Ch3.

1.8K 103 129
                                    

كان غريبًا مرور الأسبوع بهذه السرعة، ولكن من شدة العمل لم يلحظ هذا المرور.. شعر بسعادة داخلية وهو يرى إنجازه للأعمال كما لم يحدث في حياته كلها رغم تعدد وظائفه! فكرة أن ينغمس في العمل الى وقت طويل مع أشخاص مختلفيّ الطِباع ساعدته ليرتاح ويُبلي بلاء حسنً في عمله.. يُهندم نفسه من خلال إرتداء بنطال جينز داكن بتصميم عصري و قميص ابيض يعلوه سترة سوداء من الجلد إستعداداً للذهاب مع يلينا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مثل العادة، هذه المرة سيختلف الامر كونه ويلينا مدعوّن الى حفلة تُقيمها هانجي في منزلها لجميع موظفيّ الاقسام وهذا ما اعتادت على فعله بين الحين والاخر والآن فهذه المناسبة ستُقام على شرف تعيين ليفاي لذلك يجب ان يهتم بمظهره جيدًا فهو نجم الليلة. طيلة أسبوعه الاول كان عمله ينصب في مراجعة الأرشيف بدقّه، لكن شيء ما اخر كان يشغل تفكيره .. هو هانجي وتصرفاتها المتناقضه إلى حد مُقلق.. كان يشعر ان خطب ما يدور في عقلها او انها غريبة الى هذا الحد بطبعها، ورغم هذه التحليلات المنطقية والتي ترسو به الى ميناء لا شأن له به إلا انه لا يكف عن التفكير بها، رنَ هاتفه ليجيب بضغط السماعة التي تتعلق بأذنه
ليفاي: اجل..
يلينا: هل أنتهيت؟
ليفاي: اجل.. انتظركِ منذ نصف ساعة.. من يراكِ تتأخرين هكذا يظن بأنكِ تتزينين مثل الفتيات
يلينا: هذا كلام وقح توجهه لفتاة يا قزم
ليفاي ساخرًا: حسنا يا فتاة.. متى ستصلين؟
يلينا: امامي نصف ساعة
ليفاي: ماذا!!!!!!!!
يلينا: اهدئ سأذهب لإصطحاب بيترا و نيفا موبليت.. لقد وعدتهم بذلك
ليفاي: تشه.. اذن سأسبقكِ ايتها اللعينة الى هناك، تعلمين ان المسافة طويلة واذا انتظرتك سنصل الى منزل هانجي منتصف الليل!
يلينا: في الحقيقة كنت سأقول لك هذا.. إذن.. إذهب قبلنا وسنلتقي هناك

اغلق الخط وهو يشتمها ثم توجه نحو هاتفه المحمول و أدخله في جيبه ثم ترجل خارج المنزل ليؤجر سيارة اجرة وينطلق به نحو الموقع بعدما ارسلته يلينا، كان يضع سماعاته ويستمع إلى موسيقاه المفضلة مُتأملاً الشوارع المُظلمة ولا نور فيها سوى نور العمائر، حتى بدأت تشعُ تلك البقعة امامه... حيث من المفترض ان الهاتف يُشير الى انها الوجهه المقصودة، عمارة تبدو فارهه من الخارج بطراز حديث ومساحة واسعة ادرك من مظهرها انه لا يُمكنه العيش بداخلها سوى الاغنياء، حينها تذكر فورًا سيارة زوجها وسيارته فإستدرك انه من الطبيعي إقامتهم في مكان كهذا.

توقفت سيارة الاجرة وترجّل من السيارة متوجهًا نحو باب العمارة التي يقف امامها حارسان بدلاً من واحد.. سار بهدوء وهو ينزع السماعات من أذنيه وتحدث إليهما
ليفاي: مرحبًا.. لدي موعد مع السيدة هانجي.. هل هي تسكن هنا؟
الحارس: أجل.. إسمك من فضلك
ليفاي: ليفاي اكرمان.
الحارس: سنخبرها .. إنتظر قليلاً

ثم دخل احدهم إلى الداخل وأخذ سماعة هاتف كان بالقُرب من البوابة وبدأ يتحدث دون ان يستطيع ليفاي سماع ما يقول.. ماهي الا ثوان حتى عاد الرجل وهو يفتح الباب لليفاي ويُشير إليه بالدخول، أخبره انها تسكن في الطابق الثالث، أخذ يضغط زر المصعد وصعده متوجهًا الى الطابق المطلوب.. عندما وصل وخرج أدرك انها لم تكن عمائر، بل طوابق سكنيه! لاحظ فاهه المفتوح من الدهشة عندما لمح وجهه في احد الجدران اللامعه امامه.. أيٌ ثراء هذا! إن الطابق بالكامل هو عبارة عن منزل.. يتكون الطابق من حديقة واسعة تحتوي على مسبح وعدّة جلسات متقاربة، والخضار يكسو المنطقة امامه، رائحة الزهور المزروعة في المكان تُعطر النسمات و تُشعر الواقف امامها بالرغبة في إستنشاق المزيد منها.. لكن قطع تأمله صوت باب يُفتح خلفه ليلتفت نحوه بسرعة، ظهرت امامه بعدما فتحت الخادمة الباب بالكامل.. تقف بإبتسامة مُشرقة وعينان براقتان، ترتدي بلوزة سوداء تُغطي نصف بطنها وتكشف عن جزءه السُفلي.. يرتاح على كتفيها معطف بُني بنمط رسمي يتشارك نمطه ولونه بنطالها .. وكعادتها الجميلة، تُزين شعرها برفع جزء منه وترك الجزء الآخر بنساب على مؤخرة عنقها. أبهرته و زادت من تلك الدهشه التي فعلها تصميم منزلها على وجهه.. شعر بالحرج لإستيعابه البطيء وتحرك بسرعة نحوها محاولاً إخفاء إرتباكه بإدخال يديه في جيب سترته.. خطى نحو الداخل و هز رأسه في محاولة لبعثره الخجل وبدء التحدث بصورة لبقه..
ليفاي: مرحبًا.. سيدة هانجي
هانجي مبتسمة: أهلاً ليفاي.. سعدتُ بقدومك، ثم هُنا لا يوجد سيدة هانجي.. إننا خارج نطاق العمل صحيح؟
أومأ برأسه وقال: أجل... سيدة.. أعني هانجي

موت على قيد الحياة || ليفايهان _. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن