44

7.3K 119 58
                                    

أما عند ضرار الي كان يسّابق الوقت لأجل يوصل وما يخل بوعده ، من لمح سيارة بُرهان قبال باب بيتهم تنهد بقهر وسارع بخطواته وهو يتِجه للمجلس ويدخل على عجل ، وقفت خطواته وإندهش من وجود أبوه معه وتنحنح وهو يكمل لهم السيّر ويجلس قريب منهم وهو يهليَ ويرحب وسط سكون وديَع الي له ساعة جالس معهم ومنحرج لأنه ماهو قادر يسولف ولا يفهم سبب حضورهم الي ماكان يعرفه ، ومن دخل ضرار وإستهل السواليَف وبدؤو يدخلون بالعميَق

ناظر بُرهان لأبوه بهُـدوء بيّنما أبوه أبتسم بخفوت وهز رأسه لما فهم مقصده ، وهو الي له من الصبَح يفهمه موقفه ويزرع بقلبه القبُول لهالعائلة بالَذات وفعلاً قدر يزرع هالحب من كلامه وبس ؛لإن بُرهان كان يكفي يتكلم لأجل نرجع نعيد ترتيب الأوليات والحب من جديد لأجله
وهذا هو أبوه يلتفت لضرار ويقول له بكل يُسر وسهولة إن سبّب جيتهم هالليلة واضح ، وودهم يتم القرب منهم ، جايييَن لأجل يصيرون أهل وأحباب وأنساب
وسط صمت ضرار وإستنكاره التام للوضع ، ووسط دهشة وديّع الي من نطق أبو بُرهان وهو يهتز من ذهوله وحتى إنه من صدمته وقف متجاهلهم وركض بخطوات محسوبة لبرى المجلس ويدينه على رأسه ، المشهور الي تستمع له أخته ،جايي يخطبهها!!!
-
-
بوسط الصالة ، كاانت تمشي بخطوات متخبّطة
تناظره بنظرات متسائلة عن حاله ، إلتفت وناظرت لأمها الي جالسة قدامه وذابلة من ذبوله
تناظره ولاهي قادرة تنطق بكلمة وحدة معه ، أول شخص تغير عليه وقاص كان أمه،جحدها بكل قوته !
كان سلاحها الوحيّد بهالحياة وسلاحها صار خالي الرصاص
كانت تتأمله بكثافة وتتذكر بدايات تغيره من لما إنهارت عليه بغرفته ، من بعدها ماعاد صار وقاص أخوها ، تغير تماماً وبشكل هائل
تنهدت بخفوت وهي تناظر لكوب القهوة اللي سوته له ومشت وهي تجلس جنبه وتبّتسم بعفويتها المعتادة : وحيَا الله وقاص ، غايب عننا هاليومين عسّى ماشر؟
ناظرها بإستنكار وهي أبتسمت أكثر وهي تمد له القهوة : علامك كأنك شايّف أختك من العالم الثاني ، ترى هذا أنا بريّق الحلوة الي ماتغيرت حلاوتها أبداً
إنفردت عضلات وجهه بشكل غريَب وأخذ كوب القهوة بصمت من يدها بيَنما هي وصلت لأعلى قمة الفرح ، إعتدلت بجلستها وهي تشوف أمها منشَدة بجلستهم فقالت له بإبتسامة : علمنييّ وش بخاطرك تتعشى ؟ تطوعت اليوم أسوي لك بالذات أحلى عشاء وش بخاطرك؟ آمر أفا عليك بس
ناظرها بهُدوء ولوهلة زارته الراحة كونها تخلت عن لبّاس الموت الي لبسته ولبّسته قلبه غصب عنه ، صحيح الندبَة مازالت حاضرة أمام عينه لأجل تذكره ببشاعة فعلته ولكن إبتسامتها هاللحظة هي الي تركته يمسّك أعصابه ، فرفع كتوفه بلامبالاة وقال : مابخاطري شيء
قبّل تعترض بريق إلتفت بخفوت لدخول وديع الي يشاهق من كثر سرعته وهو يركض والي يدينه على رأسه متمسك بغترته لاتطير ويناظرها بنظرات غريَبة
خافت ومشت له بخطوات سريَعة وهي تقول : وش صاير؟
وديّع بلع ريقه وناظرها بذهول وهو يحتضن وجهها بين كفوفه : بعلمك خبر ، بس إنتبهي على قلبك وعلى حالك وصلي على النبي وههللّي وكبري
تأفتت وناظرته بطرف عينَها : بتتكلم ولا أفرشك هنا ؟

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن