دعوة نبيلة

63 10 4
                                    

تمددت أيدين في سريرها تتبادل بعض الرسائل في هاتفها مع شون الذي أصر على معرفة كيف تبلي وقد كانت متحمسة لإخباره ما تقوم به لكن فضلت أن تفعل وجها لوجه، في النهاية استسلمت وروت له كل شيء من خلال مكالمة هاتفية، ما إن هدأ من ضحكاته المتتالية أعلن:"أدفع نصف عمري مقابل أن أرى النظرة على وجوههم حين شاهدوا جانبك الآخر أول مرة".

ضحكت بالمقابل:"أتعلم، إنهم أسخف مما توقعت حتى، سيبدون كالمولودين حديثا أمام طلاب مدرستنا، على سيرتهم، كيف يسير الوضع عندك؟"

"إنه على حاله، صحيح أنني فقدت المتعة في الشجارات بعد أن رحلتي لكني ما زلت أخوضها على أي حال، علاماتي كما هي وعائلتي كذلك، كما إنفصلت حديثا عن سانا". كان صوته كئيبا في البداية فقد افتقد أيدين حقا حتى أنه لم يتقبل فكرة إنتقالها في بادئ الأمر.

عقدت حاجبيها:"سانا؟ ألم تكن على علاقة بهارلي آخر مرة".

"أوه لقد إنفصلنا ثم كنت مع سانا ثم انفصلنا الآن". شرح بطبيعية فطقت لسانها بسخرية:"إنكَ على حالك حقا".
عندما أغلقت المكالمة وضعت الهاتف جانبا بغية النوم لكن أصدر صوتا معلنا عن وصول رسالة، رفعته بتفاجؤ ظنا أنه شون مرة أخرى إلا أنها كانت غير مؤلوفة وعندما دخلت وجدت أنهم ريا وأولفيا قاموا بإنشاء مجموعة معها، سألتهم عن السبب بارتياب لكن أجوبتهم كانت بأنها للدردشة والتخطيط بحال أرادوا الإتفاق على شيء ما، وجدت الأمر سخيفا في بادئ الأمر لكن فجأة خطر لها شيء ما.

في الصباح الباكر كان كل من أيدين، ريا وأوليفيا أول الواصلين للصف، وقفت ريا على الباب تراقب، أيدين وأوليفيا باشروا في إنهاء العمل المتفق عليه سريعا ثم خرجوا وتظاهروا بالدخول مرة أخرى مع باقي الطلاب.
في بداية الحصة الأولى خرجت صرخة كسرت الهدوء وتلاها عدة شهقات، عادت ألمى للوراء بفزع حالما رأت حشرات صغيرة تتحرك خارجة من داخل طاولتها، روز تفقدت مكانها بخوف ووجدت أيضا بعض منهم يتجولون داخلها، صرخت بصوت عالي بشدة وكان شبيها بصرير مزعج رغم ذلك أيدين رغبن بالضحك بشدة، لم يكن على ألريك التفكير حتى ليعلم أن أيدين خلف هذا لكن ما فاجأه أنه أصبح أحد أهدافها أيضا، مد ورقة لداخل الطبقة في طاولته وإنتظر حتى خطى العنكبوت عليها فحمله وأطلق سراحه في حديقة المدرسة، إنه عنكبوت كبير لكن غير مؤذي، زفرت أيدين بملل حين رأت أنه لم يخف منه، كان ممتعا رؤيته مرتعبا ويهرب، لكن سرعان ما ابتهجت مرة أخرى حين انتبهت للفوضى التي تعم الصف، الفتيات صرخت وركضب هاربة مما تسبب بإزاحة المقاعد وتخريب الترتيب التي صفت به، حتى أن بعض الفتيان كانوا خائفين أو متقززين فابتعدوا خارجين والمدرس اضطر للتوقف عن الشرح في نهاية المطاف.
ريا تابعت الأمر بخوف من أن تقترب إحدى هذه الحشرات منها بينما أوليفيا وأيدين بدوا غير مهتمين.
لم يتصادم أي من أيدين وألمى وجها لوجه، شكت أيدين بأنهم سيحاولون الرد من خلال مقلب ما داموا هادئين، لكن هي بالفعل لديها مخططات، في استراحة الغداء طلبت من ريا وأوليفيا الإقتراب وهمست:"سوف أخبركم بسر لكن ليس على أي أحد أن يعلمه غيرنا الآن".
رمقها الإثنان بترقب وإهتمام، استرسلت تبتلع ما في فمها من طعام:"أعتقد أن كل من ألمى وألريك يتواعدان، كنت أشك بأن أحدهم معجب بالآخر لكن رأيت شيء ما بالأمس أكد لي أنهم يتواعدون سرا، لا أدري لم يخفيان الأمر لكن قد أستغله لصالحي لذلك إياكم وإخبار أشخاص آخرين غير ضروريين".
هزت ريا رأسها وبشكل لا إرادي تحولت عيناها على أوليفيا التي بدت مستمتعة جدا بالخبر الجديد.

أيدين-الشعلة الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن