حقيقة مقلقة

49 8 10
                                    

رغم كون حقيقة كهذه هي ما حاولت أيدين تجنبه طويلا إلا أنها ليست شخصا يهرب لذا وضعت تعبيرا جليديًا تسأل:"إذا هل أنا هجين؟"
نهض ألريك بغير وعي إثر كلمتها كأنه يرفض أن تلفظها حتى، إن كان هذا صحيحا فهي كارثة حقيقة، لقد حُرم الهجائن بين الأجناس ذات القوى الخارقة لذا كانت الجهات العليا تتخذ إجراءات فورية بإجهاض الجنين الهجين ومعاقبة الشريكين بعقاب قاسي قد يصل إلى الإعدام، في بعض الأحيان كانت عائلتهم بأكملها يتم نفيها، إنها جريمة من الدرجة الأولى.
ندم بسرعة على إحضارها إلى هنا، لو بقي الأمر سرا أليس أفضل، تساءل إن كان هذا ما تقصده أيدين منذ البداية بعدم قبولها اقتراحه، بينما هو بقي يصر كالأحمق وعرضها للخطر.

شعور الهلع تعاظم بوتيرة سريعة داخله لكن تم تهدئته نسبيا بفعل الكلام الذي خرج من السيدة:"لا، أنتِ لست مثلي، لا تملكين دماء سحرة ولا أحد أفراد عائلتك منهم، بل في دماء مصاصي الدماء خاصتك هناك شعلة سحرية أنتِ قادرة على استخدامها، إنها من تعطيك تلك القدرات المميزة، وسبب أنكِ لم تستطيعي إيذائي هو الشخص الذي وضع تلك الشعلة لكِ حيث جعلك غير قادرة على استخدامها ضد مالكي الدماء السحرية إلا في حال الدفاع عن نفسك".
حينها فقط استوعبت أيدين لماذا في بادئ الأمر لم تشعر المرأة في شيء، لاحقا حين وضعت سبابتها على رأس أيدين لا بد أنها حاولت أذيتها لذا تفعلت قوتها ضدها بشكل تلقائي، لكن ما لم تستوعبه هو من أين حصلت على هذه التي تسمى شعلة؟

أجابت على تساؤلها:"هذا الجواب ليس عندي، بل عند عائلتك".

تمتمت أيدين بملامح مقتضبة:"هل سأرحل بأسئلة أكثر من التي أتيت بها؟"

استفاق ألريك من صدمته متذكرا أمرا مهما:"هل قدرتها محدودة على إيقاف الدماء؟"

رمقته أيدين كأنها تجيبه 'طبعا هي كذلك أيها الغبي' لكن الإجابة الأخرى جعلتها تدير رأسها بدهشة.
"قطعا لا، إنه سحر ويمكنها استخدامه في مختلف أركان حياتها، صحيح أنه سيكون بمكان ما أقوى لكن ليس محصورا".

"ماذا؟" وجدت أيدين نفسها تسأل ببلاهة مرة أخرى إذ أنها لا تتذكر ظهور قوتها غير وقت تحولها، بدى كأن المرأة فهمت أفكارها فأمالت رأسها:"إذا ألا يحالفك الحظ في بعض الأحيان حين تريدين شيء بشدة فتجديه يحدث رغم عدم وجود أي ظروف منطقية تؤدي إلى حصوله؟"
تذكرت أيدين بعض اللحظات حين يصدق أحدهم تعابيرها المزيفة، أو تحملق في شخص تكرهه أثناء سيره فيتعثر، كما حصل مع ألريك في المباريات حين فقد الكرة، لكن أليست أشياء طبيعية تحدث مع الجميع؟
أتتها إجابة حاسمة على تساؤلها حين أكملت الأخرى:"ماذا عن عدم تذكر أحد من طلاب مدرستك لكِ ما عدى فتاة واحدة أنت تريدينها ان تتذكر".
فتحت أعينها على مصرعيهما بينما لفظ ألريك بعدم تصديق لكنه بدت نبرة فخورة بطريقة ما:"لا تقوليها".

أيدين-الشعلة الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن