—
من بعدما وصلهم للمركز ، وكمل إجراءات دخولهم لمقابلة محمد رجع يجلس بجنب الغرفة على كراسي الإنتظار وهو يضغط على يدينه بتوتر ممزوج بضيقبرغم كل شيء بداخله كان متأكد إن دعوات أبو محمد وإبتسامة مروج كانت تكفي لأجل يدعس على قلبه ويخطي عليه !
مرت ساعات قليّلة وهو مازال منتظر ، ومازالت الإتصالات تنهال عليه بشكل كثيّف من فواز صاحبه الملازم ولكنه كان يرد عليه برسائل ، ومن بعدها أنفتح باب الغرفة وكان قباله أبو محمد وخلفه مرُوج
وقف وهو يلبس قباعته السُوداء ويعدل ترتيب بدلته ومن ألتفت وكانت كفوفه بتستقر على كرسي أبو محمد ، لمح وجه محمد الضاحك الي بعيونه الدموع قدام عيونه ، ماكانت الدموع للعرض وبس
هو فعلاً بكى من حُر الشعور الي تجمع بقلبه هاللحظة ، ومن الغصّة الي داهمته بشكل عنيَف بحلقه
يااكثر القهر الي أوجعه وياكثر الغبّنة بصوته لما قال : عساني للضيّم يوم ضيقت عليك وأنت أبو قلب وسيّع
ناظره بهُدوء وغير مهتم أبداً بدموعه ، لأن الليالي اللي أنكسى قلبّ ضرار دموع بسببه ماكانت قليلة ما ألتفت لهالدموع أبداً ما رقّ قلبه ولو لحظة ، قال بخفوت وهو يناظره : ماعادني بأبو قلب وسيّع يا محمد ،هذا زمان أول
صد عنه وهو يدفّ أبو محمد وسط نظرات مروج المستنكرة والمستغربة لكلامهم ولحوارهم اللي مادار لثواني معدودة إلا إنه زرع شك مخيف بقلبها ،وش صاير بينهم ؟
طوال طريقهم للبيت كان عقلها محصور تماماً بحوارهم ، وطريقة نظراتهم وتعاملهم لبعض
كيف إن ضرار أبو قلب وسيع فعلاً ما ألتفت لدموع أخوها الي بكّتها فعلاً !
وصلو لحدود البيّت ونزّل ضرار أبو محمد وسلم عليه وودعّه
ولكن وداعه لمروج ماكان بالكلام وبس ! وقف قدام الباب وهو يمنعها من الدخول ومد لها الفلوس الي كانت بمحفظته وهي إنتفضت ورجعت لورى بصدمة من تصرفه
تنهد ورجع يمدها من جديد وقال : أنا مقصر ، والله يبيّض وجه الي يحاول يداريني ويقول إن ماعلي عتب .. أنتي صرتي هلي وأنا من أول يوم وأنا ملزوم بأطرف شيء لك
ولكن وظيفتي حدّتني أنسى وجل من لاينسى
لأجل كذا.. لازم تستوعبين معي أنا آخر رجل ممكن تستحين منه أو ترجعين خطوة لورى لو تقدمت لك خطوة
ما بقول جيت أكملك لأجل ما تظنين نفسك ناقصة ، وأنتي أكمل من الكمال،بس أنا هنا لأجل أعبي فراغات أنتي تجهلينها
كانت ساكتة والسكون مغلفها بشكل كبيّر ،وكلامه كان فعلاً مثل الضمّاد على الجرح
كانت تشتكي على أبوه وأمه الي فكرو يسمونه "ضرار" وهو عكس هالإسم تماماً
مالقت إلا نفسها تستجيب وتقرب وهي تأخذ الفلوس بنفس راضية ، وهو تبّسم وأرتاح خاطره للحظة وهو يتنهد بخفوت : أنا راجع الغربية الليلة ،برسلك من جوالي الي بجيبي طوال الوقت لو بخاطرك شيء لا تترديّن ولا يملأ قلبّك حرجعلى أرصِفة أحد الشوارع ، كان منحني برأسه للأسفل ويضغط عليه بهُدوء بعدما تراكم الصداع على حدوده وأنهكه ، مايدري أي مشاعر غريّبة يواجهها هاللحظة؟ باغتّته فجأة حتى بدون يكون عنده سلاح يحمي نفسه ،رمته فجأة بساحة حرب مخيفة أول مرة يكون أحد جنودها!
مسَح على وجهه بهُدوء وهو يسمع صوت الإتصال يتبادر لمسامعه
أخذه وهو يرد على أمه ومن تسلل صوتها العاتب تبّسم بخفوت وقال : دامك بتعتبين هالكثر كل مرة بتأخر ، والله عتبّك حلو يمة
أبتسمت بضيق من كلامه ومن ملامه اللي مخبيه بين السطور وقالت : أنتظرك مع أبوك لا تتأخر
وفعلاً سارع خطواته للبيت لأن هالأيام كان يدور عليها بيدينه ورجلينه فكيّف وهي تجيه راكعة؟
وصل للبيت ودخل وهو يتجه للصالة الي كانو جالسيّن فيها ، ومن جلس معهم بدؤو يتبادلون أطراف الحديث بعفوية شديدة ، وبأحاديث غلبتها الحنيَة الي أسرت بُرهان .. يااه
ماكان مستوعب إنه يوم من الأيام بيلاقي حلمه واقع ويعيشه قدام عيونه
ماكان يظن إنه هالمواقف بتصير فعلاً!وبيضحك ويمزح مع أهله بهالطريقة!
ومن بين تبادلهم الكلام ، قال أبو بُرهان بصوت عاتب : وبلاك أنت ما تنتبّه للبقالة اللي نفيّت نفسك وأنت تقنعني أشتريها
ترك بُرهان كأس العصير على الطاولة وناظره بإستنكار وكان بيرد ب "أي بقالة" ولكن أبوها أكمل : بتنتهي سنة وأنت غافل عن أحوالها ، والرجل الي يشتغل فيها أنا بنفسي شغلته بعدما أستقال الأولي ، علمني هذا رزقك ولا رزقي ؟
سكت بُرهان للحظات وهو يشغل يدينه بكبّكات كُمه يزعزعها يمين ويسّار بعدما تذكر البقالة .. اللي قبّل ٧ سنين سخر كل جهوده لأجل يرضى أبوه يشتريها له
أبو برهان اللي وقف من مكانه وقال : يكفي إني شريتها وماكانت إلا خسّارة طوال هالسنين ، حاول يابوك توسع مدار عيونك على الأعمال الصح
ردت بداله أمه وهي تربّت على كتفه وتقول بإبتسامة : هذي ماكانت إللا بداياته ، ويرخص لعيونه الغالي بُرهان
ماتشوفه الحين ؟ ينافس السمّاء من علوه؟
أبتسم أبوه وهز رأسه بإيجاب وقال بإبتسامة وهو يناظر برهان الي ينقل نظراته بينهم : إيية ، أنا اللي أنافس السمّاء الله وكيلك، كل ليلة أنافسها
ضحك بُرهان بذهول لما إستوعب إنه فعلاً أبوه يستمع له كل ليلة وتضااااعف الفرح أكثر وأكثر
طبطب أمه على ظهره وهي تبادله الإبتسامة وبعد دقايّق إنسحبت عن الجلسة وبقى بُرهان لوحده
الفرح الي كان فيه قبل لحظات غادره بمجرد خروجهم من المكان، والشعور المقيّت رجع يزور صدره وهالمرة بكثافة شديدة
وش كثر يمقته ، لأنه كلما حاول يلاقي له سبب مايقدر!
كان يفرك أطراف جبهته بإنهاك من هالضيّق
أنت تقرأ
لابد يا سود الليالي يضحك حجاجك
Romanceإما أم أن تكون العائلة ملاذك الآمن..وإما أن تعيش بسببها في خوف وجوع دائم . حسابي في الإنستقرام : @riwaia2