الخاتمة

82 8 32
                                    

بالكاد استطاع والدها التقاط أنفاسه:"بحثت عنك في كل مكان، لماذا أنتِ هنا؟"

زفرت أيدين بملل تسخر:"إنسى الأمر، لقد أتيت باكرا جدا لدرجة إننا على وشك الرحيل".

أخرج شيء من معطفه على عجل وبدى التوتر جليا عليه:"لنتكلم في ذلك لاحقا، والدتك دخلت المستشفى للتو وقد أوصتني إعطاءك هذه".

ارتجفت عيناها ترمق الظرف بصمت وقد عصفت الكثير من المشاعر بقلبها، لم تكن تستطيع تحمل خبر جديد كهذا خاصة في وقتها الحالي، استدارت تتركهم دون أي إجابة، مشت بخطوات سريعة عائدة إلى مدينتهم تحاول قبع تلك الأفكار التي تسعى إلى الخروج عبر ترديد جملة واحدة:"الأمر لا يعنيني في شيء".

ألريك إلتقط الظرف من يد والدها وأشار له كأنه يخبره بأن يترك الأمر له، لحق بها وبدل من إيقافها حاوط كتفها يغير الطريق الذي يسلكونه.

"ماذا تفعل؟" صرخت بنفاذ صبر.

"لن أختطفكِ، بالأصل أنا من عليه الخوف منكِ وليس العكس لذا فقط إتبعيني". رد ممازحا رغم معرفته بأنهم في موقف جدي لكنه أراد أن يخفف عن كاهلها قليلا.

"من قال أني خائفة أيها الجبان". لكمته في معدته بحنق، ابتسم رغم الألم والإهانة التي وجهت له فالأممر يسير الآن كما يريده، استفزها وها هي تمشي معه دون سؤال كي تبرهن أنها غير خائفة.
وقفا أمام شاطئ البحر القريب من مدينتهم، السماء كانت مظلمة ولا يصدح سوى صوت ارتطام الأمواج بالأرضية الرملية، السكينة هدأت قلبهما وشرد كل منهم في أفكاره الخاصة.
خوفه على أيدين والغضب الذي شعر به أرهقاه لكنه كان شاكرا لعدم تعرضها للأذى أثناء ذهابها لهم وحدها،كان يمتلك الكثير من العتاب الذي يرغب بقوله لكن الوقت غير مناسب وبهذه اللحظة تمنى فقط أن تكون بخير مستقبلا بعد ما قد يحدث الليلة. راقب تعابيرها المضطربة وكسر الصمت:"أنتِ محتارة بشأن الموقف الذي تتخذينه، أليس كذلك؟ كما تتساءلين دائما عند كل كلمة تقوليها لهم وكل حركة تفعلينها إن كنت محقة أم لا، إن كنت تبالغين وتظلمينهم".
استدارت له بتعابير حادة لكنه أكمل بهدوء:"لأن كل من لديه قلب حقيقي يفعل ذلك، يكون متأكدا من أنه هو على حق والجميع يشهد على أنه غير مخطئ لكنه في نهاية المطاف عندما ينفذ ما بباله يجلس ويتساءل، هل أنا محق؟ لماذا أشعر بتأنيب كأنني ظالم؟"

عقدة ظهرت بين حاجبيها إذ أن كلامه صحيح، في كل مرة كانت تتشاجر مع والدتها وتتجاهلها تشعر بالإحساس المزعج كأنها غير راضية على أفعالها، من ناحية أخرى عندما تراها وتعود لها كل الذكريات السيئة لم تكن قادرة على مسامحتها وأخذها في حضن، لذا وجدت نفسها تتخبط في رقعة فارغة من الحيرة المؤلمة وذلك أضرم نار غضبها أكثر كل مرة، لكن هل ستخبر ألريك ذلك؟ قطعا لا.
أوشكت على فتح فمها وإخباره أنه مخطئ وأنها متاكدة من نفسها فقاطعها:"دعيني أخبرك سرا عني".
أمالت رأسها بهدوء تستمع، عاد إلى أيام طفولته يسترجع تلك الحادثة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 21, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أيدين-الشعلة الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن