مع صباح جديد إستفتح ألريك يومه المدرسي بمادة لزجة مدهونة على طاولته، لم ينتبه لها فورا إذ أنها شفافة لكن وضعه كان أفضل من ألمى التي كانت نفس المادة تغزو حقيبتها وألصقت أوراق كتبها ببعضها حتى أصبحت غير قابلة للإستخدام على الاقل في هذه الفترة.
ابتسم بحنق وهو ينظر للطاولة متمتما:"إنها تريد إيصال رسالة بأن ما حدث أمس لا يجعلنا أصدقاء"."ماذا، ماذا حدث أمس؟". مايكل لم يفهم شيء إنما نظر لألريك بشفقة كونه يحدث نفسه. "صديقي، لا بد أنك تعاني من وقت صعب، لكن آسف لن أقف بجانبك، لا أريد إغضاب تلك المدعوة أيدين، سأدعمك في قلبي سرا". أكمل يربت على ظهره بحزن شديد، استدار فوجدها تنظر له وتبتسم بخبث كأنها سمعت ما يقول فشعر بجسده يقشعر.
لم تكن قد استمعت لأي شيء إنما تحيك فخا جديدا وتستمتع بتخيل ردة فعلهم لكن حدث شيء في الصباح الذي تلاه جعلها تتناسى هذه الخطط قليلا، حالما فتحت عيناها لم تجد كلبها ينتظر أمام وجهها محركا ذيله كعادته والأغرب أنه لم يتواجد في المنزل بأكمله، بحثت في الأنحاء تحمل طبقا من طعامه :"كلاود، كلاود".
رفعت جدتها رأسها عن الفطور الذي تعده لها:"لماذا تصرخين من الصباح، ماذا هناك؟"
-أين كلاود؟ لا أستطيع إيجاده.
تأملت تعابيرها القلقة والتي نادرا ما تظهرها، لا بد أنها حقا متعلقة به.
"لا تقلقي، إنه يخرج متنزهًا كل صباح فور ذهابك للمدرسة ويعود بعد قليل من الوقت، لا بد أنه خرج اليوم أبكر قليلا".رفعت حاجبا بتعجب:"هل حقا يفعل ذلك؟! لكنه جديد على المنطقة وقد يضيع".
سحبت الجدة كرسي الطاولة وأجلستها عليه حيث وضعت طبقا من الطعام:"إن الكلاب أذكياء ويستطيعون العودة إلى حيث ينتمون، الآن هيا تناولي فطورك حتى لا تتأخري على المدرسة".
عاندت أيدين في بادئ الأمر، لم ترد الذهاب قبل أن تتأكد من عودته لكن بفعل إصرار جدتها استسلمت أخيرا تحمل حقيبتها:"فور رجوعه أتصلي بي وأبلغيني ولا تسمحي له بالتجول مرة أخرى وحده". كررت توصيتها قبل الذهاب وقد بدى جليا أنها لا تريد ذلك.
اتسعت عينا ألريك وألمى بالتوالي عندما مرت أيدين بجانبهم ولم تضرب الأول بكتفه ولم تحاول إيقاع كتب الأخرى، حمحمت ألمى بإحراج، بدى الأمر كأنها اعتادت على التعرض للإهانة منها.
أثناء الحصة الأمولى ألقت بين الفينة والأخرى نظرة خاطفة على هاتفها وكلما لم تجد إتصالا من جدتها كبر القلق داخلها، فجأة شعرت بعدة نكزات على كتفها فرفعت تظرها إلى أوليفيا:"ما رأيك؟"-بماذا؟
"ألم تستمعي؟ علينا تشكيل مجموعات لعرض مشروع".
تنهدت بعدم صبر وأجابت بإقتضاب:"لنكن نحن الثلاثة فقط".
أنت تقرأ
أيدين-الشعلة الصغيرة
Vampiroكنت أعتقد أن كل الأخطاء تظهر شنيعة، لكن لماذا الوقوع في حبكِ يبدو مثاليا وبديعا لهذا الحد... "شاهد وحدتي، واسخر من تعجرفي بها..." #قصة_نظيفة