لقاء

52 8 22
                                    

نقل ألريك قرار أيدين إلى والده الذي سعى إلى تحضير لقاء بينها وبين أحد من طرف العائلة الحاكمة.
أيدين ورغم كل ثبوتها لم تستطع كبح توترها عندما أدركت أنها ستلتقي مع القائد والقائدة شخصيا كي يطلعوا على خطتها، أما ألريك وشون الذين سيلازمانها كانا يرتعدان بالفعل، شون كاد عدة مرات أن ينهض مغادرا وتاركا كل شيء خلفه لكنه يعود مستوعبا بأنه سيكون عليه ترك أيدين وهو شيء لن يفعله.
"كيف تعتقدين أنهم سيعاملانني؟ هل أخفي هويتي الحقيقية عنهم؟" تساءل بوجه متجهم.

"هل تعتقد أنه بإمكانك خداعهم أيها الغبي؟ على أي حال، لا أعتقد بأنهم سوف يضغطون عليك ما داموا قد أرسلوا رسالة إلى عائلتك بالعودة". هدأته بكلمات تتمنى هي نفسها أن تكون حقيقية، بينما ألريك الجاهل بحقيقة وجود مشاكل قديمة بين عائلة شون والعائلة الحاكمة بقي ينقل نظره بينهم بعدم فهم.

توقفت العربة التي يقودها جندي أُرسل خصيصا بمهمة إيصالهم أمام قصر يبدو غير مسكون رغم ذلك مرتب ومجهز جيدا.
تمتت أيدين:"هل يقومون بالإجتماعات السرية هنا؟"
الحارس عند الباب رمق الإثنين الذان يرافقان أيدين وبدى أنه على وشك الإعتراض على وجودهم لكن القائد تقدم بوجه مبتسم يرحب بهم ويدعوهم إلى الدخول.
شقوا طريقهم بأنفاس محبوسة كل منهم لديه ما يقلقه.
دخلوا غرفة واسعة تتوسطتها طاولة مستديرة تجلس على إحدى كراسيها القائدة بشرود، عندها إستدار ألريك فورا متعجبا من ردة فعل أيدين على رؤيتها، لقد ابتسمت وحيتها باحترام!
لم يعرف ما سر معاملتها الإستثنائية لها لكنه كان شاكرا، تعرفت القائدة على صحبة أيدين وعلى عكس المتوقع لم تبدي أي ردة فعل على شون وهذا الأخير تساءل في نفسه إن كانت لم تميز أنه من تلك العائلة.
فور حضور القائد طلب من أيدين أن تخبرهم ما بجعبتها، استقامت وقد اعتلتها نطرة باردة:"لقد أنذرتمونا سابقا بأن خطر ما يتربص بشعبنا وبما أن قرار الحظر لم يرفع بعد فهذا يعني عدم التخلص منه إلى الٱن، كما أصبحتم تعلمون فأنا أمتلك بعض الميزات التي قد تساعد في هذه المهمة".
ارتفعت عينا ألريك بتعجب، لقد أخفت عنهم حقيقة أنها على علم بالتفاصيل والتي أخبرها بها، فكر بإحتمالية كونها تحاول حمايته وقد خفق قلبه بسعادة من هذه الفكرة.

القائد إتخذ مقعدا جانب شريكته:"ذلك صحيح، لكنكِ لا زلت صغيرة ولا أشعر أن إدخالك بهذه المشاكل هو فعل صائب".

أجابت بحزم كأنها ترفض فكرته عنها:"لقد تجاوزت الثامنة عشر، لذا يحق لي إتخاذ قرارات مشابهة".

تنهد وقد بدى أنه لا يزال غير مقتنع، تدخلت القائدة:"أنا أرى أنها محقة، إن كانت رغبتها حماية شعبها فما من مبرر لرفض ذلك، كما النساء قادرة على إنجاز إنتصارات كثيرة حتى في عمر صغير".
أنهت تغمز للقائد الذي تغيرت ملامحه العابسة إلى ضحكة عريضة وقد بدى أنه هو على نحو خاص فهم مقصدها، أما أيدين فقد كان إعجابها بالقائدة يتصاعد، عدى عن كونها إمرأة في مقتبل عمرها لكنها قوية ولها كلمتها التي ستشعرك بأن لا خيار لك سوى التنفيذ، كما أنها دافعت عنها في ذلك اليوم، والٱن تمدح النساء وتتخذ صفهم، لذا لم يكن لأيدين أي مانع بأن تنهض الآن وتبدأ بنحت تمثال لها.

أيدين-الشعلة الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن