بعد مرور هالفترة كلها وعوّاد تاركها على راحتها وغير مُبالي تماماً بصدها عنه، كان يكفيه وجودها
لأنه شخص شخصيته مُبرمجة على الخوف من الفقد !
كان يكفي يسمع قرقعة فناجيل بالمطبخ ، أو صوت باب يتقفل ، أو عُروة باب تُجذب ، أو حتى صوت خطوات ولو إنها تبتعد عنه
طوال هالفترة كانت مواعيده مع الدكتور مستمرة،هو أصلاً ما قطعها وهو أصلاً كان مواظب عليها من لما أيقن إنه مريّض ،ولكن برغم ذلك كان عاجز تماماً يسترد ذكراه الموجعه لأجل يقدر يتغلب عليها !
خلال هالفترة بعد ، كان خايف ينعاد موضوع النسيّان من جديد وهو الي ما بيدينه قدرة على الصد عن هالموضوع !
كان خايف ينعاد لأجل كذا كان يكتب كل الي يخصّها بورقة ، كل الي عرفه وكل الي تعرف عليه من خلال تصرفاتها البعيّدة عنه!
وبعدما مرت هالفترة السيئة عليه ، الي صحبها موجة إكتئاب حادة وعنيّفة إثر مرضه .. ومثل المُعتاد كانت تتغير أحواله غصّب عنه وبغير إرادته
كانت تراقبّه وهو منسدح بشكل إرتجالي على طرف الكنب ، ويناظر لفيّلم رُعب بعدم شعور وبغير مبالاة ، وكأنه هالرعب كله الي بالفيلم ماكان ينقاس بالرعب الي عاشه في حياته !
على غيّر عادة أخذه النوم من وسط الفيلم ، وإنتهى وبانت شارة النهاية وهو مازال نايّم ومازالت خيال جالسة على بُعد منه وبيدينها أوراق كثيّرة نست حياتها وهي تبحث بحياته
نست كيف تعيش ضمن فصول الخوف الي أُرتبكت بحق قلبها بهاللحظة كانت موقنة إن سبَب بقاءها هو مساعدته بمعرفة هالذكرى ،ولا ليه من بدّ كل البنات على أرَض هالحياة أُختير تكون هي الي معه ! خيَال الي تحب المُغامرة وتحب الحياة .،خيال الي قتلو حياتها
مرت ساعات طويلة وهي ملتزمة بمكانها فوق الدرج ، ولكن هالساعات مرت بسرعة لأن النوم غلف أجفانها فعلاً !
وبعد لحظات فتحت عيونها بتعب شديد ، ورفعت شعرها عن أطراف وجهها وهي تثبته بيدينها للخلف ، أخذت تحرك جسدها بتعب شديد وهي تنقل نظراتها للمكان ، عقدت حواجبها بفضول وهي تتأمل تصرفاته من فتح عيونه ، رجعت رأسها لورى بدهشة من فز من مكانه بحركة سريعة وهو يبّتسم إبتسامة كبيييرة ويرفع يدينه لفوق وهو يضغط عليها بحمّاس ماهو بغريب عليه ولكنه جفاه كثيّر
أخذ يناظر للمكان بنظرات إستطلاع ثم تضايّق من منظر الصالة الي يفسد مزاجه كونه صحى وهو مستانس وزايّره الفرح وأخذ يسحب اللحاف الأسود من على الكنب ويرميه بمكانه المُعتاد ، ورجع يرتب الألوان نفس ترتيبها القديم بلحظات بسيّطة وإبتسامته ما زالت مرسومة بكل قوة على وجهه وسط ذهول وصدمة خيَال واللي لأول مرة يصادف حضورها تغيّر حالتهمن بعد قراءة أوراقه لأسابيع طويلة أيقنت إنه حصلت له حالة"هوس" بمعنى القطب الثاني الي يوصل فيه لأقصى مراحل السعادة والحمّاس بدون سبب ، بدون مبرر فقط المرض فرضّ عليه هالحياة
وهذا الشيء الي أرهبّها ، كيَف بساعات بسيطة تغير من شخص ما يعرف للإبتسامة وللحياة درب لشخص إبتسامته ماغابت عن ثغره من لما أُزيحت أجفانه من على عينه!
وقفت بربكة بعدما تسللت الرّعشة لكل خلاياها من لمحته يتقدم بخطواته بإتجاهها ، ولكن الأوراق الي إنتثرت من حضنها على الدرج عثّرت خطواتها وكان عوّاد سبّاق لها والي من سمع صوت شهقتها الخافتة تقدم لها بخطوات سريّعة ووقف قدامها ومن لمحها إتسعت إبتسامته وأخذ ينحني بسرعة البرّق ويأخذ كل الأوراق الي قدامها بحركة سريعة ومن بعدها إستّقام قدامها بطوله الفارِع والأوراق بيدينه وهو يتأمل وجهها والخوف الي يغلف تعابيّرها ونظراتها ، ورغم إنه منزعج ولكنه يدعييّ اللامبالاة ، أخذ يقول بإبتسامة : ذكرني هالحدث بمشهد مبتذل بأحد المسلسلات ، هي تطيّح الأوراق وهو يلمّها لها
وبعد هالحدث معروف وش يصّير صح؟
ناظرته بتوتر والرهبَة تملأ أطرافها ، بهاللحظة هذي بالذات صبّت كل السب والشتم لروحها الي تركتها تبّقى هنا وما تطلب النجدة من فهد وتهرب من هالمكان بأقصى سرعة ، هي ماتقدر تعيّش بهالخوف عمر .. هي ماتقدر والله!
سحب عوّاد يدينها وهو يمد لها الأوراق بعشوائية ويثبتها بيدها وهو يميّل شفايفه بخفوت ، ومن بعدها رجع خطوة لورى وهو مازالت أنظاره عليها وسط رجفتها الي تحاول تخفيّها بكل قوتها ، من بعدها تصدّد عنها وهو يناظر للجدار الكبيّر الي يحتوي صوره ، واللي كلها مقلوبة وكان الجزء الخلفي للبرواز هو الي واضح له ، أخذ يقلب كل صورة وهو يتأملها للحظات بسّيطة وبعدما يرجعها مكانها يبتسم للذكرى الي تمّره ، ومن بيَن ترتيبه للصور إنتبه إن طيّفها مازال زايره ومازالت متوقفة وتناظره لذلك قال بخفُوت : تدريّن ،ليه كل هالصور تملأ جدار بيتي ؟
ضمت الأوراق لصدرها بكل قوة وهي تخفي توترها وبقت ساكتة ولكنها تناظره وهو يرتب الصُور ، أردف بنفس النبّرة الخافتة : أخاف بيوم من الأيام أنسى إني كنت شخص أحب الحياة ،أخاف أنسى إني أعرف ألعب كورة ، وأعرف أسبّح ، ولي خبرة ماهي بهينة بالسبّاقات
أخاف لاطغاني الضيّق من جديد ورجعت أقلب هالصور أنسى إني كنت عايّش برغم كل شيء
لأجل كذا كلما لقيت نفسي مبسوط وسعيّد وثقت لحظتي السعيدة بهالمكان
على نحو مُريب أخذت الجسارة منحنى كبير بصدرها لأجل تنطق وتمر ترددات صوتها من حنجرتها
أنت تقرأ
لابد يا سود الليالي يضحك حجاجك
Romanceإما أم أن تكون العائلة ملاذك الآمن..وإما أن تعيش بسببها في خوف وجوع دائم . حسابي في الإنستقرام : @riwaia2