زيارة

67 8 25
                                    

تذمر ألريك في طريق عودتهم:"سخرتي من ذهابي سابقا للقاء سام وويليام وحدي، فتذهبي الآن وحدك إلى أشخاص لا تعلمين من هم حتى، ماذا حدث إلى عقلك؟"

ضربت مؤخرة رأسه:"لا تصرخ أيها الغبي".

انتبه فورا لنبرة صوته التي ارتفعت فأخفض رأسه:"نعم آسف، لكن حقا كيف تفعلين هذا بنا، ماذا لو كانوا يحاولون اختطافك؟ أو قتلكِ؟"

زفرت بضيق:"إن استطاعوا قتلي فوجودك لن يشكل أي عقبة أمامهم، كما أنت هو من عليه أن يحكي لي كيف انتهى الأمر بحضور القائد والقائدة مع الحرس".
قلّب كلامها بعقله، صحيح إن رافقها بمفرده لن ينقذ الموقف أمام عدد السحرة الذين تواجدوا لكن كان بإمكانه طلب مساعدة والده على الأقل، على أي حال فهو شاكر أن الأمر مر بسلام.

بالعودة ساعتين إلى الوراء، لقد كان يقف كعادته في الفترة الأخيرة يراقب منزلها، فبعد ما وصلوا له من معلومات لازمه قلق تعرض حياتها للخطر سواء من جنسهم أو من السحرة مما دفعه إلى تبديل غرفته مع ليزا التي وافقت على الفور كونه يمتلك الغرفة الأوسع، بهذا استطاع دائما رؤية منزلها من شرفة غرفة أخته.
في تلك الأثناء لمحها تغادر المنزل مستخدمة سرعتهم الخاصة مما جعله يتعجب فهي لن تستخدمها على العلن لولا وجود أمر ضروري، ارتدى حذاؤه سريعا بغية اللحاق بها لكن في اللحظة الأخيرة أمسكه والده:"أترك الأمر علينا".

توسعت أعينه بغير استيعاب:"ماذا؟"

"نحن نعلم بالخطر الذي يتربص بها ونضع عين عليها، القائد والقائدة ذهبوا شخصيا كي يحلوا المسألة لذلك ستكون بأمان الآن، لا تخف". طمأنه والده لكن ما كان لا يعرفه أن هذا الكلام هو آخر شيء قد يطمئنه.

عارض والده فكرة ان يلحق بهم أيضا وطلب منه أن يبقى بالمنزل، حرك ألريك رأسه بيأس ملحا:"أبي، أنت لا تدرك الوضع ولا تعرف طبعها، قد تنفجر بوجه الجميع هناك حتى القائد والقائدة، وتعرض نفسها للخطر بلا أي تردد، عليّ أن أكون جانبها".

عقد الآخر حاجبيه بإرهاق ثم نبس:"هيا إذا، أسرع".
خلال عدوهم السريع علم ألريك القصة كاملة من والده، رغم قدرة السحرة على إخفاء رائحتهم لكن لن يستطيعوا ذلك أمام الأشخاص من دماء القادة الذي يكونوا متمتعين بحواس أكثر قوة، تبعا لذلك لاحظ القائد خلال تواجده في الأسواق متفقدا حال الشعب إثر التطورات الأخيرة وأخبار إلتزام المنازل رائحة مميزة أدرك أنها لا تعود لأي من أبناء جنسه أو البشر، تفقد الطلبات لديه بدخول أرضهم ولم يرى أي منهم يعود إلى ساحر أو أي صاحب قوة لذلك علم بأن المتواجد هنا أتى خلسة وربما هو جاسوس، تتبعه إلى أن وجده يحوم فترة حول منزل أيدين ثم غادر لكن بقي جزء حي من سحره في منزلها لم يستطع معرفة ما هو، إتضح لاحقا أنه الكلب الذي نقل وعيه له، وبهذا إنتظروا أي حركة جديدة منهم حتى يمسكوهم متلبسين ووضعوا أحد الجنود يحرسها من بعيد ويخبرهم بكل تحركاتها، عندما غادرت أيدين منزلها بشكل مفاجئ، الجندي لحق بها ورأى أنها متجهة إلى خارج المدينة فتواصل سريعا مع العائلة الحاكمة.
في تلك الأثناء إلتقى ألريك بهم في أعماق الغابة، أشاروا له أن لا يصدر أي صوت، نبض قلبه بشدة حين رآها تقف وأولئك الأشخاص الغريبين يقابلوها، أراد أن يركض سريعا اتجاهها قبل أن تقوم بحركة ما تودي بحياتها، كلكم أو شتم أحدهم فيرد عليها بسحر قاتل.
ما إن تفوه القائد بأول حرف علم أنها إشارة تسمح له التقدم فركض يتفقدها بكل ما أوتي من سرعة.
فكرت أيدين عند سماعها التفاصيل بأن العائلة الحاكمة سعت إلى حمايتها من البداية عكس توقعاتها بأنهم سيفكرون بالتخلص منها، إنه عهد قائدين جديدين ورغم الكثير من التعليقات السلبية والإيجابية لم يكن بإمكانها أن تحكم إلا من تجربتها الشخصية، وهما موقفان جعلاها تتخذ جانبهما، طلبهم من عائلة شون العودة إلى الأراضي الخاصة بهم في هذه الظروف الاستثنائية وحادثتها الآن.

أيدين-الشعلة الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن