بين أركان بيت الصعبّ ، والي دخل بخطوات هاديّة وكفوف يدينه تحتضن جواله بأريحية وصوته الهامِس شبّة يوصل لمسامع بنيّان الي متعني وهو يحاول يسمعه ، ومن وصل لغرفة النوم قال بهمسّ : ثواني بس يالجنوبي
نزل الجوال عن إذنه وأخذ يدخل ويدور عليها بعيونه ، ومن لمحها متخبيّة بوسط السرير ومتلاشي جسدها بين اللحاف أقترب وهو يبتسم بلهفة وجلس للحظات بجنبها وهو يتأمل الراديُو الي كان بين كفوفها والي كانت تسّتمع بحرص لبرنامجه اللي بُث قبل ساعة ، أخذ نفس برااحة وهو يقرب ويدفِن وجهه بين نسايّم شعرها المُغري وبعدما قبّلها للحظات طويلةلعله يروي بهالقُبلة ذبول قلبه ، إبتعد عنها بصعوبة وهو يلحفها بحرص لأجل تنام براحتها وأخذ جواله وهو يجر خطوااته لبرى الغرفة ، جاهل إنها حسَت على وجوده وفزت بفرحة من مكانها وهي تتنهد وتسحب جاكيتها الحرير وتتلحف فيه بعشوائية وأخذت توسّع خطواتها بإبتسامة كونها من شدة إنتظارها غفت عينها ، ومن لمحت حضوره إبتسمت كل خلاياها ، بُرهان اللي غمّرها بصعوبته الي أهلكت كل روحها وصارت محطات رؤيتها تخصه هو بس ، ياكم تنتظر وتنتظر وجوده حتى لو إبتعد دقايق طويلة فكيّف بساعات؟
لمحته يوقف بالبلكونة الي بوسط الصالة ومستند على طرفها وواضح مندمج بالمكالمة لإن صوت تناهيّده وصلتها ، إقتربت وهي مبتسمة ووقفت على عتبّة البلكونة ومن كانت خطاويّها بتتجه له بُترت بشكل مُخيف وتراجعت هالخطوة للخلف برعب ، بلعت ريقها بصعوبة وهي ترجع كل المسافة للخلف..وسط محادثة بُرهان الي أكملها بضيّق : أخاف بلحظة نسيَان يغادرني الحرص وتضيّع الكلمات من جوفي وتوصل لمسامعها ، والله صعبّة يالجنوبي صعبّة وأنت تعرف وش بيكون موقفها لادرت عنه ، كيف بتعيّش وأسوء ذكرياتها كانت بسبب أخوها؟
رد عليه بنيّان بعقلانية وقال بهدوء : إسمع يالصعبَ ماظنتي شخص مثلك بيقدر يفرط بكلمة وحدة بس فمابالك لو كانت هالكلمة بتوجع؟ وطواري أخوها هالنذل إقطعها لو صار ولاح طاريه قفل الموضوع أو غيّره
تنهد بُرهان وهو المتضايّق كونه مرتين على التوالي حضر فيها طاري وقاص وكانت فعلاً كلماته بتخونه لذلك كان خايّف ، خايّف عليها حيل
جاهل تماماً إنه من غير قصد منه وصل الكلام لأعتاب مسامعها !
وصلت لباب الغرفة ودفعته بكل قوة وهي تتجه على عجل للشبَاك الي بوسطها ، فتحته بيدينها المرتجفة وهي توقف قدامه وتتنفس بصعوبة ، رفعت يدها برجفة وهي تضرب صدرها بخوف ودموعها بدأت تتساقط بشكل جنوني على أطراف وجهها ، ضربت صدرها بقوة أكبر وهي تشهقّ بخوف تحاول تسترجع نفسها اللي تلاشى وذاب من فُرط صدمتها تحاول تستعيَد الحياة اللي إنذّبحت فيها بأبشع الطرق الي ما تخيلتها أبدا ، إحمّرخدها وتعرقت كل أطرافها ، وحتى هدبّ عينها كان له نصيَب من الرجفة ، مازالت تضرب صدرها مازالت تشهق وهي تبكي بنحيّب وخوف تقدمت للشبّاك وهي تتثبت فيه بقوة وتسحب أنفاسها بكل طاقتها ، ومن زفرتها وقدرت تستعيّد هالنفس الي ضاع وسط فوضاء ذهولها وصدمتها ذابت ضلوعها بوسط جلدها وعجزت بقايا هالضلوع تشيّل حمل قلبها فإنهارت بمكانها وهي تثبت يدينها على الأرض ورأسها منكوس للأسفل ودموعها الوحيَدة الي ترجمت رعبها ،كانت تتساقط بشكل عنيّف ، ومن شدة حرارتها يُخيل لها إن خدّها الرقيق جُرح وخُدش ! كانت تنهار هالدموع نتيجة ذهولها وصدمتها وعدم إستيعابها للموقف ولا للحدث الي حصل ، مستحيَل يكذب ومستحيل تكون المحادثة عابّرة ، هالحدث ماهو مجرد تراهات هالحدث حصَل حقيقة ، هالحدث بيورّثها الحُزن العميَق
وكإن دمها جفّ بعروقها وقلبها لولا الضلوع المتلفة حوله كان بيغادرها من فُرط وجعها ، دموها ماكانت الشيء الوحيّذ الي طاح من عينها كانت كل هقاويّها وظنونها الي خابت وتلاشت بشكل موجع "يعني سارِق مني الحياة«أخوي؟» يعني سبايب بكاي ودموعي وكُرهي للحياة وإنكسار قلب وسلبي لحقوقي كان «أخوي؟» "
كانت هالجمل كلما رددتها بقلبّها يرتجف وتضطر تثبت يدينها حوله خوفاً من إنها يغادرها ، بعد لحظات إستوعبت فيها هالكلام الي تبادر لسمعها أخذت تلم ضلوعها لها وهي تدفن رأسها بين أطراف ركبتها وتبَكي بصمت مُخيف
أنت تقرأ
لابد يا سود الليالي يضحك حجاجك
Romanceإما أم أن تكون العائلة ملاذك الآمن..وإما أن تعيش بسببها في خوف وجوع دائم . حسابي في الإنستقرام : @riwaia2