دخلت غرفة جدتها يلحقها شون فوجدتها متكورة على نفسها، الدموع تملأ وجهها وتتكلم بأشياء غير مفهومة إثر شهقاتها المتتالية.
حاولت سؤالها عن ما يجري لكن الاخرى لم تبدو بحالة تسمح لها من شرح أي شيء، كانت منهارة بكل ما للكلمة من معنى، لذا حاوطتها تربت عليها وتحاول تهدئتها، لكن ما إن وقع نظر جدتها عليها حتى زادت حدة بكاؤها وأمسكت كف حفيدتها بإحكام، كررت بيأس كمن فقد صوابه وإحساسه بما حوله:"سامحيني، أرجوك سامحيني، أنا سبب كل شيء، أنا السبب".لم تفهم المعنية شيء لكنها أخذت تمسح على ظهرها:"حسنا، حسنا، اهدئي فقط".
مر وقت ليس بقصير قبل أن تعود إلى رشدها، تدريجيا لكن ما حدث تاليا لم يكن أفضل إذ أنها غرقت في شرود طويل لا تجيب على أي من التساؤلات التي وجهت لها كمن غرق وأصبح في عالم آخر، أحضرت لها أيدين طعاما ومياه إلا أنها لم تلمسهم.
فجأة في وقت متأخر من الليل نزلت السلالم تدخل غرفة الجلوس حيث يجلس شون وأيدين الذان دُهِشا برؤيتها، قررت فتح فمها أخيرا:"لقد تذكرت كل شيء".
بالعودة خمسة وأربعين شتاءا إلى الوراء ستجد فتاة في الثامنة عشر من عمرها بملامح ظريفة وناعمة لكنها تقوم بأفعال لا تمت للنعومة بصلة، إذ أنها تجمعت مع صديقاتها وضربت مدرّسا لأنه يدعي ان التعليم من حق الرجال فقط.
امتلكت دائما أفكار عن أن دور المرأة عليه أن يتطور لدى شعبها واستشهدت دائما بالقائدة الضرورية للحكم رغم كونها من النساء، بسبب ذلك خاضت شجارات ونقاشات لا حصر لها، وذلك الشاب دائما راقب بصمت إلى أن أصبح يشعر بفخر واعتزاز بها كلما انتصرت على أحدهم، إنه الشاب الذي أرسل من قبل أبناء جنسه حتى يراقب مصاصي الدماء ويبقى متطلعا على تطورهم إلا انه عوضا عن ذلك علق بمشاهدة فتاة محددة، ورغم ظنه أنه سيبقى على الهامش خفيا إلى الأبد، مشكلة وقعت بها دفعته إلى تغيير موقفه.
كانت تحتسي مشروبا في حانة تحت أنظار الناس المتقززة منها، وتحديدا الرجال فهي المرأة الوحيدة في المكان عدى عن العاملة، لكنها لم تهتم بكل ذلك فهي لم تجد أي من المشروبات الحانة شيء محرم عليها كونها امرأة، ذلك الرجل ظنها فتاة تبيع نفسها هنا، وحين أعرب عن أفكاره تجاهها يسألها عن مرافقته تلقى لكمة، سرعان ما تحول الأمر إلى مشاجرة، الأمر الذي لم يكن بصفها أنه مصاص دماء أيضا وليس خصما ضعيفا لذا سحبها معه ضد إرادته، مع خروجهما من الحانة ورفض أحد تقديم يد مساعدة لها ملقيين اللوم عليها لحضورها إلى مكان كهذا بمفردها، كان على الذي يراقب من مسافة ان يتدخل.
أمسك بيده التي تقبض على شعرها وأدارها حتى أصدرت صوت طقطقة تنم عن تكسر عظامه، عندما شاهدت كيف إنتهى الامر تعجبت تتساءل عن هوية منقذها وكيف أوقف قدرة مصاص دماء على شفاء نفسه، حتى يفاجئها أكثر أشار على زجاج النافذة كي تنظر إلى داخل الحانة، اتسعت عيناها حين رأت الأشخاص في الداخل يقبضون صدورهم بألم وأوجه محمرة كأنهم يفقدون قدرتهم على التنفس، بعد دقائق عادوا إلى طبيعتهم لكن ذلك لم يمنع الإرهاق والخوف من اختراق جسدهم وعدد منهم فقد وعيه بالفعل، نبس:"هذا عقابهم على عدم مساعدتكِ".
أنت تقرأ
أيدين-الشعلة الصغيرة
Vampireكنت أعتقد أن كل الأخطاء تظهر شنيعة، لكن لماذا الوقوع في حبكِ يبدو مثاليا وبديعا لهذا الحد... "شاهد وحدتي، واسخر من تعجرفي بها..." #قصة_نظيفة