لكمة في الوجه

67 12 6
                                    

قضمت أيدين القسم الأخير من الحلوى المفضلة لديها بتلذذ أثناء دخولها الصف في الصباح مع ريا وأوليفيا كادت ترمي غلافها في القمامة لكنها وضعت يدها على خدها كأنها اكتشفت شيء ما للتو:"أعتقد أنك لستِ القمامة هنا، أعرف من هو أقذر منكِ".
رغم صوتها الذي لم يكن مرتفعا جذبت عدة أنظار فهي تقف مخاطبة سلة المهملات، تابعوها عندما تقدت ترمي غلاف الحلوى على ألمى.

زفرت الأخرى بتعب:"ألا يمكنك التوقف عن هذه الحماقات التي كنا نفعلها في الإبتدائية".

"حقا؟" سألت باستهزاء ثم جلبت حقيبتها وفتحت جيبا يبدو أنها تضع النفايات فيه عندما تأكل سرا في الحصص ورمتها جميعها على رأس ألمى. "إنها تناسبكِ".

حين ظهرت الأستاذة أمام الباب عادت أيدين لمقعدها وباشرت ألمى بتجميع الأوراق ورميها، تلك المعلمة الجاهلة لما كان يحدث والتي تحب ألمى بشكل خاص ابتسمت بفخر:"إنه لطف منكِ أن تحاولي المحافظة على نظافة الصف، أرجو أن يتعلم الآخرين منك".
ابتسمت أيدين بحنق، آخر ما أرادته بفعلتها أن تكتسب ألمى بعض المديح.

وضب الجميع أغراضه بغية الذهاب فقد حانت الإستراحة، مضت أيدين خارجة من الفصل بجانب ألمى وبحركة سريعة دون ملاحظة أحد ألصقت ورقة على ظهرها بينما الأخيرة ركضت تعانق يد لارين التي تنتظرها عند الباب وتمشوا سويا، لم تفهم ضحكة بعض الأشخاص ونظراتهم الغريبة إلا متأخرا، حيث لارين لم تنتبه لها ولم يتطوع أولئك الغير مقربين منها لفعل أي شيء غير الضحك، تابعت أيدين ذلك باستمتاع إلى أن لاحظت ذلك الشاب الذي اقترب وأزالها دون لفت أنظار أكثر، عبست تتذكر، إنه ألريك، لقد ذكرته أوليفيا سابقا، لم يكن يعنيها حتى الآن ويمكن القول أنها لم تعجب بما فعله الآن.
نظرت ألمى بغضب للورقة المدون عليها 'قمامة' بخط كبير تلحقها كلمتان بخط أصغر قليلا 'استعملوني بلطف'.
"لم يعد بإمكاني الصمت". أعلنت لارين بنفاذ صبر تترك يد ألمى لكنها شدتها:"لنتجاهلها فحسب".

"كيف تريدين تجاهل شيء كهذا". سألت بعصبية.

"إن شاجرناها سنكون ننفذ ما تريد منا فعله، دعيها لا تتحكم بنا". حاولت ألمى تهدئتها.

راقب ألريك حديثهم بشيء من الاستغراب لكنه في نهاية المطاف ابتعد يعود إلى رفاقه، استقبله مايكل بمزاح:"كان عمل بطولي يا صديقي".

"كان على أحدهم فعل هذا". رد يرفع كتفيه بلا مبالاة.

"نعم وربما سام أراد ذلك، أنظر كيف يحملق بك".
استدار ألريك ليرى سام يرمقه كنمر يريد الإنقداد على فريسته، أعاد نظره لمايكل بتعبير مضطرب:"مقشعر".

دخل مدرس الرياضيات بحماس غير معهود مع تعابير استمتاع غريبة فأدرك العديد أنه حضر مصيبة ما، وبالفعل هذا ما أعلن عنه بصوت جهوري:"إختبار مفاجئ".
ذلك كان واضحا فهي لحظتان يفرح بها الأساتذة، إختبار مفاجئ وتوزيع العلامات المتدنية للطلاب والتي سببها بنظرهم سوء تصرف الطلاب وليس سوء شرحهم.
باشر الجميع بتوضيب الكتب من أمامهم وبعد وقت قصير وزع الأوراق وأخذ يتجول بينهم، حين أولى ظهره  لأيدين التي اقتربت من مقعد ألمى عمدا بدأت بمناداة ألمى، تجاهلتها أولا فقامت أيدين بغمزة لأوليفيا التي تجلس في الجهة الأخرى من الغرفة، فهمت الأخيرة حركتها فنادت على الأستاذ تلهيه بالإدعاء أنه هناك خطأ ما بالسؤال والنقاش معه في هذه الأثناء أيدين ضايقت ورمت بعض الأوراق والأغراض الصغيرة على ألمى فاستدارت بغضب:"توقفي، ما الذي تريدينه الآن؟".

أيدين-الشعلة الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن