57

6.8K 93 46
                                    


ومن أمام عتبّات بيت فهد
كان متكي بجسده المُتعب من حماس هالليلة على طرف باب السيارة ، ويناظر لدُجى اللي واقفة قدامه وتناظره بهُدوء ، أبتسم بعدها بتنهيّدة وقال : ياخوفي أجيك بنص الليل وأقولك إرجعي ما قويّت
أبتسمت بضحكة من كلامه وقالت بخفوت : إن حصل ومرك هالشعور تعال
هز رأسه وهو يحك طرف ذقنه بحرج لما تذكر خلال الشهور الي مرت والي بعد جهد جهيّد رضى تبقى عند أهلها كيف رجع لها بنص الليل وسط ضحكة فهد عليه !
ناظر لغُصن النايّمة بتعبها على طرف المقعد وتنهد بضيق وهو يأخذها بحضنه ويقول : الود ودي أخذها معي بس ...
أخذتها من بين يدينه بصعوبة لحضنها وهي تقول : تراها بحسبّة بنتي يا وهّاج
أبتسم من بين ضيقه بسبب كلمتها وألتفت هاللحظة لوقوف سيارة فهد بجنبهم والي بدوره نزل وتوجه لهم وهو يبتسم بفرحة : الليلة زايرنا القمر
ضحكت دُجى على كلمته بخجل ، كلمته المُعتادة والي كلما زارتهم يقولها بنفس النبرة الي تشع فرحة
أقترب بإبتسامة فرح وهو يأخذ غُصن من حضن دُجى ويقول : وغُصن بتبّقى معنا بعد؟
قال وهَاج بتردُد وهو يناظر فهد الي توسطت غُصن حضنه : لو فيها ك..
قاطعه على عجل وهو يرفع حاجبه بعدم إعجاب : كلامك يا أبو غُصن لاتقوله وأنت عارف إنه بيستفزني ، تراها أكبر أحفادي
أبتسم براحة من كلامه ومن خطى فهد خطواته للبيت ألتفت وناظره بضحكة وهو يقول : المهم يصبّح الصبح ونلاقي دُجى بالبيت ، لا يجي الحرامي بالليل ويأخذها
ضحك بإحراج من كلامه وحك طرف حاجبه بتوتر ، بينما دُجى كتمت ضحكتها بصعوبة عنه
وبعد لحظة إقتربت منه وهي تقول بهُدوء ومعرفتها الكاملة تكمُن في إن حضورهم هالليلة لفهد مع غُصن ..
هو بسبب موعدهم مع الشيّخ بكرة
وهَاج الي رافض تماماً بقاءها معه بنفس البيت خلال الموعد والي رافض بنفس الوقت معرفة أي شخص بعلة أم قريب كان أو بعيد !
لذلك هي الليلة هنا .. برغم إن إبتعادها عنه لوقت بسيط جداً يكلفه أشياء كثييير ومنها راحته
لحظة اللي شدت على كفه وقالت بإبتسامتها الهادية : تهُون ، ربك كبييّر ويهونها
وتنهيدتها الي صدرت ماكانت إلا راحة بسبب وجودها نطق بإبتسامة خافتة ونبّرة حنينة بالحيييل تعودت دُجى على سماعها: روحي عسى الله يفتحها بوجهك ويحنّ عليك
ناظرته للحظات ثم صغّرت عيونها نتيجة تأثرها بدعوته الي ظنت بيوم من الأيام إنه نساها ولكن لحظة الي قالها هاللحظة تمردت كُل مشاعرها ولكنه شد على كفها وهو يقول بتنهيّدة :لا تصغر هالعيون إلا بسبب ضحكتك يا قرة القلب ولا الدمّع والبكاء ماودي يكون من سلومك
أبتسمت بتعب من كلمته وهزت رأسها بإيجاب وهي تناظره بهدوء بعدما كتمت بكاءها لأجل ما يضيقّ له خاطِر وقبل تدخل البيت إتجهت للباب الخلفي وأخذت كانِدي الي كانت بشنطتها الخاصة وإتجهت للبيت وسط نظراته الهادية


بسيّارة ضرار
إتكأ بظهره على طرف المقعد وهو يضغط بكفوف يده على فخذه بوجع ويتنهد بضحكة على حاله : والله لو إنك صرت شايّب وأحفادك وراك ياضرار
وهالوجع كان نتيجة ترنحه طوال الليل مع بقية العيال ولعبهم الي ماوقف أبداً
باللحظة اللي إشتغلت السيّارة وكان بينطلق ، ألتفت بإستنكار للباب الأمامي اللي أنفتح والي ظهر بعدها وجه لافي المبتسم وجلس وهو يقول : والله لولا أخوي سندي كان أنا رايح مع قافلة الجنوب لبلادهم
ضحك ضرار من لمحه وقال بإستغراب : وش جابّك معي ؟
تنهد لافي بإضطراب وهو يناظر من مراية السيارة الأمامية ويقول : هذا الله يسلمك فهد عصبَ علي لما تأخرت وقال دبّر لكم سيارة ترجعكم ، والكل رجع مابقى غيرك ، أنت المبتلى
هز رأسه بإبتسامة وقال بضحكة : وشنسوي عاد ، هذي عاقبة إنه شالنا نفس البطن
ناظره لافي بطرف عينه ولكنه غير الموضوع تماماً من لما كان ضرار بينطلق لولا صرخة لافي : إنتظر ياغبي
ألتفت بخوف وإستغراب ولافي أشر على خيال الي كانت بتفتح السيارة بس لما مشى ضرار رجعت لورى بخوف : أنت ماتشوف عمتي ، أعمى أنت ناسي عيونك في البيت ؟ ولاشكلها طارت وأنت تطير مع القزوعي
ناظره بإستنكار ولافي ألتفت وفتح الباب وهو يقول بإبتسامة : أركبي ياعمة آسفين والله عندنا أخ مضيع عقله

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن