بداية حلم

390 19 16
                                    

ضحكت مما شتت عقله وقلبه...
كان شعورا بأنه عاشق من زمن لهذه الضحكة وانتظرها منذ الأزل.
لكنها بدأت تنجرف مع أمواج البحر وتغرق أجزاؤها شيء فشيء، حاول التحرك نحوها لمساعدتها لكن أقدامه كانت متسمرة مكانها، أبى جسده التحرك.
كان مؤلما رؤيتها تُلتهم بواسطة الماء من جهة وأشعة الشمس الأقرب للون شعرها من جهة أخرى، لكن لماذا بقيت مبتسمة بتعابير جامدة؟ كأنها دمية فارغة من الروح الحقيقية...
محاولته الجاهدة باءت بالفشل بينما تعرق جسده ولهث بتعب، قلبه آلمه بوخز مزعج.
"أريد إنقاذها". ردد لنفسه بشكل بائس.

إلى أن بدأت الصورة تتبدد أمامه واخترق صوت مناديا اسمه، فتح عيناه بقوة فزعا ورافقه إحساس بأنه هوى بقوة من مكان مرتفع، قابله وجه أمه القلقة:"ألريك، عزيزي، هل كان كابوسا؟"
أشار بإيجاب فانحنت تمسح رأسه بحنان متسائلة عن ماهيته، تنهد يفرك عيناه وقد بدأ قلبه يهدأ تدريجيا لكن ما إن حاول الحديث حتى عقد حاجبيه بارتياب، لقد كانت فتاة تغرق لكن من هي؟ بدى منذ ثوان كأنه متيقن من معرفتها بل وكانت شخصا غاليا بالنسبة له لكن الآن، كان أشبه بغيمة ضبابية غطت وجه تلك الفتاة وهويتها، عصر أفكاره رغم ذلك لم يتذكر، زعجه ذلك كثقب سرب معلومات من رأسه لكنه قرر تناسي الأمر ما إن ذكرته والدته بأنه سيتأخر عن المدرسة إن بقي متصلبا في سريره هكذا، وهذا ما لا يريده في يومه الأول بالطبع...

اتخذ كرسيا حول طاولة الطعام التي تجهزها والدته بفطور لذيذ فوقعت عيناه على أخته أليزابيث، هل كانت هي من حلم بها؟ تساءل لكنه غير رأيه بسرعة عندما أطلقت تعليقا ساخرا. 
"سمعت أن أحدهم استيقظ ودموعه على خديه". أنهت بضحكة صاخبة متخيلة شكل شقيقها يبكي أثناء نومه ثم يُلحِق دموعه بشخير. 

"اخرسي". أجابها بغضب ثم حول عينيه لأمه بعتاب:"لم أكن أتوقع أن تحتفظي بذلك سرا على أي حال".

"كنت قلقة من أن شيء يحدث معك". أجابت تضع الصحن الأخير بابتسامة حاولت إخفائها ولكنها سرعان ما تحولت لذعر حين أكملت ليزا بجدية :"نعم للأسف، يتم التنمر عليه كل يوم تقريبا بواسطة مجموعة شباب في مدرستنا..."

"ليزا..." صرخ عليها لكنها قاطعته:"أعلم أن هذا يؤلمك لكن ما باليد حيلة، علينا مصارحة أمي، ربما ستجد حلا ما".

"ما الذي تتفوهين به؟!" نقل بصره ناحية الأخرى التي كانت على وشك أن تصاب بنوبة قلبية:"أمي، أقسم لكِ أنها تكذب".

لكنها كانت كمن دخل في حالة صدمة بالفعل ولا تتجاوب مع كلامه فقط تكرر بصورة آلية أسئلتها عن هوية هؤلاء الأشخاص، إستقامت تضرب الطاولة بيدها:"سأذهب وألقنهم درسا أي من كانوا".

بدت عازمة حقا، جحظ ألريك عيناه برعب وسأل ليزا على عجل:"ماذا تريدين؟"

"ستشهد معي بأن علامتي متدنية بالرياضيات بسبب فشل الأستاذ في الشرح". همست بلامبالاة بعد أن أعطتهم الأم ظهرها وهي ربما تتجهز للتوجه إلى مدرستهم.

أيدين-الشعلة الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن