كلب صغير

47 11 4
                                    

شون بقي مع أيدين إلى حين بدأ التحضير للمباريات، سألها متقيقنا من الإجابة:"أي الفريقين تريدين أن يفوز، أنتِ الوحيدة التي يمكن الإعتبار أنها تنتمي للإثنين".

"لا يهمني، في كلاهم يوجد أشخاص أشجعهم وآخرين أكرههم". أجابت بلا مبالاة، داخليا تمنت لو يربح شون وحده مثلا بدل الفريق بأكمله بسبب الكثيرين الذي تكرههم ضمنه.

رفع حاجبا بإهتمام، إنه يتفهم إن قالت أن بفريقه هناك من تكرهه ومن لا تفعل لكن بالنسبة للفريق الآخر كان غريبا، استفهم بهدوء:"من الذي تشجعيه من مدرستك".

رفعت رأسها كأنها استوعبت للتو ما قالته، تحت أنظار شون الخبيثة تذمرت:"ارحل من أمامي الآن وكف عن التعليق على كل كلمة أقولها".

المباراة كانت حادة فالفريقين لا يستهان بهما، ألريك الذي يكون بالعادة لطيفا حتى مع خصمائه كان حادا اليوم، راقبته أيدين وظنت أنه يتغير حقا أثناء اللعب، حين كانت الكرة بحوذته على وشك الوصول وإحراز هدف عقدت حاجبيها تجحظ الكرة كأنها تلعنه حتى يخطئ، بالفعل حالفها الحظ وضاعت منه الركلة فجأة، ابتسمت برضى فهي لم تنسى فعلته بعد.
أوشكت المباراة على الإنتهاء، حتى اللحظة الأهداف لصالح فريق شون، رغم امتلاك  الفريق الآخر عدة لاعبين محترفين، ألريك، مايكل، سام وويليام جميعهم يملكون مهارات لا يمكن إنكارها لكن عدم تعاونهم بشكل جيد أثر على سير اللعبة، بدلا من تمرير الكرة إلى أحد زملائه سيبقيها لنفسه ويتقدم بها فيتم سحبها منه، خلال المشاهدة يد أيدين امتدت بغية أخذ حلوى من حقيبتها لكنها لاحظت للتو أنها فرغت لديها، ذهبت لشراء عدد منها، طلبت من أوليفيا وريا مراقبة ما يجري إلى أن تعود.
تزامن مع ذهابها أحراز شون هدفا جديدا، رفع نظره يبحث عن أيدين، لم يجدها إنما وقعت عينيه على ريا التي تبادله ذلك، ابتسم فورا لها فأدارت رأسها وقد احمر خديها بالفعل.

النهاية أعلنت الفوز لصالح الفريق الضيف لهم اليوم، لم تكن هذه المباراة نهائية إنما مرحلة ضمن منافسة طويلة لذا لن يستبعد فريق مدرستهم في الحال لكن ذلك لم يمنع المدرب من الغضب عليهم.
"هل فقدتم عقولكم، لماذا تدخلون ضغائنكم الشخصية إلى أرض الملعب". توعد لهم يشتعل غضبا.

اقترب شون من ألريك يمد يده مصافحا:"إنه محق، إنكم بارعون حقا وظننت في الوهلة الأولى أننا لن نجد فرصة أمامكم".

بالرغم من توسل ضمير ألريك بأن عليه التحلي بالروح الرياضية ورد التحية بلباقة لكن مع هذا الشخص تحديدا لم يستطع، استدار يرغب بالرحيل، عدة خطوات ثم عاد مرة أخرى:"إنك صديق أيدين أليس كذلك؟ هل أنت الشخص الذي تدربَت معه".

رفع شون حاجبيه بتعجب، لم يتوقع أنها أخبرته هذا إلا أنه حرك رأسه موافقا يحاول السيطرة على جموح تكبره من الخروج.

ألريك جاهد لوضع ابتسامة طبيعية:"يبدو أنكم مقربين، لو كنتُ مكانك لما تركتها ترحل إلى مدرسة أخرى وحدها". حاول إلقاء جملته كمزحة.

أيدين-الشعلة الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن