1

66K 527 275
                                    



أتظن أنك عندما أحرقتني
  ورقصت كالشيّطان فوق رفاتي
  وتركتني للذاريات تذرنّي
  كحلاً لعين الشمس في الفلوات
  أتظن أنك قد طمسّت هويتي
  ومحوت تاريخي ومعتقداتي
  عبثاً تحاول .. لا فناء لثائر
  أنا كالقيامة .. ذات يوم آتِ


#لابد_يا_سود_الليالي_يضحك_حجاجك

على عتبّات مقصف المدرِسة الثانوية .. يتكِئ بكتفه العريض على الشَباك .. ويناظر بحدة للشخص الي بوسط الساحة .. كان يراقِب كُل تصرفاته .. ويحس بنار بصدره .. ماهُو من النوع الي يحب يفزع ويحب التجمهُر .. ولكن ماهو بالشخص اللي بيرضى بإهانة شخص قدام عيونه ويبقى ساكِت !
كان يراقبهم كِيف مُحاوطينهم بشكل دائري .. وتاركِينه في وسط الشمس حافي ويضحكون على تعابير وجهه .. بينما الشخص اللي جنبه يضربه بطرف يده وسط خُضوع وسكوت الطالب
لذلك تخلى عن الوُقوف وتقدم بخطوات جامِحة .. مُشبعة بالغضب اللانهائي .. وأستقام بطُوله الفارع أمام هذا الشاب .. ليسحبه بقوة من طرف ثُوبه ويناظره بحدة : ناوي تفرض هيبتك على صغار القوم يا وقَاص ؟ ما ودك تسترجل ؟
تعالت ضِحكة وقاص .. وتلاها نبّرة ساخرة قال فيها : من الي يحكي عن فرض الهيبة ؟ ولا مزاجك اليوم رايق عشان كذا مخبّي عننا أنيابك ؟ كشّر عنها يا إبن العم .. واحد وحش مثلك ما يقول هالحكي
كبّح غضبه بشدة .. ولايدري كيف كبّحه للحظة .. يمكن لأنه قبل باقي آثار جروح هوشته الأولى معه للآن بوجه وقاص ؟ ويمكن لأن فعلاً اليوم مو رايق للهواش : إقطع الشر يا وقاص .. ماودي أخليك مهزلة مثل كل مرة !
ناظره وقاص بحدة .. والود وده يذبحه هاللحظة مع ذلك تجاهله وهو يسحب الطالِب اللي بأول ثانوي من ياقة ثوبه وكأنه ذبيحة بيذكيّها وأخوياه وراه يضحكون على الدمُوع بعيون الضحيَة الي ماكان له حيل على وقاص أبداً .. وكان لابُد يرضخ لأوامره ويعرض نفسه للسُخرية بس عشان ما ينفصل أو يتعرض لآذى أكبر .. أو حتى يصير عدو لوقاص !
أخذ نفس وبدأ يزفره على دُفعات .. هو مجنون من أساسه .. وهالتصرفات ماكانت إلا زيادة لجنونه
وبعد عهده اللي قطعه لِـ " شُعاع " أخته إنه يبعد عن المشاكل .. كان مضطر يخلفه : قالو إبعد عن الشر وغنِي له ..وأنا أغني له ويجي يرقص لي !
تقدم ناحية وقاص بهيئته الغاضِبة .. واللي ماكان قادر يتحمل أكثر .. وسحب وقاص من ذراعه بقوة وهو يبعده عن الولد ويدفه للخلف بكل طاقته .. وقبل يتدارك وقاص الموضوع سحب الولد من على الأرض ووقفه وهو يقول له بحدة : إسترجل يا رخمة .. وفارق من قدام عيوني .. إذا ما صرت برجال فمُدعين الرجولة بيتسلطون عليك !


قبل ينطلق الولد من الخوف .. من تجمع البارود والنار واللي بيعلن بأي لحظة وجود إنفجار شديد الخطُورة .. وقفه صرخة وقاص : إثبت مكانك وإلا والله لأزعزعك
ناظره وهاج بحدة وهو يأشر له : فارق بسرعة ولا تسمع حكيّ هالنكرة
طاح بين نارين .. يرضخ لوقاص ؟ ولا يسمع كلام وهَاج؟
ولكن كانت نظرات وهّاج حادة وغاضِبة بالشِكل الي خلاه يتخلى عن الوقوف بمكانه .. ويركض بكل طاقته برى المدرسة .. بما إنه كان وقت الإنصراف أصلاً
إشتعلت النار بجسد وقاص .. والي تزعزت هيبته بنظر كل من شهد على الموقف بعد الي حصل معه تقدم وبعيونه يقدح الشرر وقال بعصبية : من متى وأنت تدافع عن الخير ؟ يا بذرة الشر ويا ضيق الأرض ؟ دوم وأنت وحش وحياتك كلها تضيق على الناس .. الحين تبي تصير مدهال للخير على حسابي ؟ والله إن توخر عن طريقي .. وإلا لتبقى آثاري عليك ليّن تموت يا سود الليالي مثل ماقال أبوك
ضحك وهو يحاول بضحكته يخفي عصبيته .. كان كلام ولد عمه يضرب على الوتر الحسّاس .. وقال بسخرية من كلام وقاص : أبد .. مانيّب خير لأحد .. وبالأخص لك والله لأكون شر في شر .. ومستقعد لك على الحرف الواحد وإن كان بك خير .. قرب وحط آثارك والله لتشوف موتك يا وقاص
بدأت أنفاسه تِعلى بعصبية وهو يناظر لنظرات العيال الي في الساحة .. والي كُلها سخرية أرتجفت يدينه وقلبه بدأت نبضاته تزيد بقهر وغبنة من هيبته الي دائماً يساويها بالقاع .. لِذلك رفع يده وقال : لو إنك على رجال .. تعال وإلحقني
مشى وقاص وهو ناظره ومشى وراه وهو يهمس : مانيّب على رجال ولا يدل للرجولة باب .. ميّر إني أكف وأسد والله لأربيك يا رخمة
مشى وراه وهم يطلعون من المدرسة .. وإللي لو تسببو بمشكلة جديدة داخل جُدارنها رح تضيع حياتهم الدراسية وتطير بمهب الريح .. بعد كل الهوشات والضرر الي تسبُبو فيه !
ومن وقف وقاص وهو يدخل يدينه بطرف جيبه ويناظر للي يتقدم له حتى صد عنه وهو يعطيه ظهره
ومن وقف قدامه وهو ينطق بإستفزاز : ودك بي أربيك من جديد ؟ معلوم تربيّة عيال  سهيّل "جده"
تربيّة قشرى ولا بك لا أنت ولا أبوك ولا لكل شخص له بالعائلة ذي صلة خير .. الله يفكني منكم ومن نسبكم على أكمل وجه
وقبل ينتهي من كلامه .. عقد حواجبه بوجع وصدمه وهو يرفع كُفوفه الي دنى بها على وجهه وبدأ يمسح السائل الدافِي الأحمر اللي أنفجر بغزارة على وجهه بسبب السكِين

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن