ذلك او ما فعلته به و معه هذا المروه .
فى صباح اليوم التالى فى بيت العائلة .
استيقظ أدهم من نومه بتعب و خمول و هو يشعر بالصداع و الم فى رأسه ، و فتح عيناه بصعوبة و هو يشعر بذلك الآلم اللعين من آثار تلك الادوية التي تناولها الليلة الماضية ، فهمس بتعب و هو يغمض عينيه و يفتحها بالم و هو يهتف بوجع و هو يضع يده على رأسه يدلكها .
= آآه يا راسى .
مد أدهم يده الى الدرج المجاور له و فتحه و اخرج منه مسكن و اعتدل قليلا بصعوبة و آخذ بعض أقراص المُسكن ليبتلعها دون مياة و عاد مرة اخرى ليستلقى بتعب ، و بعد مرور نصف ساعة هدء الصداع قليلا و عندما خف الالم أخذ أدهم يتذكر ما حدث معه ليلة أمس و ما قامت مروه بفعله معه ، فقام مفزوع من مكانه و ابعد الغطاء عنه فوجد نفسه لا يرتدى أى شئ من ملابسه .
فنهض من على السرير و عينيه تطلق شرار و تشنجت كامل جسده من الغضب و قام بارتداء ملابسه الملقاه على الأرض لينتفض هاتفًا بـصوت مفزع و هو يصرخ بصوت عالى ب أسم مروه و هو يلف بعينيه فى انحاء الغرفة بحثاً عنها ، و لكنه لم يجدها فى الغرفه و اتجه الى اسفل بخطوات غاضبه منفعله . . و وجد الجميع مجتمع و نهضوا بفزع على صوت صراخ أدهم الذى افزعهم ، لتنهض سارة هى الاخر و تقترب منه بقلق و هى تنظر لوجه أدهم الاصفر الشحب من الحياة بفزع و هي تطالعه بلهفه و خوف ، و هى تقول بخوف و قلب مرتعب من هيئته تلك .
= فى ايه ؟ مالك يا أدهم ؟ انت كويس فى حاجه بتوجعك ؟
أدهم لم ينظر لها و شعر باختناق لرأيتها و انفاسه تنكتم بقوة و شعر بقبضه من حديد على قلبه و اشتعلت نيرانه أكثر ف رأيتها تجعله يشعر قيمة الغلطة التى ارتكبها و خيانته الشرعيه لها و الذى قام بها بدون وعى منه و لكن بالتأكيد هذا لن يغفر له امامها اذا علمت بالأمر لزداد غضبه و وجيعته عندما وصل الى تلك النقطة بتفكيره .
ليهتف أوس بضيق و حزن على ما وصل إليه وضع والديه و المنزل ، خاصة عندما لحظ تهرب والده بعينيه بعيدا عن عين والدته حتى انه لم يجيبها و يريح لهفتها الواضحه عليه ، فقال اوس بتسال و حزن .
= فى ايه بس يا بابا ؟ ايه حصل ؟
أدهم رفع حاجبيه و تساءل بـ إمتعاض و اعصاب منفلته من الغضب و هو يهتف به بعصبيه و انفعال .
= ايه الكل بيسأل فى ايييييه بندها على مروه ايه اللى مش مفهوم هى فين ؟
لم يرد على أدهم احد ف هم يجهلون اين ذهبت و حتى أين من الممكن ان تتواجد فى مثل هذا الوقت الباكر ، عندما لم يحصل ادهم منهم على اجابه و اخذ الجميع ينظر لبعضهم بعدم فهم لما يحدث معه ، جعل أدهم يهتف بصوت عالي و عصبية و هو يصرخ بهم بصوت جهور متعب .
= ما حد يرد عليه هى فيييييين ؟
ليهتف آدم بهدوء و هو ينظر له بتعجب فالذى امامه ليس أدهم الذى يعرفه ، فقال له .
= اهدى يا أدهم احنا منعرفش هى فين ؟ هى اصلا منزلتش ، احنا ما شافنهش و هى بتنزل .
ليهتف أدهم بصوت جهوري غاضب و هو يجذب شعره الى الخلف بعنف و هو يقول بهمس غاضب .
= يعنى ايه ؟ اما راحت فين ؟ انت قصد انها هربت .
سارة عندما رأت حالة ادهم عندما استوعب انها هربت و تركته احست بخنجر ينغرس فى قلبها هل أدهم أحبها لهذه الدرجه الجنونيه ، وقتها لم تستطيع السيطرة على عبراتها التى تتسقط على وجنتها ، و أدهم يصرخ غافلا تماماً عن ملامح سارة المتهجمه و المتسائله و الذي ينضح منها الألم و الغضب و الحسرة . . ليهتف محمد بضيق و هو ينظر الى أدهم بحزن يغلف الضيق و هو يجيب والده و يقول .
= خدت شنطتها و مشت الصبح بدرى و سابت ليك الظرف ده .
قام محمد باعطاء الظرف لوالده و تركه بدون ان يضيف كلمة اخرى ، و أدهم استغرب طريقة محمد فى الحديث معه ، قام أدهم بفتح الظرف فوجد جواب فأخرجه و قام بقرأته عندما انتهى قام بركل المنضدة الذى امامه بقدمه بعصبيه و غضب و تحرك اتجه الى الخارج خلف محمد خطوات تلتهم الأرض من الغضب ، لتنتفض سارة و هى تهتف بلهفه و خوف على أدهم .
= أدددددهم .. أددددهم استنى .. انتوا وقفين ليه ؟ اجروا بسرعة روحوا الحقوا ابوكم .
لم ينتظروا ان يسمعوا المزيد منها و خرجوا و هم يركضوا بسرعة خلفه كلا من أوس و ليث و ياسين و يوسف و حمزه ، للحاق ب أدهم و عندما خرجوا تفاجئوا بأدهم يقوم بخنق ابنه محمد بيده بغضب اعمى و تدخل أوس الذى فاق من صدمته سريعا و هو يحاول ان يبعد محمد من تحت يد والده ، و يملئه الخوف و القلق و احمر وجهه من كثره العصبيه والتوتر وهو يطالع ما يحدث بتعجب و فزع و تساؤل مما يحدث مع والده ، ليهتف أوس بخوف و فزع وهو يطالع ابيه بفزع و ينقل انظاره بين ابيه و اخيه الذى يكاد ان يفارق الحياة بين يديه و هو يقول .
= بابا ابوس ايدك سيبه هيموت فى يدك باباااااا .
و بصعوبه بالغه ابعد أوس والده عن محمد و أدهم هئج يصرخ بهم لانه يمنعوه عنه و يحاولوا ان يقيدوا حركته مما زاد من غضبه و لم يصمت عن سب الجميع ، فخرج كل من فى البيت على صوت صراخ أدهم الجهور الذى هز اركان البيت ، و عندما رأت سارة محمد ملقى على الارض و وجهه مختنق بحمره و شفتيها المائله الى الازرق ، و يسنده أوس و يحاول ان يجعله يأخذ نفسه فركضت عليه برعب و هى لا تعلم ما احل ب ادهم ليصبح بها الجنان ، و تنظر سارة الى ادهم بغضب و حنق و هى تجلس ارضا بجوار محمد و تجذب ابنها محمد بين احضانها قبل أن تهتف بغضب و عصبية فى أدهم بعد أن اطمئنت على ابنها .
= محمد حبيبى حصلك ايه ؟ انت كويس ؟
ليهز محمد راسه بهدوء و هو يسعل بقوة ، فحولت سارة نظرها إلى أدهم و هى تهتف به بغضب أعمى .
= انتتتتت اتجننت ازززاى تعمل فيه كده ؟ عايز تموت ابنك عشان الزباله اللى استغفلتك و هربت .
أدهم حول هجمه من محمد الى سارة و قد توحشت عينا أدهم بدرجة قاسية ليكور قبضته بشدة حتى إبيضت مفاصله و كأنه أصابه مس شيطاني قبل أن يهتف لها أدهم و قد إحمر غضبًا ليهدر بعصبيه .
= انتى السبب فى كل اللى انا فيه انتى اكبر غلطه فى حياتى .
تدخل ليث فى محاوله منه ان يهدء والده و هو يهتف بخوف و قلق على والديه فهو طول هذا العمر لم يراهم بهذا الوضع .
= بابا أهدى انت مش واعي اللى بتقوله و انت متعصب كده .
لتشرد سارة بحديث ادهم لها و ملامحه و عينه الداكنة السودانية بسبب غضبه و حقده لتبتلع ريقها بصعوبه من كلماته التي ألقاها عليها ، لتتوقف عند كلماته و حقده عليها و غضبه منها ، لما ؟ و لما انتهى عشقهم ؟ ام انها فعلا أكبر غلطة مثل ما قال ولا تستحقه ؟ و هل هذه هي النهاية أم أنه يمازحها حائرة و شاردة بافكارها لتفيق من شرودها على كلماته الصاقعه لها لتصدم و تستمر بمكانها و هي تطالعه كأنها طفل خرج لأول مره للحياة ليصدمه بواقعه المرير و يبقا ضائع . . إسودت عينا أدهم ثم هتف بـ نبرة سوداوية و هو يزيح ليث بعيد عنه و هو يقول .
= انا عارف انا بقول ايه ؟ لسه مجننتش ولا بخرف عشان تسكتنى .
عاد أدهم بنظره الى سارة و هو يقول بغضب اعمى .
= انا بكرهك سمعه بكرهك و من النهاردة انا مش عايزك فى حياتى اخلاص تعبت منك و مش عايز اى حاجه تربطنى بيك ولا عايزك على ذمتى انتى طاااالق .
أدهم تركهم و الصدمه مسيطرة على الجميع لا يعلمون ماذا يحدث ؟ و هل ما سمعوه حقيقة هل هكذا انتهى عشق أدهم الى سارة ؟ تحولت الانظار الى سارة التى صعقت و نزلت كلمته الأخيرة على مسامعها وقع الصاعقه لتتجمد مكانها للحظات و اصابها الذهول و لم تستوعب حجم الصدمة فما سمعته قد فاق توقعاتها و احتمالها لتصبح أمامها الرؤية سوداويه يتبعها سقوطها مغشى عليها . . فركض عليها ليث و قام بحملها و دخل بها الى البيت و وضعها على الكنبه الذى بالصالة ، و اوس قام بمساعدت محمد لدخول خلفهم و حاولوا افقتها و بعد عدت محاولات استيقظت سارة و اعتدلت فى جلستها و انفجرت فى بكاء مرير و لكن كتمت صوت بكائها بيدها عندما رأت أدهم يهبط و هو يحمل فى يده حقيبه سفر و فى اليد الاخرى حقيبه صغيرة و اتجه لهم أدهم و وقف أدهم أمامهم و فتح الشنطة الصغيرة و اخرج منها اوراق .
توجه أدهم إليهما و على وجه نظرات قاتلة ، و هتف و هو يمد يداه بأوراق قبل أن يهتف بحدة ، ليهوى قلب سارة بين قدميه برعب و ألم و خوف من نظراته الحاقده لها جعلت منها عاجزة لا تقوى على الحركه ولا الحديث ، لينظر لهم أدهم بنفور و اشمئزاز و هو يهتف بغضب و هو يلقى الورق الذى فى يده على المنضدة امام سارة و هو يقول بغضب و حده .
= دى اوراق تنازل عن كل أملكى ليكم علشان متفكروش ترفعوا عليه قضية حجر عشان انا واحد مجنون .
قال اخر حديثه و هو ينظر الى ليث ، فأخفض ليث نظره بعيدا عن عينى والده هو يعلم ان والده لن يغفر له هذه الغلطه و ما تفوه به فى لحظة غضب من زلة لسان ، ابعد ادهم نظره عن ليث و التفت إلى سارة و ملامحه تزداد قسوة و تصبح مميتة أكثر ليقترب إليها ثم تشدق بـ نبرة سوداوية قبل أن يهتف بجفاء و اشمئزاز و عينيه بركان ملتهب ثائر تظهر بهم قسوة لها و نظراته قاتمة لينظر أدهم لها بازدراء و اشمئزاز قبل أن يهتف لها بجفاء و حدة .
= و ده كل مستحقتك اللى ليكى عندى مقدم و مأخر و كل حاجه لكى فى ذمتى .
لتتسائل سارة بـ نبرة مشدوهة و قلب يخفق بـ عنف و جنون و هى منخرطة بـ بكاء مزق نياط قلب أبنائها عليها لتهتف سارة بعدم تصديق و الم و بكاء هستيري و هى تقول بزهول .
= انت كنت عامل حسابك من بدرى على كده .
أدهم تجهل سؤالها و أكمل بازدراء و غضب و نظراته الى سارة بإشمئزاز و إحتقار و على وجهه علامات نفور و إمتعاض و هو يهتف أدهم بغضب و قد انتفخت اوداجه .
= من النهارده اعتبرونى ميت مش عايز اشوف وش حد فيكم ، كان ليكم اب و مات فمتتعبوش نفسك و تدوروا عليا .
امسك أدهم بحقيبه السافر ليغادر لا يعلم احد ماذا حدث مع أدهم ليتحول بتلك الطريقة القاسية و كانت ليلى اول من فاقت مما يحدث امامها و ركضت خلف اخيها تمسك يده و هى تبكى كطفلة صغيرة ، و هى تقبل يده و خده الإ يتركها لوحدها فهو كل أهلها أخذها أدهم فى حضنه طل حضنهم لبعض وسط صوت شهقات ليلى و علت صوت شهقتها عندما سمعت همس أدهم و هو يهتف بقسوة و غضب اعمى .
= أدهم أخوكى مات انسيه معاكى جوزك و عيالك هينسوكى ان كان فى حيلتك حد اسمه أدهم.. خلى بالك من نفسك .
ابعدها عنه و دلف خارجا ليكمل طريقة دون حرفا آخر و كان الشياطين تلاحقه حاول حازم و ليث و أوس و حمزه و حتى ياسين ان يوقفه و لكن لم يستطيعوا ، اما آدم هو و محمد الذين لم يتحركوا من مكانهم ف آدم يعلم ان أدهم الآن يكره الجميع لا يعلم السبب و لكن عندما رأه توسلات ليلى الى أدهم اعتقد انه سيتراجع و لكن مع الاسف غادر لذلك علم انه لن يتراجع خاصة و هو يعلم مكانة ليلى بالنسبة لأدهم ، لا أحد يقدر ان يجعل أدهم يتراجع عن قراره ، بعد ان غادر أدهم وسط انهيار الجميع وقفت سارة و جذب محمد من ذراعه ، لتردف سارة بتساؤل و قوة و هي تطالعه بحزم و دموعها تنهمر على وجنتها .
= عايزه اعرف دلوقتى ليه ابوك كان عايز يموتك ايه حصل وصل ادهم لجنان ده .. انا عارفه ان ادهم مستحيل كان يكسر كلمته لى طلما مطلبتش انا الطلاق كان عمره ما هيعملها بس هو حصل حاجه معه خلته هتجنن بالطريقه دى عشان يهرب منا ، فانطق و قول ايه حصل بينك و بين ابوك وصله لكده ؟
لييجيبها محمد بتوتر و بتلعثم و هو يحاول ان يبعد عنيه عن عين والدته .
= انا.. اصل.. هو .. مقولتش حاجه .
لتهتف سارة بعصبية و صراخ كوحش يزئر فهى تعلم أدهم تمام العلم هو لا ينفجر بهذه الطريقة الإ اذا كان ما قاله محمد قد افقده صوابه .
= انططططقى يا محمد ايه قولت لابوك خله اتجنن كده .
محمد قص لها ماذا حدث بينه و بين أدهم و عندما انتهى قامت سارة بصفعه صفعه قوى ، ف محمد قد قال لوالده ان مروه هربت منه لانه لم يكون نعم الرجل الذى يلبى رغبتها و ذهبت للبحث عن غيره و انه سقط من نظر زوجتيه سارة و مروه و انه قد اهان نفسه بزواجه من تلك الصغيره الذى تريد من يشبع رغبتها و انها تقربت منه لتحصل على ما لم تجده معه فغضب أدهم خاصة ان محمد لم ينفى عندما سؤله أدهم ان كان اقام علاقها معاها ام لا ، لذلك لم يتحمل أدهم ولف يده حول رقبته ليخنقه ، لتصرخ سارة به و هي تطلق شرارات من عينيها التي أصبحت كجمرات من عصبيتها و هى لا تصدق ما تفوه به ابنها .
= انت اتجننت ازاى تقول ل ابوك كده ازززاى ؟
لينظر لها محمد باسف و هو يهتف بندم أكبر .
= يا ماما انا معرفش انا عملت كده ازاى ؟ انا...
لتقطعه سارة و هى تهتف بتساؤل و عصبية .
= انت عايز تجننى ازاى متعرفش يعنى سقتك حاجه اصفره ؟؟ انت بتستهبل .
لييجيبها محمد بتردد و هو يقول بارتباك .
= لا بس ...
ليقطعه أوس و هو ينظر الى محمد و عينيه تطلق الأشرار و هو يهدر بغضب و عصبية و هو يقترب منه .
= بسسسس انت كداب و*** يا وسخ عملت علاقة مع مرات ابوك يا زباله .
ليردف محمد بارتباك و توتر و هو يقول بخوف .
= لا آآآآه .
كان كل كلمه يقولها أوس بضربه مؤلمه الى محمد الذي لم يرد له ضرباته و لم يرفع عينيه به و انفاسها لاهثه.. صامت.. ساكن.. يتلقى الضربات و التوبيخ ولا يصدر َمنه حركه و اوس يزداد بغضبه و جنونه و كان الشياطين تلاحقه ، ليتدخل ليث و هو يفصل بينهم ليفرقهم و يوقف هذه المشادة و هو عاقد حاجبيه باستغراب و ذهول و جنون منهم و يطالعهم بتساؤل و عدم تصديق و هو يقول بزهول .
= انت اتجننت انت كمان بتضرب ليه بالغباء ده ؟ و ايه الهبل اللى بتقوله ده .
اوس و هو يضرب صدر ليث بالجواب الذى القاه أدهم بعد ان قرأه بعصبيه ، ليهدر أوس بغضب و عصبية و هو على وشك الجنون .
= اقرى الهانم مرات ابوك كاتبه ل ابوك ايه ؟
ليث قرأ المكتوب و هو لا يصدق ما هو مكتوب ، فقد كتبت انها بعد ان اقامت علاقة مع والده لم تكتفى فهو عجوز لا يكفيها حتى وجدت فى محمد ما يمتعها اكثر من والده ، لينظر لهم ليث و هو فاغر فاهه مصدوم الملامح شل لسانه من الصدمه ، و هو يهتف بغير تصديق و عصبيه و نبرة مشدوهه .
= مستحيل اكيد بتكدب ما تنطق يا زفت انت .
ليث يتحدث و هو يهز محمد بقوة ، محمد لم يتحمل ضرب او ضغطهم عليه اكثر من ذلك و نظر له بانفاس مضطربه تائها.. صمت.. و سقط فاقد الوعى .
بعد مرور ٦ شهور من تلك الحادثه .
أمام احد الغرف بالمستشفى يطرق محمد باب أحد الغرفة فى المستشفى و يقوم ياسين بفتح الباب له فوجده محمد فخرج له و اغلق الباب خلفه و قلب محمد يخفق بشدة من قلقه و اشتياقه لهم ها هو على بعد خطوات منهم لكنهم ينفورون منه كأنه مرض معدي و قد يتفشي بهم ، ليهتف ياسين بقلق و ارتباك .
= محمد ايه اللى جابك هنا ؟ لو ليث او اوس شافوك مش هيحصل كويس من فضلك امشى .
محمد اشاره له انه يرغب ب رأيت ابن اخيه .. نعم ف محمد فقد النطق بسبب الصدمه الذى تعرض لها و الضغط عليه سبب له الانهيار فقد فى النطق ، ليردف ياسين بقله حيله و هو يقول .
= عشان خاطرى انا يا محمد امشى كفايه مشاكل ، احنا فى مستشفى متفرجش عليا الناس .
محمد نظر للغرفه بحزن و الدموع متجمعه فى عينه ف الجميع نبذه من حياتهم بالقوه خارج البيت بعد ان ابعدتهم سارة عنه بصعوبه عندما فقد النطق لانهم رأوا انه فاسد لا يستحق الحياة و لكن سارة لم تستطيع ان تراهم يأذوه اكثر تعلم انه أخطأ خطأ لا يغتفر لذلك طلبت منه ان يترك البيت و اعطته نصيبه من مال أدهم كما كان مقسم أدهم الاموال و غادر البيت .. و من وقتها لم يسأل عنه أحد منهم منذ ان غادر كأنه مات و اختفى من الوجود بينهم .
محمد هز راسه و هو يومأ بالاجابه و غادر و هو ممكث الرأس و ترك العنان لدموعه ان تهبط و تجري كنهر يبكي كالأطفال و شهقاته تتعالى كطفل بعمر الأربع سنوات فعينيه تحولت كجمرتين من كثرة بكائه لينكمش على نفسه أكثر و دموعه تنزل بكثره كرضيع فقد امه ، فطول هذه ال ٦ أشهر لم يعلموا الى أين أدهم أختفى فانهم بحثوا عنه فى مصر بأكملها و لم يجدوه ، ليهتف اوس من خلف ياسين بتساؤل و هو ينظر الى ياسين و يقول .
= مين يا ياسين ؟
ليردف ياسين بمرح مصطنع و هو يقول .
= لا دى واحدة حلوة كانت جايه زيارة لصاحبتها بس غلطت فى الاوضة .
ليهتف اوس بعدم تصديق و هو ينظر له بهدوء .
= اه تمام طيب روح جيب من الكفتيريا عصير .
ليجيبه ياسين بطاعه و هو يتحرك .
= حاضر .
ليلتفت ليث الى اوس و يهتف بتساؤل .
= هو مش كده ؟؟
ليجيبه اوس و هو يومأ برأسه بتاكيد و ينظر أمامه بشرود .
= ايوه .
ليهتف ليث و هو يتنهد بضيق و حزن و هو يقول .
= و بعدين يا اوس انا تعبت و بابا مش عارفين نوصل له ، انا صح طلعت جنانى على محمد بس مش قادر اصدق انه ممكن يكون عمل كده بجد .
ليجيبه اوس بتفكير و فجأه و هو ينظر للفراغ .
= مش عارف يا ليث .. البت مروه فين .
ليهتف ليث بتساؤل و هو يقول باستغراب .
= مروه مين ؟
ليردف اوس بعصبيه و هو يقول .
= الزباله اللى اتجوزها بابا .
ليجيبه ليث بتساؤل و هو يقول بتعجب .
= مالها .
ليهتف اوس بتفكير و هو ينظر لأخيه بقوة .
= ليث شغل مخك شويه الزفته دى هى اللى هنعرف منها كل حاجه و نعرف منها الحقيقه .
ليهتف ليث باشمئزاز و غضب و هو يطالعه بعصبيه و حدة .
= هتستفاد ايه لم تأكد ليك قرف اخوك بس على العموم سيب الموضوع ده عليا مش هخلى نقطه ولا قسم فى مصر الإ ما اسيب لهم خبر يجبها لى من تحت الارض .
ليردف اوس بتساؤل و هو يقول .
= ان شاء الله تعال ندخل لمراتك صح قرارت هتسمى الواد ايه ؟
ليهتف ليث بهدوء و حنان و اشتياق لوالده .
= أدهم .. هسميه أدهم .
دخل ليث و اوس و نظرت لهم سارة بتفحص فهى تعلم من الطارق و طمئن قلبها عندما لم تسمع صوت خنقهم ، و عندما علمت سارة بان ليث سوف يسمى صغيره أدهم و هى لم تترك الصغير لحظه كأنها تعوض به غياب الغالى .. اما عند محمد لقد وصل الى الشقة التى اجرها لنفسه بعد ان كاد ان يحدث له اكثر من حادث بسبب شروده و دموعه التى لم تتوقف طول هذه ال ٦ أشهر و اتجه الى اقرب كنبه من باب الشقة و القى بنفسه عليها و هو يبكى بدون صوت و هو يتمدد على الكنبه و تكور حول نفسه و هو ينكمش على نفسه أكثر كطفل لا يتعدى خمس سنوات مستمر فى بكائه و دموعه تجري كمياه تحفر لنفسها خندق بين الصخور بغزاره و ينتحب و بداخله صرخ باسم ابيه لعله يسمع نداء قلبه بقى على هذا الوضع حتى سقط فى النوم بدون ان يشعر .
فى بيت العيلة ، فقد رجع الجميع الى البيت و هم يحملون المولود الجديد الى البيت ، و هو منذ ان دخل البيت وجعل له حس بعد ان كان حل عليه الصمت و الحزن فالكل يحاول مراضات هذا الصغير ، ليهتف حازم بجدية و حزم .
= سارة عايزك فى موضوع .
لتردف سارة بلهفه و حب سريعا و هى تقول .
= موضوع ايه ؟ عرفت حاجه عن أدهم .
ليصك حازم على أسنانه من غبائها و هو يتحدث بقوه .
= سارة انسيه خلاص انتى مبقتيش مراته .
لتهتف سارة بغير تصديق و هى تقول .
= انت بتقول ايه ؟
ليردف حازم بحنق و غيظ منها .
= بقولك الحقيقة اللى مش عايزه تستوعبيها .
سارة نهضت لتترك له لمكان فلا فائدة من التحدث معه و هى تهتف بضيق و حزن .
= انا قايمه احسن .
ليهتف حازم بجدية و صرامه و هو يؤمرها بنظراته القويه و حديثه .
= اقعدى يا سارة .
لتجلس سارة مرة اخرى مجبرة حتى تنهي هذا الحديث و الجدال سريعا لتختلي بنفسها في غرفتها وسط ذكرياتها مع معشوقها تشتكي له اشتياقها و عشقها له و الالامها منه و من بعده حتى غضبها لعله يسمعها أو يشعر بها حيث كان الان ، لتردف سارة بضيق و حنق .
= اهو قعدت قول اللى عندك على طول يا حازم خير عايزنى فى ايه .
ليهتف حازم بجديه و هدوء و هو يقول .
= فى عريس متقدمك .
لتصعق سارة و اولادها فاغوين أفواههم من الصدمه قبل أن يصرخوا بصوت عالي معا في نفس اللحظه من الصدمه و هم ينظروا الى خالهم حازم بصدمه .
= نععععععم .
لتصدم سارة قبل أن تهتف بغضب و حنق .
= عريس مين ؟ حازم انا لسه على ذمة أدهم هو مرمش عليا غير يمين طلاق واحد و هو متعصب ، بص يا حازم انسى انى ابقى مرات اى حد غير أدهم حتى لو طلقنى نهائى .
لينظر لها حازم بغضب قبل أن يهدر بعصبية و صوت عالي هز ارجاءالمكان .
= متمسكه بواحد مش عايزك و رماكى ليه .
لتهتف سارة بعصبيه و غضب من تفكير أخيها و بحب و اشتاق لأدهم .
= متمسكه به علشان بحبه .. متمسكه به زى ما تمسك بى زمان و حبنى وقت ما انا كنت بكرهه انا ل أدهم بس فاهم يا حازم و مهما حصل مش هكون لغيره .. و بعدين انت فاكر انى فى السن ده هفكر بجد ان اتجوز دا مستحيل لو خضرتك مش واخد بالك انا بقيت جده يعنى اللى بتقوله ده ميصحش .. بعد اذنك انا طلعه اوضتى ارتاح شويه .
تركتهم سارة و صعدت الى غرفتها هى و أدهم فقد غيرت الغرفة التى جلبها ادهم و اعادت غرفتهم القديمه و دارت بـ عينيها بـ الغرفة و هي تسترجع ذكرياتهم سويا شارده بحياتها التي أصبحت بيوم و ليله مظلمه و ما يخيفها أكثر من قبل أن يكون نبذها و كرهها و تخطاها لتنهمر دموعها تابعا ملطخه خديها كشلال يجري بين الجبال متألمة مشتاقة خائفه غاضبه فقد اختلطت مشاعرها ، لتهتف سارة بنرة منخفضة متألمة و هى تبكى و تحتضن صورة أدهم باشتياق .
= فينك يا أدهم .. امتى هترجع بقى انا تعبت من غيرك امتى هترجع و ترحمنى من العذاب ده .
تناديه لعله يأتي إليها و يخبرها انها كل ما تراه ما هو الإ مجرد كابوس و يحتضنها يحثها على أن تستفيق ينتشلها من بؤسها و خوفها و يشعرها بالأمان مرة اخرى بعد افتقدها للامان فى بعده ، لكن تنادي و لم يأتي لم يستجيب فقد نبذها و نفر منها و كرهها!!!! اما فى الأسفل عاد آدم من الخارج و وجد أوس و ليث يتجادلون مع حازم وصوتهم يعلو احيانا و ينخفض مره اخرى غاضبين و مذهولين كبركان ثائر مما قاله حازم ، فكاد آدم ان يصعد الى غرفته بدون حديث بعد ان القى السلام فهو هذا حاله من بعد رحيل أدهم لا يتحدث مع أحد يذهب فى صمت و يأتى فى صمت ، ليهتف اوس بعصبية و هو ينادى على خاله .
= تعال يا خالى شوف خالى حازم بيقول ايه ؟
ليردف آدم بتعب و هو يتنهد .
= وقت تانى يا أوس انا تعبان رايح ارتاح شويه .
من يراه يقول انه كبر على عمره ٢٠ سنه هل فراق الغالى يسبب ذلك فهو حزين ومكتئب كأنه طفل فقد أمه و أبيه في أن واحد و اصبح تائها وحيدا ، ليهتف أوس بغضب و حنق .
= بس خالى .. خالى حازم عايز يقنع ماما تتجوز و هى لسه على ذمة بابا .
ليهتف آدم سريعا بتلقائيه و هو يقول .
= عشان أدهم لو عرف يدفنه هو و سارة مع بعض .. بطل هبل يا حازم مش عشان تطلع اختك من الوحدة توقعها فى ذنب الإ لو هى رفعت قضية طلاق ساعتها تقدر تجوز غير كده متتصرفش من دماغك .
صعد آدم الى غرفته و ترك الجميع يفكر فى أدهم الذى تركهم و رحل ، و لكن قبل ان يرحل اخذ كل شئ جميل معه و تركهم هم يتخبطون من بعده بدون ان يعلموا الى اين المفر ليعود لهم امانهم مرة اخرى .
يتبع .
******
أنت تقرأ
رواية الضلع والضلع المائل { قلوب صعيديه الجزء الثالث سابقا } مكتملة
Romanceعشقها منذ الصغر بقوته و رجولته و عنفوانه منذ ان وضعوها بين ليصبح حبها له حب مستحيل . ليلعب القدر لعبته ف تخونه حبيبته مع غيره و تصبح ملك ل رجل غيره قبل ان تكتب على اسمه و يصدم عدما عرف فعلتها فتصبح حياتها رهينة بين يديه ليصدمها بقسوته وتكبره و جبروت...