كلام ألريك تردد في ذهن ألمى طويلا لذلك في صباح اليوم التالي حزمت أمرها، وضعت أكثر إبتسامة ودودة استطاعت عليها ونادت على أيدين من مكانها:"أعتقد أننا تصرفنا بشكل خاطئ، لم أكن أقصد إهانتك أو السخرية منك حين سألتك أمس، ما رأيك أن ننسى ما حدث سابقا ونبدأ بصفحة جديدة".
انفجرت تعابير أيدين الباردة إلى ابتسامة واسعة، بنبرة أليفة أجابت:"ما رأيك أن تقفي عن كرسيك قبل التكلم معي".
عبست باستغراب لكن ضربها الإستيعاب وأدركت سبب شعورها بأنها غير قادرة على الحراك بأريحية على كرسيها منذ جلست، حاولت النهوض لكن ملابسها ملتسقة بشدة، كادت تصرخ ونهضت لارين على الفور تتفقد ما بها والعديد من الأعين الفضولية تابعت ما يحصل، دخل الأستاذ متذمرا من الضجة فأفصحت له ألمى عن كون أحدهم نفذ مقلبا بها بوضع لاصق على كرسيها.
"من فعل ذلك؟". استفهم المعلم بصوت مرتفع وحانق مما جعل البعض يعلق على بلاهته، كأن الفاعل سيعلن عن نفسه باستسلام خوفا من نبرته هذه.
"أخبريه إن كان هناك أحد تشكين به". اقترحت أيدين بلطف مما جعل ألريك يضرب رأسه غير مصدق، لكن الجميع وبالأخص ألمى فهموا مقصدها، حيث في قانون مدرستهم إن أدخلتَ المعلمين بشجار مع أحد الطلاب يعني أنك تستسلم أمامه ولم تعد قادر على مواجهته وحدك لذلك أجابت ألمى بنفي:"لا أشك بأحد، ربما الفاعل من خارج صفنا أيضا".
استأذنت من المعلم ومضت إلى الخارج فعَلَتْ عدة ضحكات على مظرهرها وهي تحمل كرسيها أثناء مشيها كي لا تتمزق ثيابها.
عادت أيدين لمكانها والضحكة لا تزال مرسومة على وجهها فوجدت فتاة تقف بالقرب منه وسألتها إن كان بإمكانها أن تجلس بجانبها، رمقتها بتفحص ولم تكن إحدى الفتيات التي تشاجرت معهم أو الذين أزعجوها فحركت كتفيها بلا إهتمام:"المقعد ليس ملكا لوالدي على أي حال".ابتسمت الأخرى وقد إعتبرتها إشارة موافقة.
"أنا أوليفيا". أفصحت بينما تضع أغراضها، لم تظهر أيدين أي ردة فعل فاسترسلت:"أنا بهذه المدرسة منذ صغري لذا إذا احتجت أي شيء أو أي سؤال أخبريني".-لا حاجة لذلك.
تنهدت جالسة، لكن وعكس توقعات أيدين هي لم تستسلم بل سرعان ما عاودت التحدث بعد ثوان قليلة تزامن مع دخول شاب تأخر وتعرض للتأنيب:"هذا سام، هو ومجموعته من أسوأ فتيان المدرسة، لطالما دخلوا في شجارات مع الطلاب الآخرين أو المعلمين على حد سواء وبالطبع لديهم أدنى معدلات، على عكسه فإن ألريك ومايكل وأصدقائهم لطفاء للغاية، ألريك صاحب أعلى مرتبة في السنوات الأخيرة وهم لا يترددون في اسداء أي خدمة إن طلبت منهم، في الأصل كانوا هؤلاء الإثنان على خلاف دائم لكنهم أخذوا هدنة بسبب حبهم المشترك لكرة القدم، لذلك بطبيعة الحال عندما يأتي تلميذ جديد فإنه سيأخذ جانب أحد منهم، بالطبع هذا لا يشمل البشر فنحن لا نختلط معهم لذلك يشكلون فرق وحدهم، هذا بالنسبة للفتيان، أتريديني أن أخبرك عن الفتيات أيضا؟"
أنت تقرأ
أيدين-الشعلة الصغيرة
Vampiriكنت أعتقد أن كل الأخطاء تظهر شنيعة، لكن لماذا الوقوع في حبكِ يبدو مثاليا وبديعا لهذا الحد... "شاهد وحدتي، واسخر من تعجرفي بها..." #قصة_نظيفة