خوف

46 8 13
                                    

اقتحموا المستشفى بشكل فوضوي يركضون في الأرجاء مستفهمين عن وضع أيدين التي أحضرها القائد للتو، هدأهم الطبيب الخارج من الغرفة التي ترقد بها:"إنها بخير الآن، الأرجح أنها مرهقة ليس إلا لذا من الأفضل منحها بعض المساحة الآن حتى يتعافى جسدها دون أي ضغوطات حولها".

كان الوقت ثقيلا عليهم وهم ينتظرون في الخارج أن تصدر منها أي حركة تدل على إستعادتها وعيها، مشى ألريك بخطوات بطيئة وسند رأسه على النافذة الزجاجية التي تطل على غرفتها يراقب جسدها النائم لكنه ميز ارتجافه تحت الغطاء، صرخ لشون أن ينادي الطبيب ودخل على عجل يتفقدها، كل جسدها اهتز بصورة خفيفة بينما كانت حرارتها منخفضة بشدة، عانق رأسها سريعا يسأل الطبيب بهلع:"ماذا يحصل لها؟ لماذا هي بهذه الحال".

الآخر بدى أنه في حيرة من أمره، تفقدها بوجه مضطرب:"ليس من المفترض حدوث شيء كهذا، فحوصتها المخبرية طبيعية".
تلك الإجابة دمرت نقطة الثبات الوحيدة التي كانت متبقية لدى ألريك، لم يستطع تقبل فكرة أنها مصابة بشيء ما مجهول لن يعرفوا كيف يعالجوه، شد عليها يلفها بأكثر من غطاء علها تدفأ ويمسح على رأسها، مرت لحظات قليلة كان بها الطبيب مع الممرضات على وشك القيام بإجراء طبي لها لكنها هدأت وعادت إلى غفوها المسالم، شون ارتمى على الكرسي يشعر بجسده خالي من ذرة قوة واحدة بينما ألريك أبقى رأسه قريبا منها يعانق يدها متأكدا من أن قلبها ينبض.
بقي على هذه الحال ساعات طويلة إلى أن رفعت جفنها بثقل فقابلتها الكثير من الوجوه القلقة، تنفس ألريك الصعداء:"يا إلهي، هل أنتِ بخير؟ هل تشعرين بألم ما؟"

"انتظر حتى تدرك من هي ثم اسألها ذلك". سخر شون لكنه لم يخفي ابتسامته السعيدة بإستعادتها وعيها وسارع لنداء الطبيب.

بالفعل لم تكن أيدين تستوعب أي شيء، ولا أين هي وماذا حصل، لفظت بتعب شديد:"ماذا حدث؟"

لم يلحقوا إجابتها بسبب حضور الطبيب الذي أخذ يفحصها ثم تكلم معها بنبرة ودية:"لقد إنهار جسدك لأنك استخدمت كم كبير من السحر القوي، كونه غير معتاد على ذلك أرهق بشدة، لحسن الحظ أن الأمر إنتهى بفقدان الوعي، في ظروف أخرى قد تدخلين في غيبوبة لذا من الآن وصاعدا عليك التدرب وزيادة مستواك بالتدريج كي لا تصدمي جسدك وتؤذيه".
بقيت صامتة ترمقه بأعين نصف مغلقة فغادر عندما أنهى تعليماته بأن تتجنب أي تعب جسدي أو نفسي في الوقت الحالي وتحظى بهدوء. 

ألريك أخفض رأسه بحزن أثناء سماعه تحذير الطبيب لكن عندما لاحظ سلوكها الغريب اقترب يتأكد:"هل كل شيء على ما يرام؟ هل تتألمين؟"

اجابت بنبرة شاردة تجول بنظرها في المكان:"هناك شيء غريب، أخبراني تفاصيل ما حدث إثر فقداني الوعي".

ابتسم شون فخورا:" لقد استيقظوا البشر يبحثون عن صالة الألعاب التي قدموا من أجلها".

زفرت بارتياح مدركة أن السحر قد نجح، أكمل ألريك:"وتم إنقاذ ميليسا، إنها في إحدى الغرف هنا".

أيدين-الشعلة الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن